حزب الله لم يتقبَّل نظام الشرع!

بعد مرور عام على سقوط النظام السوري وهروب الرئيس السوري السابق بشار الاسد تحت جنح الظلام الى حليفته روسيا، والانسحاب المذلّ لقوات الحرس الثوري الايراني ووحدات حزب الله من الاراضي السورية، وقيام سلطة بديلة برئاسة احمد الشرع وتأليف حكومة جديدة، انفتحت على محيطها العربي والعالم، باستثناء ايران، وخطت خطوات ملموسة لبدء علاقات متوازنة مع لبنان، تتخطى فيها كل رواسب التجاوزات والاستهانة بالسيادة اللبنانية سابقاً، لم يتقبل حزب الله التغير الكبير بالسلطة في سوريا، ولم يعترف بالمتغيرات الدراماتيكية انسجاماً مع موقف النظام الايراني، الذي لم يستسغ او يهضم الهزيمة النكراء، التي حملته للخروج من سوريا بهذه الطريقة المهينة، بعد كل ما بذله من جهود مضنية وصرفه الاموال الطائلة، وبناء مواقع وقواعد عسكرية على طول البلاد وعرضها،ومدها بكل انواع السلاح، لتثبيت نفوذه ونشر مشروع التشيع الايراني فيها، ولضمان بقائها صلة الوصل، وطريق امداد حيوي بين ايران مع لبنان، وقاعدة خلفية لذراعه حزب الله. 
 
ينظر الحزب بارتياب الى انفتاح المسؤولين اللبنانيين، على الحكم الجديد بسوريا، وبدء مسار جديد بالعلاقات بين البلدين، ولم ترقَ له تبادل الزيارات وصياغة علاقات وترتيبات جديدة في التعاطي بين البلدين، تتجاوز كل الاساليب المعتمدة خلال حكم نظام الاسدين، وبقي بعيدا عن المشاركة فيها، ولم تنفع التوترات الامنية المفتعلة على الحدود السورية اللبنانية في تعطيل او اجهاض ما تحقق او منع تطوير العلاقات بين البلدين نحو مرحلة جديدة وواعدة لكليهما.
اكثر من ذلك، يُمَنِّي الحزب النفس بعودته الى سوريا من جديد، لاعادة انعاش مزاريب التهريب المربحة والتي تدر مداخيل طائلة للحزب،ويروج في اوساطه ان نظام الشرع ضعيف وليست له مقومات الاستمرار على المدى الطويل، وهو معرَّض للسقوط عاجلاً ام آجلاً، واشتباكات الساحل السوري والسويداء، وبقاء الاكراد خارجه،دليل على هشاشته، كما تمادي القوات الاسرائيلية في توسيع رقعة احتلالها للاراضي السورية ايضاً، يزيد من تراجع ثقة السوريين فيه.
 
إنكار حزب الله للواقع الجديد وتهربه من الاعتراف بالنظام الجديد في سوريا، يماثل الهزيمة النكراء التي ألمت به جراء مغامرة حرب «الاسناد» التي ادت الى هزيمته، وهو يحاول تجنب الاعتراف بالواقع الجديد، وايهام المستفسرين والناقمين، ان لا شيء تغيّر، وان سوريا الجديدة غير موجودة في قاموسه بعد، بالرغم مما حققته السلطة السورية من خطوات لتثبيت ركائز الدولة، واعتراف كثيرمن الدول فيها، وعودة ثلاثة ملايين من سكانها اللاجئين الذين تسبب الحزب بقتاله الى جانب نظام الاسد، بتهجيرهم خارج بلادهم.