المصدر: نداء الوطن
الكاتب: مايز عبيد
الثلاثاء 1 تموز 2025 07:34:13
استطاعت فرق الدفاع المدني ودرب عكار والمستجيب الأول، وبمؤازرةٍ من الجيش اللبناني، إخماد حريق في جرود القبيات، شبّ بعد ظهر الأحد، واستمرّ حتى صباح أمس الإثنين.
عناصر الدفاع المدني وفرق الإطفاء المحلية التي تعمل في هذا المجال، تبدو شبه عاجزة عن القيام بواجباتها، لاسيما مع حرائق كبيرة من هذا النوع، نتيجة ضعف الامكانات، وقلة التجهيزات، والحاجة الملحّة إلى التمويل، لشراء معدات جديدة. بالإشارة إلى الحريق أيضًا، فقد استمرت عملية التبريد لساعات، وسط تخوّفٍ واسع من معاودة الحريق لنشاطه، بسبب سرعة الرياح. ويبدو أن موسم الحرائق هذا الصيف سيكون صعباً، بعدما كان حريق القبيات قد امتدّ واقترب إلى عددٍ من المنازل، ما استدعى مناشداتٍ عاجلة من الأهالي والسكان والفاعليات السياسية والبلدية في بلدة القبيات. وأتى الحريق بحسب الخبراء البيئيين، على مساحة تقدّر بـ 50 ألف متر مربع، من أشجار الشوح، والصنوبر واللزاب؛ وجميعها أشجار معمّرة، بالإضافة إلى الأشجار المثمرة أيضًا كالكرز وغيره. ووجدت فرق الدفاع المدني والاطفاء، صعوبة كبيرة في السيطرة على هذا الحريق، بفعل سرعة الرياح الشديدة هناك، في منطقة يزيد ارتفاعها عن 1400 متر عن سطح البحر.
وزيرة البيئة تتفقّد:
وزيرة البيئة تمارا الزين زارت بعد ظهر أمس الإثنين المنطقة، وعاينت الأضرار في موقع الحريق. الزين وفي تصريحٍ لها، شددت على أهمية تعزيز التدابير الوقائية، وتكثيف الجهوزية للاستجابة السريعة لمثل هذه الكوارث، مشيدةً بتفاني فرق الإطفاء والدفاع المدني والجيش والمتطوعين المحليين.
ورأت أنّ "المحاسبة الفعّالة للعابثين بالبيئة، ومرتكبي الجرائم البيئية تردع المخلّين"، معتبرة أن "الوقاية تبقى الأساس في مواجهة هذه الكوارث". وأشارت إلى أن "هذا العام يشهد موسماً جافّاً بشكل غير معتاد، نتيجة كميات الأمطار المحدودة، ما يرفع من احتمالية اندلاع حرائق مماثلة، ويتطلب تشديد الإجراءات الوقائية وزيادة الوعي البيئي".
وأكدت الوزيرة الزين أن "وزارة البيئة تطلق سنويًا خطة طوارئ وطنية لمواجهة مخاطر الحرائق، داعية إلى تضافر الجهود بين المؤسسات الرسمية والمجتمع المحلي لضمان حماية المساحات الحرجية والبيئة الطبيعية في لبنان".
تجدر الإشارة إلى أن هذا هو الحريق الثالث على التوالي الذي يضرب هذه المنطقة، التي تمتاز بغاباتها من الأشجار المعمّرة، في ظل بعد المسافة بين مراكز فرق الإطفاء ومنطقة الحريق التي تبعد أكثر من نصف ساعة بالسيارة عن ساحة بلدة القبيات. إنها منطقة نائية وبعيدة، ويستدعي وجود مراكز إطفاء في تخومها.