خدعة الـ140 طائرة... إسرائيل تكشف تفاصيل اغتيال أهم قائد إيراني

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن تل أبيب نفذت واحدة من أنجح العمليات الاستخباراتية والعسكرية في تاريخها خلال الهجوم على إيران، ونشرت تفاصيل دقيقة لعملية اغتيال قائد فيلق الجو والفضاء بالحرس الثوري الإيراني، الجنرال علي حاجي زاده، في يونيو (حزيران) الماضي، موضحة كيف نفذت خدعة عن طريق سلاح الجو الإسرائيلي في اللحظات الأخيرة.

فخ الجيش الإسرائيلي
وفقاً لتقرير "يديعوت أحرونوت"، فقد كان الجنرال علي حاجي زاده، الذي يُعد من بين أهم الأهداف الـ25 على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية، قد قرر مغادرة اجتماع طارئ في مخبأ قيادة جناحه الجوي، لأنه اعتقد أن التهديد بهجوم إسرائيلي لم يكن سوى "خدعة"، ومع اقتراب الطائرات الإسرائيلية من الأجواء الإيرانية، كان واضحاً للمراقبين في مقر الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أنهم على وشك أن يفقدوا أهم هدف، حيث كان الجنرال ومساعدوه على وشك التفرق.
في تلك اللحظة الحرجة، أمر قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، بتنفيذ خدعة غير مسبوقة، حيث قامت 140 طائرة إسرائيلية بإضاءة أنظمة "التعرف على الصديق أو العدو" الخاصة بها في وقت واحد، لتظهر فجأة على شاشات الرادار الإيرانية، وبمجرد أن تلقى الجنرال حاجي زاده الخبر، عاد على الفور مع مجموعته إلى المخبأ، معتقداً أن الهجوم وشيك، وهو ما حدث بالفعل، فبعد دقائق قليلة من عودتهم، تم إطلاق قنابل خارقة للتحصينات على المخبأ، ما أسفر عن مقتلهم جميعاً.

عملية تعقب طويلة.. واختراق من الوحدة 8200 
وأفادت الصحيفة أن هذا النجاح كان تتويجاً لجهود استخباراتية طويلة الأمد، حيث كشفت تقارير إيرانية أن إسرائيل اكتشفت "الحلقة الأضعف" في منظومة الحماية الإيرانية، وهي الحراس الشخصيون للمسؤولين، حيث أدى استخدامهم المتهور للهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي إلى تمكين الوحدة 8200 الإسرائيلية من تعقبهم.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "الاستخدام المكثف للحراس هو نقطة ضعف فرضناها عليهم، ونجحنا في استغلالها، وكلما أصدر المرشد الإيراني علي خامنئي أمراً بزيادة الحراس، أصبحوا أكثر انكشافاً".
واختتم التقرير بالقول إن نجاح الهجوم الذي استمر 12 يوماً على إيران يكمن في الجمع بين "المعلومات الاستخباراتية الفائقة الدقة" التي جمعتها الاستخبارات العسكرية، والقدرات التنفيذية لسلاح الجو، وأشارت الصحيفة إلى أن نفس القيادات العسكرية التي واجهت "الفشل المروع" في هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، هي من قادت هذا "النصر غير المسبوق" على إيران، على حد وصف الصحيفة.