خلف الحبتور في لبنان بعد ١٦ عاماً: رجال الأعمال يستعدون للعودة إلى الاستثمار في لبنان بعد إجراءات الحكومة

شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، سلسلة لقاءات نيابية واجتماعية واقتصادية، تناول فيها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الاجراءات التي تتخذها الحكومة في موضوع الاصلاحات المالية ومواكبة مجلس النواب لها، اضافة الى الاوضاع العامة وحاجات المناطق اللبنانية ومجالات الاستثمار في البلاد.

الحبتور

واستقبل الرئيس عون رجل الاعمال الاماراتي خلف الحبتور الذي وصل الى لبنان في زيارة هي الأولى منذ 16 عاما.

وخلال اللقاء، الذي حضره الشيخ خلدون عريمط والوفد المرافق، اعرب الحبتور عن سعادته لوجوده في لبنان، "خصوصا بعدما استعاد هذا البلد حضوره العربي والدولي منذ انتخاب الرئيس عون"، منوها بـ"الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية، لا سيما الإصلاحات الاقتصادية والمالية، ما سوف يسهم في إعادة الثقة العربية والدولية بلبنان".

واكد ان "لا اقتصاد قويا ولا استثمارات اذا لم يتحقق الأمان، وهو ما بدأ يلمسه اشقاء لبنان، لا سيما منهم رجال الاعمال الذين يستعدون للعودة الى الاستثمار فيه، لان في لبنان مميزات تجعله مقصدا للمستثمرين العرب والأجانب".

ونوه الحبتور بـ"مواقف الرئيس عون التي اعادت الامل ليس الى اللبنانيين فحسب، بل الى كل اشقاء لبنان واصدقائه".

ورحب الرئيس عون بالحبتور، متمنيا له "إقامة طيبة في الربوع اللبنانية"، منوها بمبادراته الاستثمارية في لبنان "وبالمحبة التي يبديها دائما تجاه هذا البلد وشعبه"، واكد ان "الحكومة تعمل على تثبيت الامن والاستقرار وإنجاز الإصلاحات وتعزيز القضاء، ليعود لبنان مقصدا لرجال الاعمال الذين يجدون فيه مساحة واسعة لاستثماراتهم، بفضل موقعه ودوره في المنطقة وما يتمتع به من مواصفات".

كنعان

واستقبل الرئيس عون رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان وعرض معه للأوضاع الراهنة وعمل لجنة المال والموازنة.

بعد اللقاء، قال النائب كنعان للصحافيين: "تشرفت بلقاء فخامة الرئيس وبحثت معه في الاوضاع الراهنة"، واعتبر ان "السيادة والحقوق لا يمكن الانتقاص منهما، فإما ان تكون هناك سيادة او لا تكون، واما ان تكون هناك حقوق او لا تكون، فنصف سيادة وربع حق وتسويات - كما كان يحصل في السابق - هي التي اوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم".

اضاف: "يجب علينا جميعا ان نعلم ان مقومات الدولة هي سيادتها وحقوق شعبها ومواطنيها، وعندما تتأمن هذه المقومات تصبح الدولة حامية للجميع وتصون حقوقهم. ان عماد السيادة هو الجيش اللبناني الذي يقوم حاليا بمهمات ضخمة، توجب حصوله على دعمنا جميعا ودعم المجتمع الدولي لتوفير كل الامكانات له لتحقيق ما هو مطلوب منه على هذا الصعيد".

ولفت الى ان "هناك اصلاح مالي، وعندما نتحدث عن هذا الامر، فإننا لا نتحدث في المقابل عن حقوق المواطن، كما ان الاصلاح المالي ليس شعارا في زمن الانتخابات، بل هو عمل متواصل ونضال لتأمين الحقوق والشفافية والمحاسبة، هذه الثلاثية التي يجب اعتمادها. اليوم بات الحديث عن الفجوة المالية وحقوق المودعين، ولم ار هذا الامر خلال السنوات الخمس الماضية في اي خطة او شعار او عنوان، وآمل واطالب الا يكون هذا الامر مجرد شعار لمن ينادي به، لاننا اكتفينا من الكلام عن شطب الودائع، فالسيادة كما الحقوق لا تتجزأ".

وختم: "هذه العناوين التي بحثتها اليوم مع فخامة الرئيس وخرجت مرتاحا جدا للخيارات والقناعات التي يعمل عليها، واؤكد انه كما كنا في الماضي في مجلس النواب صمام امان لهذه المبادىء، سنكمل في عملنا البرلماني والسياسي، خصوصا في هذه الظروف الحالية التي بدأت تترجم هذه المبادىء وتحولها الى واقع. والدولة تسعى لان تكون واقعا فعليا، والسيادة تأخذ طريقها في ظل هذه الارادة السياسية والوطنية رغم وجود معوقات كبيرة خارجية وداخلية ليس اقلها الاعتداءات الاسرائيلية والاحتلال لاجزاء من لبنان، والاصلاح المالي الذي نتحدث عنه الذي عليه تأمين حقوق المودعين من دون تجزئة وتشاطر واستغلال في زمن الانتخابات".

فرنجيه

نيابيا ايضا، استقبل الرئيس عون النائب طوني فرنجيه وعرض معه للاوضاع العامة والتطورات الاخيرة.

