المصدر: إرم نيوز
الثلاثاء 28 تشرين الأول 2025 23:46:06
تشير أبحاث جديدة نُشرت في مجلة BMJ إلى أن الحقن فوق الجافية (حقنة الظهر) التي تُستخدم عادةً لتخفيف الألم أثناء الولادة، قد تقلل بشكل كبير من خطر المضاعفات الصحية الخطيرة لدى الأمهات بعد الولادة، بحسب "ناشونال جيوغرافيك".
وفي التفاصيل، وجد علماء من جامعتي غلاسكو وبريستول أن النساء اللواتي تلقين هذا النوع من التخدير كان لديهن انخفاض بنسبة 35% في احتمالية الإصابة بمشكلات خطيرة مثل تجلط الدم، وتسمم الدم (الإنتان)، والنزيف المفرط، أو فشل القلب، أو الحاجة إلى استئصال الرحم خلال الأسابيع الستة التالية للولادة.
وشملت الدراسة بيانات 567,216 امرأة أنجبن في اسكتلندا بين عامي 2007 و2019. وكانت النتائج أكثر وضوحًا لدى النساء ذوات الحمل المعقد، حيث أظهرت الدراسة انخفاضًا بنسبة 50% في المخاطر، كما انخفضت المخاطر بنسبة 47% بين الأمهات اللواتي أنجبن أطفالًا خدجًا (قبل الأوان).
فوائد الحقنة
ويقول الخبراء إن هذه النتائج تُبرز الفوائد الطبية والفيزيولوجية للحقن فوق الجافية إلى جانب دورها في تخفيف الألم. فقد تساعد هذه الحقن في خفض مستويات هرمونات التوتر وضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وهي عوامل يمكن أن تقلل العبء الواقع على الجهازين القلبي والتنفسي أثناء الولادة.
ويصف الدكتور مارك زاكوفسكي، رئيس لجنة تخدير الولادة في الجمعية الأمريكية لأطباء التخدير، هذه النتائج بأنها “تأثيرات إيجابية كبيرة إحصائيًا”.
ومن المزايا الأخرى أن الحقن فوق الجافية قد تكون أكثر أمانًا من التخدير العام في حالات الطوارئ، مثل العمليات القيصرية غير المتوقعة، لأنها تكون جاهزة لتوفير تخدير موضعي سريع. كما تتيح للأمهات في حالات المخاض الطويل الحصول على قسط من الراحة واستعادة الطاقة، مما قد يقلل من احتمال اللجوء إلى العملية القيصرية.
ومع ذلك، يحذر الباحثون من أن نتائج الدراسة قد لا تنطبق على جميع الفئات السكانية، إذ إن 93% من المشاركات كنّ نساءً بيضًا من اسكتلندا، مما يستدعي مزيدًا من الدراسات للتحقق من صحة النتائج في مجموعات أكثر تنوعًا عرقيًا وجغرافيًا.
وعلى الرغم من أن قرار استخدام الحقن فوق الجافية يظل خيارًا شخصيًا، يتفق الخبراء على أن هذه البيانات الجديدة تؤكد قدرتها على تعزيز سلامة الأمهات. وتقول الدكتورة راشيل كيرنز، المؤلفة الرئيسة للدراسة من كلية الطب بجامعة غلاسكو: "من المهم أن تحصل النساء على معلومات دقيقة وفرص متكافئة للحصول على هذا النوع من الرعاية".