حقيقة فيديو الغارة الإسرائيلية على مصياف في سوريا

قتل 18 شخصا جراء غارات إسرائيلية استهدفت "مواقع عسكرية" في وسط سوريا وفق ما أفادت سلطات النظام، الاثنين، في ضربات هي "بين الأشد" على سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

عقب ذلك بساعات، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنه يصور حريقا ناجما عن هذه الغارات. لكن هذا الفيديو منشور في الحقيقة قبل شهر على الأقل على أنه يصور غارة إسرائيلية على جنوب لبنان.

ويظهر في الفيديو المصور ليلا ما يبدو أنه حريق كبير ودخان.

وجاء في التعليقات المرافقة "فيديو يظهر إحدى الغارات التي استهدفت مصياف"، الواقعة في محافظة حماة في وسط سوريا.

ونشر هذا الفيديو على صفحات وحسابات على موقعي فيسبوك وأكس بلغات عدة حاصدا آلاف التفاعلات.

وجاء انتشار الفيديو بهذا السياق بعد ساعات على شن إسرائيل غارات استهدفت مواقع عسكرية في سوريا، بحسب النظام السوري.

وقال وزير الصحة بحكومة النظام السوري، حسن محمد الغباش، لفرانس برس خلال جولة لمجموعة صحفيين في مصياف إن عدد القتلى نتيجة الغارات الإسرائيلية على محيط مصياف بلغ 18 قتيلا بالإضافة إلى 37 جريحا.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة الغارات التي طالت مواقع عسكرية في محافظة حماة، ارتفعت إلى 26 قتيلا.

ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافا لحليفيه إيران وحزب الله، لكن نادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات.

وتزايدت الضربات الإسرائيلية على سوريا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس - المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى - في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو المتداول لا علاقة له بالغارة الأخيرة على مصياف.

والتفتيش عن مشاهد ثابتة منه يظهر أنه سبق أن نُشر قبل شهر، ما ينفي أن يكون من غارات الاثنين مثلما ادعت المنشورات.

ونُشر الفيديو ضمن تقارير لوسائل إعلام ومحطات إخباريّة لبنانية وعربية عن غارة إسرائيلية على قرية حانويه في منطقة صور في جنوب لبنان. وذلك في الثامن من أب الماضي.

وجاءت تلك الغارة في ظل ارتفاع التوتر على إثر اغتيال إسرائيل القيادي في حزب الله، فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت في آخر تموز.

ومنذ تشرين الأول 2023، يستهدف حزب الله بشكل رئيسي مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنها من جنوب لبنان يقول إنها دعما لغزة وإسنادا لمقاومتها. وترد إسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى عسكرية" تابعة للحزب، إضافة إلى مقاتليه.