حماة في قلب الميدان السوري المُشتعل... اشتباكات عنيفة والفصائل تتوغّل

 

تستمر الاشتباكات بين الجيش السوري وفصائل مسلّحة، بعد معركة أدّت إلى سيطرة "هيئة تحرير الشام" مع فصائل أخرى على مدينة حلب لتنتقل إلى حماة.

في آخر مستجدّات الميدان، أعلن التلفزيون السوري أن الجيش تصدّى لكل محاولات الفصائل المسلّحة لخرق جبهة حماة، فيما ذكرت الفصائل أن التوغّل في مدينة بدأ، وقالت: "قواتنا تخوض معارك عنيفة في أحياء مدينة حماة مع الجيش".

وذكرت الفصائل "أننا نحقّق تقدّماً في محاور عدّة داخل حماة وباتجاه مركز المدينة".

ونقلت "سانا" عن مصدر عسكري إن "قوات الجيش العاملة في ريف حماة تخوض معارك عنيفة في مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلّحة وتكبدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد".

وقال: "يقوم الطيران السوري الروسي المشترك وقوات المدفعية والصواريخ باستهداف تجمّعات الإرهابيين وأرتالهم في أماكن وجودهم ومحاور تحركهم ما أسفر عن تحقيق إصابات مباشرة في صفوفهم ومقتل وجرح العشرات منهم وتدمير الكثير من عتادهم وآليّاتهم".

صباحاً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس بأن القوات السورية استعادت السيطرة على كامل جبل زين العابدين، بدعم كبير من المدفعية والصواريخ، إضافة إلى القصف الجوي، مفشلة هجوم "هيئة تحرير الشام" للمرة الثانية.

وذكر المرصد أن الهيئة التفت حول مدينة حماة لإطباق الحصار على المدينة من 3 جهات، وتقدّمت قوات "ردع العدوان" من محورين محاور الأول من قرية خطاب في الجهة الشمالية الغربية للمدينة والثاني من قرية المباركات في الجهة الشرقية.

وأشار إلى أن "كتائب العصائب الحمراء اقتحمت تمركزات قوّات النظام في جبل زين العابدين، بتمهيد مدفعي وصاروخي عنيف، وسط غارات جوية لقوات النظام على المواقع التي سيطرت عليها الهيئة".

وتمكّنت هيئة التحرير من قطع طريق الرقة-حماة عبر البادية السورية، وطريق حلب -حماة وسيطرت على قريتي الشيخ هلال والسعن وسروج في ريف حماة الشرقي، بعد اشتباكات مع القوات السورية ومقتل 9 عناصر، فيما هرب البقية من المواقع باتجاه مدينة حمص، وباتت الهيئة على بعد كيلومترات عن قرى من الطائفة العلوية والإسماعيلية في ريف سلمية شرقي حماة.

إلى ذلك، قصفت هيئة التحرير بوابل من قذائف المدفعية والصواريخ مواقع القوات السورية في جبل زين العابدين الاستراتيجي قرب مدينة حماة، تمهيداً لاقتحامه، من قبل القوات الخاصة "العصائب الحمراء" التابعة للهيئة.

وحاولت الهيئة منذ ساعات السيطرة على قرية الكريم المتاخمة لقرية البارد قرب جورين أكبر معسكرات القوات السورية في المنطقة، وبوابة القرى ذات الغالبية السكانية من الطائفة العلوية، وتمكّنت القوات السورية مع عناصر موالين لها بقيادة ضباط روس ومن إيران من صد الهجوم على تلك القرى، وأسفرت الاشتباكات عن وقوع قتلى وجرحى من الطرفين، فيما لاتزال الهيئة تسيطر على قرى الغاب الأوسط التي تقدّمت إليها خلال الساعات القليلة الفائتة.

واستعادت القوّات السورية بعد معركة جبل زين العابدين قرية كفراع ومعرشحور وبلدة السعن، وأبعدت هيئة تحرير الشام عن مدينة حماة.

وتدور اشتباكات عنيفة في محيط بلدة قمحانة شمال المدينة.

بالأرقام...
في السياق، أشار المرصد إلى أنّه "منذ انطلاق عملية ردع العدوان في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) ارتفعت حصيلة القتلى إلى 713. وبلغت عدد الضربات الجوية منذ بداية كانون الأول (ديسمبر) 446 ضربة جوية".

ليلاً، نفى مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية (سانا) "الأنباء التي تتناقلها صفحات الإرهابيين وبعض القنوات التي تتحدّث عن دخولهم إلى مدينة حماة من أي اتجاه".

ولفت إلى أن "الطيران الحربي السوري الروسي المشترك وقوات المدفعية والصواريخ نفّذت مساء الأربعاء ضربات نوعية مركزة على أماكن تحشد الإرهابيين ومحاور تحركّهم في ريف حماة ما أدّى إلى مقتل العشرات وتدمير عتادهم وآلياتهم".

وأضاف المصدر: "الوضع في كامل مدينة حماة طبيعي وآمن"، متابعاً: "قوّاتنا المسلّحة تتمركز في مواقع انتشارها القريبة والبعيدة عن المدينة وفي جميع الاتجاهات وفي جهوزية تامة لصد ومواجهة أي هجوم محتمل".

من جهّته، نقلت "سانا" عن مركز التنسيق الروسي قوله إن "الجيش العربي السوري بمساعدة القوّات المسلّحة الروسية قضى على 120 إرهابياً بضربات استهدفت نقاط تجمع ومخابئ لهم خلال الساعات الماضية".

وشنّ الجيش السوري هجوماً مضاداً في محافظة حماة، معلناً تأمين المدينة بنحو 20 كيلومتراً بعد مقتل أعداد من عناصر الفصائل المسلّحة وتدمير آلياتهم.


وكان المرصد قد أفاد الأربعاء بأن الهيئة تطوّق مدينة حماة من 3 جهات وتقطع الطرقات مع المدينة.


وتعتبر حماة مدينة رئيسية من شأن السيطرة عليها زيادة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد.

وحقّقت الفصائل المسلّحة أكبر تقدّم لها في سنوات خلال الأسبوع الماضي، واستولت على مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، في هجوم مباغت.

"قسد" في حلب...
في الموازاة، أشار المرصد السوري أن "قوّات سوريا الديموقراطية (قسد) تقدّمت في ريف حلب الشمالي بعد اشتباكات مع الفصائل الموالية لتركيا، وسيطرت على محطة بابيري لضخ المياه التي تعد مصدراً رئيسياً لتزويد مدينة حلب بالمياه وعلى بلدة خفسة في ريف منبج الجنوبي شرق حلب، بعد اشتباكات عنيفة".

وأضاف: "توسعت قسد باتجاه مطار كويرس العسكري، بعد أن تمكّنت فصائل الجيش الوطني من السيطرة على منطقة الشهباء ومدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي. 

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 11 عنصراً من فصائل الجيش الوطني وسيطرت "قسد" على 3 آليات عسكرية.