وبعد اللقاء صرح النائب فرنجيه للصحافيين فقال: "قمنا اليوم بزيارة روتينية الى فخامة الرئيس، ونعتبر انه من واجبنا ان نكون الى جانب هذا العهد الذي يقوم بكل ما في وسعه لنقل البلد من مرحلة الى اخرى. وكلما اجتمعنا الى فخامة الرئيس وتحدثنا معه، نلمس جدية وشفافية ومصداقية في رغبته في نقل البلد من مرحلة التعطيل والمناكفات والكباش السياسي الى مرحلة جديدة عنوانها البناء، بناء كل ما تهدم من جسور بين اللبنانيين ومكونات هذا الوطن، وايضا اعادة بناء الاقتصاد والمؤسسات وعلى رأسها الامنية والقضائية والإدارية".

أضاف: "هذا ما يطمئننا اليوم، حيث نرى صراعا في البلد وكأن هناك اصرارا لدى البعض على رؤية لبنان منقسم عموديا، لان هذا البعض يعيش على الخلافات ويستثمر بها، وقد يراها كمصلحة انتخابية. نحن نؤيد ونوافق ونشجع ما يقوم به فخامة الرئيس الذي يلعب دوره كرئيس لجميع اللبنانيين وحريص على كل المكونات وعلى السلم والاهلي والوحدة الاهلية".

ولفت الى اننا "شهدنا بالامس ابشع مظاهر العدو الاسرائيلي الذي لا يرى امامه اي رادع او خط احمر ولا يميز بين دولة وأخرى وبين دول مسالمة واخرى تريد الحرب. السلاح الامضى امام هذا الواقع هو وحدة اللبنانيين، والا نختلف بين بعضنا وان نحرص على بلدنا، لان الفتنة تخدم العدو والخارج، وما يخدمنا هو السلم والاستقرار وهو ما نحيي من خلاله دور رئيس الجمهورية الذي يسعى بجهده لتحقيق هذه الامور".

اضاف: "بحثنا مع فخامة الرئيس كذلك بعض الملفات المعيشية الاساسية الى جانب الملفات السياسية التي تتصدر الاخبار وتعني المواطن اكثر من اي شيء آخر، ومنها الكهرباء والنفايات والاتصالات التي لا يمكن الحديث عن بلد قوي من دونها، ويمكن ان تلعب دورا في توحيدنا في تقريب وجهات النظر في البلد".

وختم: "إننا نرى انه يجب ان يكون هناك عنوانان لهذه المرحلة: السلم الاهلي والوحدة بين اللبنانيين، والملف الآخر هو الانماء والاقتصاد والاصلاحات الاقتصادية. ونحن نشد على يد فخامته الذي اظهر انه يعمل بحكمة وجدية وشفافية لتحقيق هذين العنوانين لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين. ونحن نقف الى جانبه وسنبقى تحت هذا السقف، طالما انه يحمل هاتين الرايتين".

سئل: ما رأيك بالخطة التي وضعها الجيش وبترحيب الحكومة بها؟

اجاب: "لم اطلع بعد على هذه الخطة بتفاصيلها، ولكن عندما نتحدث عن الجيش وقيادته فهذا الامر يترك ارتياحا لدى كل المكونات. وكما رأينا ان الامر لم يثر اي صدام، وترك ارتياحا عند الرئيس نبيه بري وكل المكونات الاخرى في الحكومة، وبالتالي لا يمكن القول الا ان الخطة ايجابية".

رئيس مؤسسة "Merieux"

الى ذلك، استقبل الرئيس عون رئيس مؤسسة "Merieux" الإنسانية الان ميريو Alain Merieux في حضور محافظ بعلبك - الهرمل بشير خضر والوفد المرافق.

واعرب ميريو عن سعادته لوجوده في لبنان وفي بعلبك تحديدا. وعرض لابرز النشاطات التي تقوم بها المؤسسة في بعلبك والدعم الذي تقدمه لعدد من المشاريع الإنسانية والصحية، ومنها مشروع مستوصف للجيش تم إنجازه وافتتاحه قريبا.

كما عرض للعلاقة القائمة بين المؤسسة وجامعة القديس يوسف، متحدثا عن المحبة والترابط بين لبنان وفرنسا.

ورحب الرئيس عون بميريو وشكره على الدور الذي تقوم به المؤسسة، لافتا الى "العلاقة التاريخية بين لبنان وفرنسا على الصعد السياسية والثقافية والاقتصادية".

فليحان

وفي قصر بعبدا، ارملة الوزير والنائب الشهيد باسل فليحان يسمى فليحان ورئيسة معهد باسل فليحان المالي لميا مبيض.

وقد شكرت فليحان الرئيس عون على منح زوجها الشهيد وسام الاستحقاق اللبناني الفضي في ذكرى مرور 20 سنة على استشهاده، معربة عن "امتنان العائلة وأصدقاء الشهيد على هذا التقدير".

وكانت مناسبة عرضت فيها مبيض لابرز نشاطات معهد باسل فليحان المالي.

سفيرة لبنان في الأردن

واستقبل الرئيس عون سفيرة لبنان المعتمدة في الأردن بريجيت طوق قبيل التحاقها بمركز عملها في الأردن، وزودها بتوجيهاته متمنيا لها التوفيق في مهامها الجديدة.

وشكرت السفيرة طوق "الثقة التي اولاني إياها الرئيس عون ومجلس الوزراء"، مشددة على "العمل لما فيه تعزيز العلاقات بين لبنان والأردن في مختلف المجالات".