حزب الله يتوّج تعزيز دويلته باستيراد النفط... هل بدأ التقسيم؟!

بعد السلاح، والنظام المالي، والمدارس والمستشفيات... وبطاقات التمويل لا سيما بطاقة "سجّاد" الممغنطة التي تسمح لحاملها شراء سلع ومواد غذائية من "تعاونيات سجّاد"... ها هو حزب الله يدخل مجالا جديدا لتعزيز دويلته على حساب الدولة اللبنانية... استيراد النفط!
فان صدق وعد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ووصلت باخرة المحروقات الايرانية، وتبعتها عدة بواخر، فان مكان افراغ الحمولة، سيكون جنوبا، وتحديدا في مناطق نفوذ الحزب، خصوصا وان لا موقف رسمي بعد من قبل الدولة اللبنانية بشأن هذه المحروقات كما ان المديرة العامة لمنشآت النفط في وزارة الطاقة أورور فغالي اشارت في حديثٍ تلفزيوني ان دخول تلك الباخرة الى المياه الاقليمية اللبنانية يحتاج قرارا سياسيا كبيرا "لا فكرة لديّ حول امكان اتخاذه"...

هل بدأت ملامح التقسيم او الفدرالية ترتسم اكثر فكثر انطلاقا من مناطق نفوذ حزب الله؟
فقد شدد مصدر وزاري على ضرورة العمل من اجل اعادة النظر بالنظام القائم، قائلا: بالنسبة الى الفدرالية حزب الله طبق الكثير من عناوينها من السلاح الى الامن الذاتي الى المؤسسات المالية والمستشفيات والمتاجر الى جانب تحديد اساليب العيش واللباس... وهذا يعتبر جزءا من الفدرالية غير المعلنة، في منطقة محددة... ولكن السؤال: هل المطالوب تعميم هذه الحالة على المناطق الاخرى، او وضع حدّ لها واعادة ادخالها الى الدولة من خلال نظام لامركزي اداري مالي موسع يمكن من خلاله اعادة احياء البلد.

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، يشرح المصدر ان تغيير النظام يحتاج الى عاملين اساسيين: الجهات المخولة وضع اسس هذا التغيير، والتوقيت المناسب، قائلا: العنصران غير متوفرين راهنا.

وردا على سؤال، ابدى المصدر خشيته، من ان تكون الازمات المتراكة ومعالجاتها جزء من التحضير لمرحلة ما بعد انحلال الدولة بالكامل وسقوط النظام.

وهنا، اكد المصدر ان اللامركزية الموسعة قابلة للحياة في لبنان اكثر من اي نظام فدرالي، خصوصا وان هناك اجماع حولها بدءا مما نص عليه اتفاق الطائف، شارحا: اذا كانت مشاكل لبنان الاساسية في السياسات الخارجية والدفاعية والنقدية... فهذه الامور الثلاثة تبقى بيد السلطة المركزية.
ولفت المصدر الى وجود خلاف كبير حول امكانية تطبيق اي نظام فدرالي، موضحا: الكونتون الشيعي قد يكون مرسوما على الرغم من وجود الكثير من التداخل من قبل السنة والدروز وايضا المسيحيين فيه، ولكن هل يجوز تكوين كونتونات اخرى ضمن مناطق منفصلة عن بعضها البعض؟!
واذ جزم ان الاتجاه الى دولة مركزية قوية هي الضمانة لمختلف المكونات اللبنانية، شدد على ان مصير بلد لا يتوقف عند قبول حزب او رفضه، وختم المطلوب سلطة تستطيع ان تكون الضمانة بجيشها ومالها وادارتها... والحل ليس بالاستسلام!