المصدر: إرم نيوز

The official website of the Kataeb Party leader
الاثنين 22 أيلول 2025 21:03:42
في خطاب تنصيبه الثاني في يناير/ كانون الثاني الماضي، رسم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، صورة لنفسه كصانع سلام عالمي، متفاخراً بوقف أو تهدئة ست حروب خلال أشهر قليلة.
"لقد أوقفت ست حروب، بمعدل حرب واحدة شهرياً"، قال ترامب، وسط دعوات من حلفائه داخلياً وخارجياً لترشيحه لجائزة نوبل للسلام.
إلا أن تقريراً لمجلة "ناشيونال إنترست" يرى أن ممراً واحداً فقط يفضي إلى جائزة نوبل، وهو إنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ نحو قرن، الذي سيضمن لترامب مكاناً بين أعظم صناع السلام في التاريخ، متفوقاً على الزعيمين السابقين، جيمي كارتر وبيل كلينتون.
الحروب المطفأة
تباهى ترامب بـ "إطفاء" 6 حروب، ففي يونيو/ حزيران، أعقب غارات إسرائيلية على مواقع نووية إيرانية رد إيراني عنيف، مما دفع الرئيس الأمريكي إلى تنفيذ ضربات دقيقة، أدت إلى هدنة مباشرة بوساطة واشنطن والدوحة.
وفي الشهر نفسه، ترأس اتفاق واشنطن بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، الذي أنهى حرباً أودت بحياة ستة ملايين شخص منذ التسعينيات، وإن حذر الخبراء من هشاشتها.
أما في يوليو، فقد هدد ترامب بتعليق محادثات التجارة مع كمبوديا وتايلاند إثر نزاع حدودي أسفر عن عشرات القتلى ونزوح 300 ألف شخص، مما أدى إلى وقف إطلاق نار سريع حول أراضي المعابد المتنازع عليها.
وفي جنوب آسيا، شكرت باكستان ترامب علناً على وساطته في وقف إطلاق نار مع الهند بشأن كشمير في مايو، رغم إنكار نيودلهي دوره، لكن العنف هدأ.
أبرز نجاحاته كان في أغسطس/ آب، عندما وقع زعيما أرمينيا وأذربيجان اتفاق سلام في البيت الأبيض، منهيين 35 عاماً من الصراع على ناغورنو كاراباخ، إذ صرح ترامب: "لقد حاربا لفترة طويلة والآن أصبحا أصدقاء"، ورشحاه فوراً لنوبل.
ورغم هذه النجاحات التي تؤكد سياسة خارجية نشطة غير معتادة لواشنطن في العقود الأخيرة، شملت صراعات عبر أربع قارات، بما فيها دول نووية، أسفرت عن ملايين الضحايا، فإن أياً منها لا يضاهي الثقل الرمزي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وفق "ناشيونال إنترست".
صراع القرن
يعود هذا الصراع إلى أكثر من 100 عام، مع مطالب قومية متنافسة تحت الانتداب البريطاني، مشعلاً حروباً متعددة (1948، 1956، 1967، 1973)، وانتفاضتين (1987-1993، 2000-2005)، وحروباً متقطعة في غزة.
وأسفر الصراع عن خسائر هائلة بمئات الآلاف من القتلى، ومنذ 2008، أودت أربع حروب في غزة بعشرات الآلاف من الفلسطينيين، والتي بلغت ذروتها في الحرب الحالية، إثر هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 الذي قتل 1200 إسرائيلي، مع أكثر من 62 ألف قتيل فلسطيني، بينهم 19 ألف طفل، حتى أغسطس 2025، إضافة إلى نزوح واسع ومجاعة.
كما كانت للصراع تداعيات عالمية، من صدمات النفط 1973 إلى إعادة ترتيب الدبلوماسية 1993، مرورا باتفاقيات كارتر في كامب ديفيد 1978 التي أنهت حرباً مع مصر، وأوسلو لكلينتون في 1993 التي منحت الفلسطينيين حكماً ذاتياً، لكنها تركت القضية المحورية من دون حل.
فرصة لا تتكرر
يمتلك ترامب فرصة قد لا تتكرر لتحقيق ما فشل فيه الآخرون، مستفيداً من إرهاق الحرب والضغط الدولي، لكن "ناشيونال إنترست" ترى أن ذلك مرهون بقدرته على انتزاع تنازلات إسرائيلية، مثل وقف الاستيطان، وتواصل جغرافي للدولة الفلسطينية، وترتيبات للقدس الشرقية.
واعتبرت المجلة أن ترامب قد يتفوق على سابقيه من الرؤساء الأمريكيين بحل "جذور الصراع"، مشيرة إلى أن أي صراعات أو حروب أخرى تبقى أقل تأثيراً من صراع طويل يمتد لنحو قرن ولا يزال يسفر عن حروب لا نهائية.