حزب الله ورقة مكلفة لإيران لن تتخلى عنها...المطلوب حزم من الدولة

لم تكن الضجة التي اثارتها التدخلات الإيرانية في لبنان اقل صخباً من التحذيرات العربية والغربية من حرب واسعة تدميرية قد تشنها إسرائيل، تطال هذه المرة المؤسسات والبنى التحتية الرسمية لدفع الدولة الى القيام بنزع السلاح غير الشرعي، خصوصا ما لدى حزب الله من صواريخ استراتيجية ومسيرات . فإضافة الى تصريحات مستشار المرشد الأعلى الذي اعتبر سلاح المقاومة بمثابة الخبز اليومي للبنانيين لا يمكن الاستغناء عنه، جاءت مواقف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عقب لقائه في باريس نظيره الفرنسي جان نويل بارو لتزيد "الطين بلة" ، اذ علم ان عراقجي كان متشددا جدا عندما اثار معه بارو موضوع تسليم سلاح الحزب الى الجيش اللبناني.  وقال كيف يمكن لحزب الله ان يسلم سلاحه وهو ضروري للدفاع عنه ضد الإسرائيليين . وان نزعه قد يؤدي الى حرب أهلية وتدمير الطائفة الشيعية في لبنان . وان نظيره الفرنسي رد قائلا ان على الحزب ان يغير مواقفه اذا أراد الا يخسر كل شيئ،  وان يُغير سياسته ويتخلى عن السلاح ويبدله بضمانات سياسية واقتصادية ومالية لحماية الشيعة في لبنان .

النائب السابق مصطفى علوش يقول لـ "المركزية" ان حزب الله يبقى حاجة أساسية لإيران وورقة تتمسك بها على طاولة مفاوضاتها مع الولايات المتحدة الأميركية سواء بالنسبة لملفها النووي او لدورها في المنطقة التي يعاد رسمه خريطتها. طهران لم تصرف على الحزب 40 مليار دولار ،عدا عن التدريبات العسكرية لعناصره والاشراف على المعارك التي خاضها، الا لاستخدامه لمصالحها عند الضرورة . غذته واشبعته عقائديا وماليا على مدى 40 سنة ونيف لن تتخلى عنه دون ثمن  . جوهر المشكلة يبقى عند هذه الفئة من اللبنانيين التي تضحي بنفسها واولادها وبلدها كرمى لإيران ومرشدها . على الدولة حزم امرها وقطع العلاقات مع ايران، فهي ليست بلدا صديقا او محايدا . حسناً فعل وزير الخارجية يوسف رجي برفضه زيارة طهران وابلاع نظيره عراقجي بإمكانية اللقاء في بلد محايد اذا شاء .

ويتابع : حزب الله لن يتخلى عن سلاحه الوجودي ، فتسليمه موت له . لذا القول بتجميد مفاعيله بحسب المساعي المصرية او كما نقل عن الموفد الأميركي توم براك وتحوله الى حزب سياسي هو في غير محله ومحاولة اغراء لن تنفع . المطلوب التخلي عن سلاحه وتسليمه للدولة والجيش اللبناني كما فعل جنوب الليطاني . لبنان الرسمي سواء رئيس الجمهورية العماد جوزف عون او رئيس الحكومة نواف سلام مجمعان على حصر السلاح بيد الدولة وحدها . صحيح ان لكل منهما أسلوبه لكن الهدف واحد وهو استعادة الدولة لقرارها وسلطتها دون شريك او منازع .

ويختم مؤكدا ان قادة الحزب وعلى رأسهم الأمين العام الشيخ نعيم قاسم كبروا مع السلاح يؤيدون الاحتفاظ به حتى لو اقتصر الامر على "تزييته" لئلا يصدأ .لا عمل لهم غير ذلك فهل تريدهم ان يتحولوا الى أساتذة ومُدَرسين .