"حوار متنقل" بدلا من "الطاولة"... الملف الرئاسي ليس من الاولويات الدولية!

أكدت مصادر ديبلوماسية عبر وكالة "أخبار اليوم" ان موضوع الرئاسة اللبنانية ليس من ضمن الاولويات الدولية، موضحة ان هذا الامر ليس في ضوء فشل اجتماع اللجنة الخماسية في نيويورك يوم امس انما نتيجة لتعثر مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في لبنان، حيث شعر موفده جان ايف لودريان في آخر زيارة له الى بيروت ان الفجوة تتسع اكثر فاكثر بين الافرقاء اللبنانيين، الامر الذي دفع ايضا الى تأرجح الحوار بين الالغاء والارجاء، حيث ان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد يرجئ الحوار الذي دعا اليه وقد يستعيض عنه باطار آخر قد يكون على شكل مشاورات.

وكشفت المصادر ان هناك كلاما عن "حوار متنقل"، اي ان يشكل بري وفدا يقوم بجولة على المعنيين دون استثناء.

واذ لم تؤكد ولم تنف المصادر ما اذا كان لودريان وراء مثل هذا الطرح، جزمت المصادر ان الموقف الفرنسي بعد زيارة الموفد الرئاسي لن يكون كما قبلها، لا سيما في ضوء موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من استراليا امس، الذي قال: "الحوار هو في التصويت في المجلس النيابي. الحوار هو الانتخاب، والتوافق هو الانتخاب. وأنا لم أقل إنني مع الحوار، بل قلت إذا تم الحوار بعد موافقة الجميع عليه. والمجلس النيابي اليوم في حالة انتخابية، وفي الانتخاب يتحاورون".

واضافت: حتى لودريان سمع من بكركي ومعراب كلاما عن عدم جدوى الحوار في ظل هذه الظروف، وابدى الطرفان خشية من تحويل الحوار لبديل دائم عن الدستور .

وعلى وقع تعثر الحلول الرئاسية، ابدت المصادر عينها خشيتها من فلتان امني وفوضى حيث يوميا يسجل حادث امني في مكان ما، لكن الثقة الدولية لا تزال كبيرة جدا من قبل كل الدول بقيادة الجيش والجيش ككل.

وماذا عن حظوظ قائد الجيش العماد جوزاف عون الرئاسية؟ اكدت المصادر انه في كل اللقاءات التي تحصل اكان على المستوى الديبلوماسي وغير الديبلوماسي لم يذهب احد -باستثناء قطر- باتجاه حسم خياره لناحية ترجيح كفة وصول قائد الجيش الى سدة الرئاسة، وهذا ما يؤكد ان الموضوع لا يتعلق فقط بالاسماء بقدر ما هو موضوع ظروف من الواضح انها لم تنضج بعد.

اذا لماذا سيزور الموفد القطري وزير الدولة للشؤون الخارجية محمد الخليفي بيروت مطلع الشهر المقبل؟ اشارت المصادر الى ان الدوحة تحاول الاتجاه نحو الخطة "ب"، بعد خطتها "ا" المتمثلة بدعم قائد الجيش.

لكن المصادر عينها التي شددت على ان التنسيق تام بين قطر والمملكة السعودية، ذكّرت بالزيارة التي قام بها العماد عون الى الدوحة في كانون الاول الفائت حيث من المرجح انه اثير موضوع الرئاسة على الرغم من ان عون يستدرك هذا الامر دائما برفض الكلام عن الانتخابات الرئاسية وحصر النقاش مع زواره بان همّه الوحيد الحفاظ على الامن وصون المؤسسة العسكرية.

وردا على سؤال، اشارت المصادر الى سهولة الحركة القطرية في التعاطي مع الملف اللبناني كونها لا تشكل طرفا في الصراع الحاصل في المنطقة وتحديدا مع ايران، انطلاقا من ذلك يمكنها ان تتحاور وتلتقي كل الاطراف دون ان تؤدي الى نقذة عند اي جهة. في المقابل التحرك السعودي قد يؤدي الى نفور من قبل فريق كبير في البلد يتقدمه حزب الله.

وختمت: لكن قطر تجسد الرغبة الخليجية وفي مقدمها السعودية.