حزب الله فاوض اسرائيل... التزام بنود التسوية واجب

 لم يكن وقف اطلاق النار بين لبنان وإسرائيل ليعلن ويحظى بموافقة الكابينت من غير ان يحقق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو شروطه الرامية الى انهاء خطر الساحة اللبنانية على مستوطنات الشمال وان لا يتحقق ذلك فقط في جنوب نهر الليطاني حيث ستتخذ تدابير صارمة جدا بمنع عودة حزب الله الى مراكمة قوته العسكرية بما يهدد الاستقرار على الحدود ولو بعد عشرة وعشرين سنة .
الأوساط المتابعة ترى هنا ان لو لم تذهب ايران الى الموافقة على هذا الاتفاق الذي هو بمثابة استسلام سياسي كانت ستضطر بعد فترة للذهاب الى استسلام عسكري في ظل التوغل البري الإسرائيلي المتواصل في الجنوب ما يؤدي بمنطقة جنوب الليطاني لتصبح ساقطة بالمعنى العسكري . لذا تريد ايران حفظ ماء الوجه بعدما باتت مقاليد حزب الله بالكامل بيدها بعد اغتيال امينه العام وغالبية قياداته .
يبقى السؤال كيف سيترجم الاتفاق بعد إعلانه في السياسة . هل سيسقط فيتو حزب الله الرئاسي ؟ هل سيتحرر قرار السلطة والدولة من سلطة الحزب ؟ هل يبدأ فك الاشتباك من بعبدا قبل الليطاني بانتخاب رئيس للجمهورية . هل يحتفظ الحزب بسلاحه ام يسلمه الى الدولة . وهل سيشمل تنفيذ القرار 1701 كل القرارات الدولية وخصوصا ال 1559و1680.
رئيس لقاء سيدة الجبل النائب السابق فارس سعيد يقول ل "المركزية" ان حزب الله الذي فاوض إسرائيل بطريقة مباشرة او غير مباشرة عبر رئيس المجلس النيابي نبيه بري والموفد الأميركي اموس هوكشتاين عليه ان يلتزم ببنود هذا الاتفاق المنطلق من تطبيق القرار 1701 ومندرجاته بما فيها سائر القرارات السابقة وتحديدا ال 1559و1680. بالتالي التخلي عن سلاحه لمصلحة الدولة والتزاما بسقف الطائف. اما خرق الهدنة ووقف اطلاق النار فله علاقة بالاحداث المستجدة في المنطقة وتحديدا في سوريا حيث تتعرض ايران الى الاستهداف والتضييق لوقف تدخلها . من هنا جاء تحرك الحزب على الأرض اللبنانية ما دفع باسرائيل الى توجيه الضربات لمراكزه وعناصره في غير منطقة . الامر الذي سنعتاد عليه لان ملحقات القرار - الاتفاق أعطت اسرائيل حق استهداف ما تراه يشكل خطرا عليها في لبنان تحت ما يسمى حق الدفاع عن النفس لكن من غير ان يؤدي ذلك الى انهيار التسوية كون الجميع على قناعة بان لا عودة الى الحرب.
من هنا على حزب الله اجراء إعادة تقييم للمرحلة السابقة والانصراف الى العمل السياسي والذهاب الى انتخاب رئيس للجمهورية تحت سقف الدستور والطائف كما اعلن امينه العام الشيخ نعيم قاسم لا التمسك بسلاحه ومقولة جيش شعب مقاومة، على ما صرح به نوابه .