المصدر: النهار
الثلاثاء 17 أيلول 2024 12:31:19
نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مسؤولين في الجيش وجهات أمنية تحذيراً من خطوات استفزازية تخطط لها الحكومة الإسرائيلية عند الحدود الشمالية تشمل عملية برية داخل لبنان.
وأضافت أنّ عدداً من المسؤولين في الجيش الإسرائيلي حذروا من أن الحرب مع حزب الله قد تشعل المنطقة بأكملها، ومن ناحية أخرى، فإنهم لا يعدون على الإطلاق بحل يسمح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم.
وكشف محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رونين بيرغمان بأن الخلافات تتصاعد داخل المؤسسة الإسرائيلية بين القيادات العسكرية والسياسية حول كيفية التعامل مع التصعيد على الحدود الشمالية مع لبنان، وسط تحذيرات من حرب شاملة وأصوات تطالب بحلول سياسية لتجنب تصعيد سينتهي بتسوية سياسية.
ووفقًا لأحد المسؤولين، "من جهة، هذه الخطوات تنطوي على خطر ملموس للغاية لتفجير حرب شاملة - ليس فقط على الحدود مع لبنان، بل في المنطقة بأكملها. ومن جهة أخرى، لا تضمن إطلاقًا حلاً يسمح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم".
وتتضمن هذه "الخطوات المتسرعة" تصعيدًا كبيرًا ومتعمدًا، بما في ذلك القيام بعملية برية داخل لبنان، وفقًا لهؤلاء المسؤولين".
المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية يوسي يهوشواع، قال إن مسؤولين في الجيش الإسرائيلي يرصدون "فرصة لتغيير الواقع الأمني في الشمال"، وإن العسكريين الداعمين لتوسيع الحرب، يحذرون من أن "إعادة سكان الشمال إلى منازلهم لن تتم عبر اتفاق سياسي فقط"، معتبرين أن "هناك متغيرات تحتم تصعيد المواجهة مع حزب الله بما في ذلك طول أمد الحرب الذي تجاوز السنة، وهو أمر لم يكن متوقعًا.
ويرى هؤلاء القادة الداعمين لتوسيع الحرب على لبنان أن الجيش الإسرائيلي درس تحركات "قوة الرضوان" التابعة لحزب الله على خط التماس مع إسرائيل بشكل أوسع، ويعتقدون أنه "على الرغم من إبعاد مقاتلي القوة عن الحدود، إلا أنهم تركوا وراءهم بنى تحتية عديدة.
وبحسب مصادر عسكرية، فإن تفكيك هذه البنى التحتية يتطلب تدخلًا بريًا. ولا يمكن لسكان المناطق الحدودية الإسرائيلية العودة إلى منازلهم وهم يعلمون أن حزب الله يمكنه العودة بسهولة إلى القرى القريبة من الحدود مثل كفر كلا، التي تقع بجوار السياج الفاصل مع المطلة.
وأشار هؤلاء المسؤولين إلى أن "الظروف الحالية هي الأنسب لتصعيد عسكري، حيث أن جنوب لبنان خالٍ من السكان، وكذلك البلدات الإسرائيلية على الحدود، والولايات المتحدة مقبلة على انتخابات رئاسية، مما يجعل الدعم الأميركي مضمونًا في الوقت الحالي".
ومع اقتراب فصل الشتاء، أضاف المسؤولون أن الجيش الإسرائيلي "لا يرغب في الانخراط في حرب برية في ظروف الطقس الشتوي الصعبة".
ونقل يهوشواع عن "أحد كبار الضباط" في الجيش الإسرائيلي قوله إن "هناك نافذة فرصة حالية – قبل الانتخابات الأميركية وقبل قدوم الشتاء. إن لم ننتهز الفرصة الآن، فلن نتمكن من إعادة السكان في المستقبل المنظور"، واعتبر أن "تأجيل ذلك لمدة سنة أو سنتين، للاستعداد بشكل أفضل، سيتيح لإيران استغلال هذه الفترة لبناء قوة حزب الله بشكل أسرع وبكلفة أقل، باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ رخيصة"، معتبرا أنه "بينما يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى ستة أشهر لإنتاج صاروخ دقيق واحد، وهو باهظ الثمن، تستطيع إيران بناء آلاف الطائرات المسيرة والصواريخ بسرعة وكلفة أقل".
واعتبر الداعمون لتوسيع الحرب داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن "من يتجنب الحرب الآن مع حزب الله سيواجه في المستقبل عدوًا أقوى وأكثر تأثيرًا، بما في ذلك النفوذ الإيراني المتزايد على الحدود".
وأضافوا: "لذلك يجب اتخاذ المبادرة ووقف التصعيد قبل أن تتفاقم الأمور"، معتبرين أن "إيران تسعى لإطالة أمد الصراع عبر جبهات متعددة، بما في ذلك لبنان وسورية والعراق واليمن، بهدف إنهاك إسرائيل، والوصول في النهاية إلى السلاح النووي".