خرطوشة "الطائفية" تؤكد عجز مطلقيها..."سرايا" الحزب توسع دائرة الهجوم والعقلاء يتصدون!

من حادثة بريح التي أيقظت لدى أهلها "علّة" الطائفية على خلفية الرسومات "الشيطانية" التي طُبِعت على جدران بعض المنازل، مرورا بحادثة استيلاء ما يسمى بجمعية بيئية تابعة لحزب الله "اخضر بلا حدود"على مشاعات وأراضي لأبناء بلدة رميش وصولا إلى حادثة الكورة التي قطعت أشواطا في الخطاب الطائفي التحريضي سواء من خلال التعرض للبطريكية المارونية وسيدها بشارة الراعي، يتبين أن "خرطوشة" الطائفية لا تزال متمترسة في جعبة العابثين بما أرساه اتفاق الطائف والملاذ الذي يلجأون إليه عندما تفرغ جعبتهم من أي سلاح لخربطة الوضع على الأرض.

لكن ثمة عقلاء يعملون في كل مرة على إعادة الأمور إلى وضعيتها الصحيحة علما أن ليس في كل مرة تسلم الجرة، سيما وأن هذا الخطاب والإعتداءات اللفظية يتناول طائفة معينة من دون أن يكون لها ناقة أو جمل  عدا عن الإعتداءعلى حرمات بيوتهم وأراضيهم مما يهدد بتفجير الأرض ولو ضمن جغرافيا محدودة.

بحسب قراءة الكاتب السياسي الياس الزغبي فإن "تأجيج الخطاب الطائفي المستنِد إلى إجراءات فئوية على الأرض في بعض المناطق، ليس معزولاً عن مناخ عام يسود المنطقة على خلفية الإنتكاسات السياسية التي أصيبَ بها محور الممانعة بقيادة الجمهورية الإسلامية في إيران، ولا يمكن تاليا فصل ما يجري في لبنان من أحداث ومؤشرات ذات طابع طائفي عن ارتفاع الوتيرة الطائفية والمذهبية في إيران في وجه الغرب عموماً وتجاه فرنسا خصوصاً بعد الكاريكاتور الذي نشرته صحيفة شارلي إيبدو . فإيران في حاجة ملحة في هذه المرحلة لإعادة تعويم خطابها السياسي الطائفي والمذهبي بعد انتكاساتها الداخلية وبعد انقباض تمدداتها في المنطقة وتوقف الحوارات التي كانت بدأت بينها وبين بعض الدول العربية وتحديداً المملكة العربية السعودية إضافة إلى مأزق الإتفاق النووي المجهول المصير".

"ما جرى في بلدة كفرقاهل في الكورة يؤكد بشكل واضح وجود بصمات لحزب الله عبر "سراياه" داخل الطوائف الأخرى وكذلك السعي في الخفاء لتوجيه ضغوط نحو المسيحيين عموماً والصرح البطريركي الماروني على وجه التحديد تحت مظلة الإنفتاح على القيادات المسيحية الروحية عبر إيفاد الوفود من حزب الله إلى هذه القيادات. وليست مشاركة الحزب في الجلسة الحكومية سوى مظهر من مظاهر هذه الضغوط، إضافة إلى اليد الخبيثة في بريح -الشوف"

ويضيف الزغبي" لا يبتعد موضوع إثارة مسألة العروبة في هذا التوقيت بالذات عن السياق المذهبي الذي تبثّه إيران وأذرعها في المنطقة العربية. ومجرد أن النائب السابق أنطوان زهرا لفت إلى خروج بشار الأسد عن السياق العربي والعروبة إذ بهذه الجهات نفسها تنتفض للدفاع عن النظام السوري و"عروبته" وتوسيع الأمر إلى مستوى الطائفة العلوية، علماً أن لا نية لأحد في الأحزاب المسيحية وقياداتها ومسؤوليها أن ينزع الطابع العربي عن هذه الطائفة، بل عن الحاكم بإسمها أي بشار الأسد الذي تخلى منذ زمن عن بيئته العربية والتحق كليا بمحور الممانعة الذي تقوده غير دولة عربية لا بل معادية للعرب في التاريخ والحاضر. والمؤلم أن الأدوات المستخدمة في هذا التأجيج هي من خارج بيئة حزب الله مباشرة، ويتم استخدامها لبث الفتنة بين المسيحيين والسنة كما جرى في الكورة وطرابلس وكذلك في بريح حيث امتدت الأيدي الخبيثة إلى جدران منازل أهلها وطبعت عليها رسوما لبث الذعر في نفوسهم. إلا أن الوعي السياسي والإجتماعي من القيادات التي تمثل فعلا القواعد الشعبية سارعت إلى التصدي لهذه المحاولات الرديئة وتطويقها" .

إلى الدور الأمني الرسمي والسياسي الوطني الذي يسعى في كل مرة إلى لجم تداعيات المظاهر الطائفية التي لا تصب إلا في قنوات إثارة النعرات والفتنة هناك الدور الذي تلعبه الكنيسة"ومما لا شك فيه أن التنبه الذي تبديه الكنيسة اللبنانية عموما وبكركي خصوصا، بات أكثر وضوحا لإدراكها خلفيات خطيرة تقف وراء هذه الأعمال المخلّة بالأمن والعيش المشترك. وطالما نبّهت بكركي إلى المخطط الخطير الذي يستهدف الدولة والكيان والدستور والسيادة وهوية لبنان في حد ذاتها.لذلك فإن هذا التنبّه الكنسي يجب أن يتصاعد ويتعمّم ويستند إلى ركيزتين من خارج الكنيسة، الأولى عبر القوى المسيحية من فاعليات وشخصيات وقادة رأي والركيزة الثانية وطنية وقد ظهرت منها في الآونة الأخيرة وجوه سياسية ونيابية وفاعليات شدّت على يد بكركي في سياستها الوطنية".

ويختم الزغبي" الأكيد أن الخطاب الفتنوي المقرون بأعمال مشينة في الميدان محكوم بالإصطدام مع الوعي الوطني المتنامي في لبنان الذي تقوده الفاعليات المدركة للحقائق ولرسم مسار الإنقاذ وفي مقدمهم بكركي  ومن معها من القيادات والمؤيدين".