حلفاء النظام الأسدي حائرون: "أوامر، لا كلام"

ما إن سقط النظام السوري الأسدي، حتى بدأت حسابات الربح والخسارة كما في كل استحقاق تطرح نفسها على الساحة الداخلية، خصوصاً لدى كل الذين مشوا معه ودافعوا باستماتة عن وجوده، ولا سيما بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث انقسم المجتمع اللبناني بين 14 و8 آذار.

ماذا عن الأحزاب والشخصيات والقوى السياسية التي كانت على علاقة تحالفية وثيقة بالرئيس السوري الهارب بشار الأسد؟ البعض لم يرغب في الخوض في هذه المسألة، علما أن أحزاب الممانعة هي الخاسر الأكبر، وتحديدا "حزب الله".

بداية، لا بد من الإشارة إلى أن بعض العائلات السياسية في البلد كانت على تحالف مع الرئيس السوري بشار الأسد، كالنائب السابق طلال أرسلان، الذي لا ترغب مصادره في مقاربة التفاصيل. والبعض في الحزب الديموقراطي اللبناني يقول: "كنا حلفاء ولم نستح بذلك، وحتى الذين هللوا لسقوط النظام كانوا حلفاء، ومنهم النائب السابق جنبلاط، لذلك نحن لبنانيون ولا ندخل في هذه المسائل على الإطلاق. نحترم الجميع، ونحن إلى جانب أهلنا في سوريا، وهذا تاريخنا. ما يهمنا هو الأمن والاستقرار في سوريا ولبنان، والعيش المشترك بين جميع الطوائف لأننا لم نكن يوماً طائفيين ومذهبيين، أو أن هناك نقطة دم ملطخة على جبيننا، ولم ننخرط في حروب، وتاريخنا يشهد على ذلك، لذا الصمت أفضل من الكلام في مثل هذه الأجواء".

أما على خط حزب البعث السوري، الجميع يرفض الكلام، والأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي علي حجازي مختفٍ. ولدى اتصالنا بالأمين العام السابق عاصم قانصو، الذي كان صديقاً لحافظ وبشار الأسد، ولم يرقه وصول حجازي إلى الأمانة العامة، يكتفي بكلمتين: "خلص ما في كلام". قالها بانفعال. "لا أدخل في سقوط النظام أو بقائه. ما عساي أقول؟ خلينا نرتاح".

أما على خط النائب والوزير السابق عبد الرحيم مراد، فبداعي المرض لا يتكلم هو ونجله، لكن أوساطه تقول: "نحن كنا أصدقاء وحلفاء للنظام كمعظم القيادات والمرجعيات السياسية اللبنانية، وعندما كان هناك استهداف للمملكة العربية السعودية، وقفنا إلى جانب المملكة، فتاريخنا وطني وعربي مشرف ونكتفي بهذا القدر".

ويعتذر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب محمد خواجه عن عدم الكلام، قائلاً: "أوامر، لا كلام". ويضحك: "لاحقاً سنتكلم".