حصانة العهد مفقودة.... وفكرة عقد اجتماع بعبدا متسرّعة

بحسب معلومات الجمهورية، انّ معطيات جديدة طرأت في ساعات ما بعد ظهر أمس، حيث تبلّغ كل من اعتذر من المدعوين الى اجتماع الاربعاء وسَمّى من يمثله انّ "دعوة رئيس الجمهورية الى المشاركين في اللقاء شخصية" ما يعني انه لا يمكن تجييرها لأحد. واشارت المصادر الى القول "انّ اللقاء قائم في موعده، ولا يمكن ان يطرأ اي تعديل على موعده وشكله أيّاً كانت المواقف منه".

وكانت مصادر مطلعة قد كشفت عبر الصحيفة عينها ان هناك من اعتذر لكنه سمّى من يمثّله، باستثناء الموقف الواضح للمستقبل بالمقاطعة والذي لم يتغير بعد. فقد أبلغ جنبلاط عون مباشرة وقبل ان ينتهي اللقاء بأنه يستحيل عليه المشاركة لأسباب صحية. ولمّا تبلغ الرئيس نجيب ميقاتي باستحالة قبول انتداب من يمثّل كتلته، فضّل التريّث لإعطاء الجواب بمشاركته الى اليوم، وكذلك فعل الدكتور سمير جعجع وايضاً الوزير السابق سليمان فرنجية.

وفي هذا السياق، علمت "الجمهورية" انّ تحفّظ بعض المدعوين حيال الدعوة الرئاسية الى اجتماع الاربعاء، مردّها الى انّ الدعوة الرئاسية، وإن كان القصد منها التبريد السياسي وخلق جو تسهيلي للخطة، قد جاءت سريعة. فاجتماع من هذا النوع يتطلب التحضير، وانّ القوى السياسية تحتاج الى بعض الوقت لتتوضّح صورة الخطة امامها بالكامل، وهذا يتطلّب ان تجري مشاورات مع كوادرها كما مع المختصّين، وفي ضوء ذلك تجمع ملاحظاتها لتُبديها في مثل هذا الاجتماع، الذي لو تمّت الدعوة اليه قبل إعداد الخطة لكان الامر أجدى.

وبمعزل عمّا اذا كانت فكرة عقد الاجتماع في بعبدا، في وقتها او هي متسرّعة، فإنّ صورة الانقسام الداخلي الحاد، والمقاربات المختلفة حول كل الأمور، سواء من الخطة او من الحكومة او من العهد الذي يرعاها، كل هذه الامور تؤكد انّ مثل هذه الحصانة مفقودة، وتأمينها صعب، إن لم يكن مستحيلاً، وتبدّى ذلك في عمق الاشتباك الداخلي، الذي عبّر عن نفسه في الجلسة التشريعية الاخيرة التي عقدت في الاونيسكو، وكذلك حول حاكم مصرف لبنان، وقبله حول التعيينات المالية، وبالأمس في الاشتباك الرئاسي مع تيار المستقبل.