بعد أقل من أربعٍ وعشرين ساعة على عملية اختطاف حصلت في منطقة بعلبك البقاعية، في وضح النهار وأمام أنظار الجميع، لا يزال التوتر والقلق يُخيّمان على الأجواء، لا سيّما أنّه طوال الليل كان هناك تبادل لإطلاق النار.
فما جديد هذه العملية؟ وما تفاصيل الرواية؟
وفقًا لمعطيات “لبنان الكبير” المتوافّرة من مصادر أمنية مطّلعة، فإنّ رواية عملية الخطف لم تكن محصورة بالمخطوف السوري الجنسية فقط، بل بدأت على النحو الآتي: “في الأمس (الخميس)، عند الساعة السابعة صباحًا، جرت عملية خطف لرجل مُسنّ، سوري الجنسية، من أمام منزله الكائن في جرود نحلة، بهدف الحصول على فدية مالية كبيرة.
وقد نُفّذت عملية الخطف على يد ثلاثة أفراد: الأول لبناني الجنسية يُدعى (ح.ر)، الثاني سوري الجنسية لم تُعرف هويته بعد، والثالث لبناني الجنسية أيضًا”.
وبعد أن طالبت هذه العصابة بفدية، تبيّن أن المخطوف المسنّ لا يملك المال، لكنه أشار إلى أن ابنه يملك أموالًا، مما دفع العصابة إلى خطف الابن أيضًا، وأمام أعين المارة جميعًا في منطقة رأس العين. وأثناء انشغال الخاطفين بالابن، تمكن الوالد من الفرار، ما جعل العصابة تطالب بمزيد من الأموال.
وبحسب المصادر الأمنية نفسها، تحرّكت الأجهزة الأمنية بسرعة، وتمكّنت من التدخّل والتعرّف إلى هوية اثنين من أفراد العصابة. وقد داهم الجيش مساءً منزل (ح.ر)، وخلال المداهمة حصل تبادل لإطلاق النار بين الجانبين، ما أسفر عن مقتل الخاطف (ح.ر) وإصابة الآخر، الذي نُقل إلى المستشفى، فيما جرى تحرير المخطوف.
وشدّدت المصادر الأمنية عبر “لبنان الكبير” على أنّ الوضع في بعلبك الآن هادئ، ولا صحة لما يُشاع من تهويل ومحاولات بثّ الخوف التي يسعى البعض إلى الترويج لها، خصوصًا وأنّ القوى الأمنية والأجهزة المعنية في كامل جهوزيتها لفرض الأمن والاستقرار في جميع المناطق اللبنانية.
إذاً، من الواضح أنّ الجيش اللبناني وكافة الأجهزة الأمنية حريصون على فرض منطق الدولة والأمان في بعلبك، التي غاب عنها هذا المنطق لسنوات طويلة نتيجة توغّل الخارجين عن القانون، ويبدو أن القرار بفرض هيبة الدولة، في ظل العمليات والمداهمات النوعية الجارية، هو خير دليل على ذلك.