خطط غزو الجنوب حبر على ورق: واشنطن وباريس تردعان اسرائيل

يُكثر الاسرائيليون من التهديد والوعيد حول الوضع على جبهتهم الشمالية ويكثرون من الخطط والكلام عن خيار عسكري "على النار" في حال لم تُفلح الدبلوماسية في إبعاد حزب الله، عن حدودهم.

في السياق، توافرت معلومات عن انجاز الجيش الإسرائيلي خططاً لغزو جنوب لبنان، وفقاً لصحيفة "التايمز" البريطانية. ليس بعيدا، افيد ان إسرائيل ابلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بأنها تريد دفع قوات حزب الله لمسافة 6 أميال (حوالي 10 كلم) من الحدود كجزء من اتفاق دبلوماسي لإنهاء التوترات مع لبنان، حسبما صرح ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأميركيين لموقع "أكسيوس". وقال مسؤولون إسرائيليون إن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت أبلغا وزير الدفاع الاميركي لويد أوستن، ان إسرائيل لا يمكنها قبول نزوح عشرات الآلاف من مواطنيها لعدة أشهر بسبب الوضع الأمني على الجانب الآخر من الحدود. وأوضحا بأن إسرائيل تريد اتفاقا يتضمن دفع قوات حزب الله إلى مسافة كافية بحيث لا تتمكن من إطلاق النار على القرى والبلدات الإسرائيلية على طول الحدود أو أن تكون قادرة على شن هجوم مماثل للذي نفذته حماس في السابع من تشرين الأول.

فهل يمكن ان تنتقل اسرائيل من التهديد الى التنفيذ؟ بحسب ما تقول مصادر مطّلعة لـ"المركزية"، فإن كل المؤشرات المتوافرة حتى الساعة، تدل على تنبيهات شديدة اللهجة تم إرسالها الى تل ابيب، للجمها، حيث يعمل الاميركيون والفرنسيون على ردعها وتحذيرها من توسيع رقعة الحرب في المنطقة.

ووفق المصادر، اوستن الذي دعا مِن تل ابيب، حزبَ الله إلى تجنب توسيع النزاع، وجّه الرسالة عينها الى اسرائيل "في الكواليس". ووفق المعلومات، فإنه تمكن من انتزاع تعهّد من الكيان العبري بالتريث أقلّه أسابيع، وإمهال "الدبلوماسية" فرصة لحل المشكلة الشمالية. على اي حال، قال غالانت في مؤتمر صحافي مشترك مع اوستن "نسعى للسبل الدبلوماسية التي تضمن أن حزب الله لا يهدد الإسرائيليين في الشمال، ونحن لا نبحث عن حروب جديدة ولدينا 75 ألف لاجئ إسرائيلي في الشمال"، وذلك يعني، تتابع المصادر، ان اسرائيل لن تُقدم على اي شيء "نوعي" قريبا..

واذ تعمل وزيرة الدفاع الفرنسية كاثرين كولونا، على الخط "الردعي" ذاته، وقد حثّت كلا من اسرائيل وحزب الله، على تنفيذ القرار 1701 والتقيد به، تقول المصادر ان باريس وواشنطن، حصلتا، عبر قنواتهما الدبلوماسية ايضا، على وعود "ايرانية" بعدم التصعيد.

انطلاقا من هنا، يمكن الاستنتاج أن، وفي المدى المنظور على الاقل، الخططُ العسكرية العبرية، حبرٌ على ورق، ولا حروب اسرائيلية جديدة، تختم المصادر.