حين يتحدث الحزب عن "التشارك" و"بناء دولة محترمة"!

قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد خلال تشييع ٣ من شهداء حزب الله في النبطية امس "في هذه اللحظة تعالوا نستجمع موقفنا الوطني من اجل ان نجعل بلدنا قادرا على مواجهة الصعاب ، نحن نتحمل مسؤوليتنا من اجل الدفاع عن وطننا وعلى الجميع ان يشاركنا في تحمل المسؤولية من اجل ان ننهض بدولة محترمة  تليق باللبنانيين وتليق بكرامة اللبنانيين وتستجيب لحقوق اللبنانيين وترعى مصالحهم، دعوتنا مفتوحة للجميع ونراهن على المخلصين الذين يشاركوننا هذا الهم" .

اولى الخطوات لتحصين بلدنا في وجه الصعاب، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، هي ملء الشواغر في أبرز مؤسساته الدستورية، اي رئاسة الجمهورية. لكن مع الاسف، لا مؤشرات الى ان حزب الله في هذا الوارد. هو عطل نصاب جلسات الانتخاب لأشهر، في وقت حليفه، رئيس مجلس النواب نبيه بري، أقفل ابواب مجلس النواب بالاغلال ووضع المفاتيح في جيبه، الى ان يضمن ان مرشح الثنائي الشيعي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية سيُنتخب رئيسا. اما اليوم، وبعد ان انشغل حزب الله بالحرب في الجنوب، فإن الرئاسة باتت آخر ما يهتم به ويفكر فيه... فكيف يريد رعد "جعل بلدنا قادرا"، فيما رئاسته شاغرة وهو لا يكترث، على وقع شغور يقترب ايضا من مراكز رئيسية في البلاد ومنها قيادة الجيش؟

من جهة ثانية، يريد رعد ان يشاركه الجميع "في تحمل المسؤولية من اجل ان ننهض بدولة محترمة"... لكن، هل تشارك حزب الله مع الجميع قبل ان يقرر فتح جبهة الجنوب عسكريا وتوجيه صواريخه نحو شمال الأراضي المحتلة وخرق القرار ١٧٠١ وتهديد امن لبنان كله بحرب قد تكون تداعياتها قاتلة للبلاد؟

وما يجدر التأكيد عليه ايضا، تتابع المصادر، هو ان "النهوض بدولة محترمة" يحتاج اولا الى توحيد السلاح بيد وامرة القوى الشرعية حصرا، وقرار الحرب والسلم ايضا. اما وجود دويلات وجيوش فرعية تبدأ بحزب الله ولا تنتهي بسراي القدس وقوات الفجر، فمن المستحيل ان يتيح قيام دولة فعلية وقوية وهذه ابسط قواعد قيام الدول والاوطان.. وردع اية أخطار يجب ان يكون من وظيفة الجيش اللبناني فقط وحبذا لو يجير الحزب ترسانته اليه اذا كان يعتقد انه لا يمتلك القدرات الضرورية لمواجهة اسرائيل.. تختم المصادر.