المصدر: وكالة الأنباء الكويتية
السبت 11 أيلول 2021 23:22:34
تمكن رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه الرئاسي، من تأمين حكومة ملائمة للشوط الأخير من ولايته الرئاسية. واستطاع الرئيس نجيب ميقاتي ان يؤلف حكومة، حيث كان أمام خيارين: الاعتذار او الاعتكاف، وبات بوسع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المباهاة بكون مبادرته في لبنان انتجت حكومة «فرانكوفونية»، بنكهة «الزعفران» الشديد المرارة على مذاق معظم اللبنانيين، قياسا على الأدوار الإقليمية التي تلعبها إيران.
أما عن الحكومة بذاتها، فالاعتقاد راسخ بأن الفريق الرئاسي حصل على تسعة مقاعد وزارية بدلا من 8، أي انه حقق الثلث المعطل، وهناك من يعتقد بأن ثمة ثلثا معطلا آخر، يحسب لصندوق النقد الدولي، بحكم كون عدد من الوزراء في الحكومة الجديدة، إما عملوا في البنك الدولي، او في صندوق النقد، او تعاملوا مع كليهما.
في الخلاصة انها حكومة محاصصات وتناقضات برعاية فرنسية - إيرانية وغض نظر أميركي.
لكن السؤال المطروح الآن، هذه الحكومة هل ستكون حكومة صندوق النقد، ام حكومة إيران في لبنان؟ ويمكن الإجابة عن هذا السؤال قبل شهر على الأقل، حيث تكون الحكومة الجديدة أنجزت بيانها الوزاري، وحصلت على ثقة مجلس النواب، بعدئذ تبدأ المحاسبة.
بيد ان بعض الأصوات التي تصدح بها مواقع التواصل الاجتماعي، استبقت الأمور، لتسمي ستة وزراء في الحكومة الجديدة، من ذوي السجل الغامض على مستوى الأداء والانتماء.
وبثت مواقع التواصل الاجتماعي حديثا متلفزا قديما لوزير الإعلام الجديد جورج قرداحي، يرد فيه على سؤال عمن يعتبره رجل العام 2018، تاريخ إجراء الحديث، فسمى الرئيس بشار الأسد على المستوى العربي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المستوى العالمي، أما في لبنان فقد اعتبر ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هو رجل العام.
وثمة مواقع تناولت وزراء آخرين، هناك علامات استفهام حول أدائهم القضائي او المالي، وان أدرجوا في خانة الخبراء. ومع ذلك، فقد اعتبر المتحدث باسم الحكومة الأميركية نيد برايس ان بلاده ترحب بحكومة يقودها نجيب ميقاتي، وسبقه الرئيس الفرنسي ماكرون الى القول: ان تأليف الحكومة اللبنانية خطوة لا غنى عنها.
رؤساء الحكومة السابقون، وفي طليعتهم الرئيس سعد الحريري رحبوا بتشكيل الحكومة، وجددوا الدعم للرئيس ميقاتي، بمن فيهم الرئيس السابق فؤاد السنيورة، الذي عاد وغرد، لافتا إلى ان التشكيلة الحكومية الحالية ليست ما يحتاجه لبنان، لكنها أفضل الممكن، وان عرقلة تشكيلها من عون سابقا، كانت تأتي من حزب الله، الذي عاد وغير موقفه، بناء على اتفاق الرئيس الفرنسي مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، والضوء الأخضر أتى من إيران، مشككا بأن الحزب يريد إخراج البلد من مأزقه.
رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب المستقيل سامي الجميل فقد اعتبر أن «الحكومة شكلت بضوء أخضر إيراني وتكريسا لسيطرة حزب الله على القرار اللبناني. وهذه ليست لحظة سياسية، بل استمرارية لعمل المنظومة ولنهج المحاصصة، المسببات نفسها ستؤدي إلى النتيجة نفسها».
رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط قال من جهته: «المطلوب الآن ورشة عمل واختصار التبريكات بولادة الحكومة والعمل على التفاوض الجدي مع البنك الدولي وصندوق النقد والاستفادة من العرض الأردني لاستجرار الكهرباء».
وتتجه الأنظار الى يوم غد الاثنين، موعد الاجتماع الأول للحكومة لالتقاط الصورة التذكارية، ولتأليف لجنة صياغة البيان الوزاري الذي تشير المعلومات الى انه سيكون ببنود محددة، بحجم المساحة الزمنية التي ستعيشها هذه الحكومة، ولا يتوقع ان يحصل جدال طويل حول الثلاثية الشهيرة «شعب وجيش ومقاومة»، التي يحرص حزب الله على إدراجها في بيانات الحكومات كافة التي شارك فيها مباشرة او مداورة.