خيارات صعبة تحاصر زيلينسكي..اتفاق سيء أو لا اتفاق

بينما تتواصل جهود الولايات المتحدة لتحقيق اتفاق سلام في أوكرانيا ينهي الحرب الروسية الأطول في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، يزداد الضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يخوض معركة مصيرية، والحائر بين قبول التخلي عن دونباس، أو الاستمرار في العناد وخسارة ما هو أكثر أمام روسيا صاحبة النفس الطويل والأفضل تسليحاً.

وقالت شبكة "سي إن إن" في تحليل لها، إن تراجع  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الموعد النهائي الذي حدده في عيد الشكر للتوصل إلى اتفاق في أوكرانيا يُعدّ مؤشراً رئيسياً على أن لقاء موسكو المقرر بين مبعوثه ستيف ويتكوف ورجال الكرملين لن يسفر على الأرجح عن اتفاق مفاجئ لإنهاء الحرب المستمرة منذ 2022.

دونيتسك وشهية بوتين
وبحسب التحليل، فإن مهمة السلام لا تزال صعبة بسبب الخلافات العميقة بين كييف وموسكو، وإصرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على رفض أي اقتراح لا يمنحه السيطرة الكاملة على منطقة دونيتسك الشرقية في أوكرانيا. 

وقال التحليل، إن هذا الفشل المتكرر والدوري في إدراك الهوة بين الطرفين المتحاربين، هو في نهاية المطاف السبب في أن التقدم يبدو دائماً قريباً جداً، ولكنه أيضاً بعيد المنال.  
ويوضح الخبراء، أن أزمة أوكرانيا تتعدى حاجتها إلى جيش قوامه 600 ألف جندي، المقترح في مسودة الاتفاق، إذا كانت تسعى حقاً إلى السلام. كما أنه من المرجح أن تصبح عضوية الناتو أقل إلحاحاً بالنسبة لكييف، وأقل قابلية للاستمرار في زمن السلم، عندما يتعين عليها تسريح قواتها والتعامل مع الكابوس الاقتصادي بعد الحرب.

أسئلة ملحة 
ويضيف الخبراء،  مهما كانت الخطة بسيطة وشفافة لكنها لا تجيب على الأسئلة الأكثر إلحاحاً من قبيل من سيدفع تكاليف إعادة إعمار أوكرانيا؟. 

ويشير التحليل إلى أن القضية الأكثر أهمية بالنسبة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الموازنة بين قيمة الضمانات الأمنية المستقبلية، مقابل الضرر الحقيقي والحتمي الذي سيلحقه التنازل عن دونيتسك بمكانته السياسية والعسكرية، وبمكانة أوكرانيا.
ومما يصعب مهمة زيلينسكي ويحاصره في دائرة خيارات ضيقة، أزمات الفساد المتلاحقة في أروقة حكومته التي عادت للظهور يوم الجمعة مع أنباء تفتيش محققي الفساد لمنزل رئيس أركانه وكبير المفاوضين، أندريه يرماك.

فساد وأكثر 
وتفرض أزمة نقص القوى العاملة خيارات صعبة على أوكرانيا، كما تشكك كييف في استمرار تمويل حلفائها الأوروبيين العام المقبل. 

وأبرز ما في ملفات الضغط المتراكمة على مكتب زيلينكسي، مسألة سقوط الجزء الخاضع لسيطرة أوكرانيا في دونيتسك، مع ارتفاع فرص تقدم روسيا خلال الشتاء.
ويقول التحليل، إن كييف لن تستعيد أراض من روسيا في أي وقت قريب، وباتت حسابتها وحسابات حلفائها تدور حول  متى سيتمكنون من قلب مسار الحرب، أو القدرة على دفع الروس إلى الانهيار أولًا؟. 

ويوضح الخبراء، أن أمل كييف وحلفائها الضمني المتوقف على انهيار روسيا عسكرياً واقتصادياً من المستحيل التنبؤ به خاصة بعد تجاوزها أزمة تمرد فاغنر. 

ويختم التحليل بالقول، إن معركة زيلينسكي محفوفة بالمخاطر، فروسيا أفضل موارداً، وتُحرز تقدماً كبيراً على الأرض. ويضيف، أن معركة أوكرانيا مصيرية، فهي لا تتمتع بقدرة موسكو على أن تقرر يوماً ما أنها قد طفح الكيل وتوقف الهجوم، لكن الأثر الصافي للأشهر العشرة الماضية من التأخير والارتباك الدبلوماسي والاضطرابات جعل التوصل إلى اتفاق غير متوقع أقرب إلى التحقق.