"حصيلة" زيارة حسام زكي اللبنانيّة المبلبلة

تصريحات لبنانيّة متنوّعة برزت في الداخل اللبناني، معربة عن مواقف قوى عدّة سياسية بعد زيارة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، وقوله إنّ الجامعة لم تعد تصنّف "حزب الله" منظمة إرهابية، قبل أن يسحب الأخير الكلام الذي قاله. ماذا في أجواء جولته اللبنانية؟ وفق معطيات استقتها "النهار"، أبلغ زكي المسؤولين اللبنانيين في بيروت أنّ الاتجاه هو للتخلّي عن تسمية "حزب الله" منظّمة إرهابية، باسطا أمامهم مسبقاً ترتيبات اللقاء الذي عقد مع النائب محمد رعد قبل حدوثه. ولكن، من واكب جولته على مستوى رسميّ لبنانيّ، أشار إلى أنّ الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أطلع المرجعيات اللبنانية على صورة القرار، لكنّ الحكومة اللبنانية لم تتلقَ أيّ قرار كتابيّ أو التعبير عن تفصيل بروتوكوليّ في هذا الصدد، إنما كان الإبلاغ شفويّاً. وإذ اطلعت الحكومة اللبنانية على أجواء تفاصيل قرار جامعة الدول العربية، توقف بعض اللبنانيين الرسميين عند مسألة التخلي عن تسمية "حزب الله" منظمة إرهابية، وهل تحتاج إلى تدابير تنفيذية للأخذ بها رسمياً؟ ذلك أنّ الاستنتاج الذي يشير إليه من واكب زيارة زكي على النطاق الداخليّ اللبنانيّ يستقرّ على التأكيد أنّ لبنان الرسميّ كان في أجواء هذا التوجّه لكنّه لم يتبلّغ أي قرار نهائي من الجامعة العربية.

في الموازاة، كان كلام زكي يفتقر إلى عدم وجود قوائم تصنيف لمنظمات إرهابية لدى جامعة الدول العربية. وتالياً، استُنتج من فحوى ما أبلغه إلى المكونات اللبنانية أنّه لا يمكن ترجيح اتّخاذ تدابير إضافية خاصّة بقرار التخلّي عن تسمية "حزب الله" منظّمة إرهابية سوى تصريحه الذي تراجع عنه لاحقا من دون اتضاح الدوافع الحقيقية للتراجع، في غياب وجود قوائم تصنيف لمنظمات إرهابية لدى الجامعة. كيف تعاملت المكوّنات السياسية اللبنانية مع إعلان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية التخلّي عن تسمية "حزب الله" منظمة إرهابية قبل أن يسحب ما قاله؟

انطلاقاً من موقف الإعلام الرسمي في حزب "القوات اللبنانية" الذي تابعته "النهار"، "لا قرار صدر عن اجتماع منعقد في قمّة عربيّة. لم يحصل الموضوع على هذا النحو، ولو أنّ القرار اتخذ عن الجامعة العربية لكان لكلّ حادث حديث، لكنّه مجرّد تصريح إعلاميّ من الأمين العام المساعد. لا يمكن الاعتبار أنّ هناك قراراً مباشراً صادراً من جامعة الدول العربية، واستحضار تصريح الأمين العام المساعد بالطريقة التي كان أدلي بها يؤدي إلى مجموعة التباسات، ذلك أنّ ما صدر عنه يتطلب بحثاً في فحواه".

وفق انطباعات "القوات اللبنانية"، "لقد أثيرت المسألة بطريقة غريبة تطرح استفهامات، بعدما أتت عقب زيارة الأمين العام المساعد للبنان ولم تصدر عن القمة العربية". في استنتاج "القوات"، إنّ "استضافة الرئيس السوري بشار الأسد في القمّة العربية لم تغيّر في نظرة القوى السيادية اللبنانية المعارضة إليه ولم تبدّل في سلوكه. في لبنان، ستكون مواجهة القوى المعارضة مستمرّة مع "حزب الله" لأنه يمنع قيام دولة فعلية ولأنه أخرج لبنان عن الشرعية العربية والدولية".

في موقف حكوميّ لبنانيّ، كان هناك "ترحيبٌ" بالقرار الذي أعلنه حسام زكي بادئ ذي بدء، فأشار مصدر مواكب حكوميّاً إلى "الترحيب في كلّ مسألة يمكن أن تعزّز الوحدة بين المكوّنات اللبنانية وتخفّف التوترات، وخصوصاً في هذه المرحلة، ويمكن هذه الخطوة أن تساعد في بلورة حلول للمنطقة. وما يعني لبنان هو التقارب اللبنانيّ الداخليّ والتقارب اللبنانيّ - العربيّ والتقارب بين الدول العربية".

من ناحيته، لم يركن "لقاء سيّدة الجبل" للأجواء الصادرة عن الزيارة لناحية التخلّي عن تسمية "حزب الله" منظمة إرهابية، مع تأكيده أنّ تحديد خيارات التعامل مع "حزب الله" تحصل انطلاقاً من الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وقرارات الشرعيتين الدولية والعربية. وأشار موقف "لقاء سيدة الجبل" إلى لاءات عدّة منها عدم الموافقة على أيّ سلاح خارج عن الشرعية اللبنانية، وخصوصاً سلاح "حزب الله" الذي هو تحت الإمرة الإيرانية المباشرة، مع التشديد على مواجهته. ولم يغفل بيان "لقاء سيدة الجبل" قرار المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري واستباحة "حزب الله" مناطق لبنانية في 7 أيار 2008. ورفض تسليم لبنان إلى إيران وميليشياتها في المنطقة. وبعدما سحب حسام زكي ما قاله، أثنى رئيس "لقاء سيدة الجبل" فارس سعيد على التراجع مشيراً إلى أنه مكان تقدير.