حزب الله يستعجل حرباً مع إسرائيل... وإيران تلجمه

أكد مصدر رفيع المستوى في «فيلق القدس»، التابع للحرس الثوري الإيراني، أن بعض قادة «حزب الله» اللبناني ناقشوا، خلال حوارات جرت في بيروت مساء الثلاثاء الماضي، مع مسؤولين إيرانيين بينهم نائب قائد الفيلق، سيناريو مفاده أن يشن الحزب هجوماً على أهداف إسرائيلية في الجولان رداً على القصف الأخير الذي استهدف مخازن أسلحة وصواريخ للحزب وإيران في سورية، لاستدراج تل أبيب للحرب، وهو ما لاقى معارضة حاسمة من الجانب الإيراني.

وقال المصدر، لـ «الجريدة» الكويتية، إن قادة «حزب الله» أبلغوا محاوريهم الإيرانيين أن الحزب وبيئته بل لبنان كله، لم يعد قادراً على تحمل الأزمة الاقتصادية، وأن السبيل الوحيد للخروج من الجمود السياسي وما يعتبره الحزب حصاراً اقتصادياً هو بدء معركة ضد إسرائيل، لافتاً إلى أن محللي الحزب واثقون بأن الجهود الدولية لوقف الحرب ستنتهي باتفاق دولي يؤدي إلى رفع الضغوط المالية والاقتصادية عن لبنان. و

أشار إلى أن استخبارات الحزب على يقين كامل بأن حكومة بنيامين نتنياهو تعد لعملية عسكرية وشيكة لا أحد يعرف أين ومتى ستقع، وأن التصرف الأسلم بالنسبة لـ «جبهة المقاومة»، التي تضم إيران ووكلاءها وحلفاءها في العراق ولبنان وسورية واليمن وفلسطين، هو استباق الجبهة تلك العملية الإسرائيلية، وأن تحدد بنفسها زمان المعركة ومكانها، ولا تُبقي لتل أبيب امتياز تحديد المكان والزمان المناسبين لها. وأكد أن نائب قائد «فيلق القدس» أبلغ مسؤولي الحزب صراحة أن طهران تفضل ألا يكون الحزب هو البادئ بالحرب، كما جرى في الحرب الأخيرة في 2006، عندما بادر إلى اختطاف جنود إسرائيليين، لأنها تُقدِّر أن شعبيته ستتضرر بقوة بعد أي حرب في ظل الظروف المعيشية للبنان، وقد يخسر ليس فقط غطاء الجماعات الطائفية الأخرى في لبنان التي يعاني الحزب أصلاً للحفاظ على علاقاته الجيدة مع أطرافها، بل سيخسر كذلك إلى حد كبير الدعم داخل البيئة الشيعية.

وأوضح أن إيران ترى أن هناك حظوظاً واقعية لإحياء الاتفاق النووي أو بالحد الأدنى العودة إلى المفاوضات، وهي لا تريد أن تكون المبادر إلى تدمير هذه الحظوظ عبر حرب يبدأها أحد حلفائها الإقليميين، خصوصاً أنه لا أحد يستطيع توقع شكل الحرب، خصوصاً في ظل التنسيق الأميركي ـ الإسرائيلي العسكري حول مهاجمة إيران الذي وصل إلى مستوى عالٍ جداً.

وأضاف المصدر أن القيادي الإيراني أشار كذلك إلى دخول إيران بقوة على خط المصالحة بين دمشق وتركيا، معتبراً أن أي معركة خصوصاً في الجولان ستُضعف موقف دمشق بشكل عام، كما ستجعل الرئيس السوري بشار الأسد ينجرف أكثر باتجاه الخيار العربي مع تزايد خطوات الانفتاح العربي عليه.