داعش يعود بصورة أخطر

بعد أن خسر تنظيم داعش آخر رقعة من أراضي كان يستولي عليها بالقرب من الباغوز شرق سوريا في مارس/اذار 2019، اعتقد كثيرون أن تلك كانت النهاية. إلا أنه بعد 3 سنوات تبين أن التنظيم الإرهابي لا يزال موجوداً وربما بصورة تبدو أخطر. فبسبب أزمات اقتصادية وسياسية وأمنية تعصف بسوريا والعراق على حد سواء، استطاع «داعش» أن يضرب من جديد. ونفذ هجومين كبيرين في كلا البلدين.

سجن الحسكة

في شمال شرق سوريا، اقتحم عناصر داعش سجن غويران بالحسكة بتاريخ 20 كانون الثاني لتهريب الآلاف من زملائهم.

وووقعت مواجهات عنيفة بين التنظيم وقوات سوريا الديموقراطية، امتدت على مدار أسبوع أسفرت عن مقتل 332 بينهم 246 من التنظيم و79 من قوات الأمن الكردية وقسد و7مدنيين. واحتجز رهائن بينهم أطفال.

كما دفع القتال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى تنفيذ غارات جوية ونشر جنود في الموقع ونزوح آلاف المدنيين.

وبذلك، عاد الرعب لينتشر في صفوف السوريين.

وقال أحد سكان محافظة دير الزور: «اعتقدنا أن الأمر قد انتهى ولن يعودوا ثم فجأة، انقلب كل شيء رأساً على عقب مرة أخرى، إنهم في كل مكان». وأضاف أنهم ينشطون في الغالب ليلاً في هجمات خاطفة.

ويقول آخرون إن تنظيم داعش يستغل الفراغ الأمني وغياب الحكم ويلجأون إلى التخويف والخطف.

هجوم ديالى

وفي 21 كانون الثاني، شن «داعش» هجوماً عنيفاً على قوات الجيش العراقي في ديالى أوقع 11 قتيلاً. وعليه بدأ الجيش تنفيذ خطة أمنية واسعة للقضاء على التنظيم. 

و السبت أعلن مقتل 9 من عناصر التنظيم بـ3 ضربات جوية في المحافظة. من بينهم 4 لبنانيين وهم عمر سيف وبكر سيف وأنس سيف الملقب بالجزار ومحمود السيد.

وكانت وسائل الإعلام اللبنانية قد تحدثت في وقت سابق عن اختفاء هؤلاء الشبان إلى جانب آخرين قد غادروا طرابس للالتحاق بداعش في سوريا والعراق.

تهديد حقيقي

في هذا الصدد، تقول صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن «داعش» لا يزال يشكل تهديداً حقيقياً مع تصاعد هجماته الأخيرة. ومعركة سجن الحسكة قدمت تذكيراً صارخاً بأنه بعد سنوات من انهيار ما يسمى خلافة داعش لا تزال قدرة التنظيم على خلق العنف والفوضى مستمرة.

وقبل ذلك شهدت مناطق في سوريا عمليات اغتيال طالت عشرات القادة المحليين وحالات ابتزاز لشركات نفذها التنظيم لتمويل عملياته.

حتى في العراق فقد قتل التنظيم مؤخراً  10 جنود وضابطا في موقع عسكري وقبلها قطع رأس ضابط شرطة أمام الكاميرا.

ورغم أن «داعش» ليس قوياً كما كان في السابق، لكن بمرور الوقت سيتوسع مع توافر الظروف الملائمة لذلك في بلدان غير مستقرة ينشط بها.

بدوره، أكد معهد أبحاث بواشنطن أن الهجمات الأخيرة دعوة لإيقاظ لاعبين إقليميين في العراق وسوريا بأن تنظيم داعش لم ينته. وأن جيلا جديدا قد يغير حسابات التفاضل والتكامل والتهديدات بعدة طرق.

لكن وفق مراقبين آخرين لن يستطيع التنظيم الصمود طويلاً، إذ ليس لديه نفس مصادر التمويل كما في الماضي. وأكد المتحدث باسم الجيش العراقي يحيى رسول أن أكبر عمليات التنظيم ينفذها بمشاركة 7 و10 عناصر، لذا يستحيل عليه حالياً السيطرة على قرية، ناهيك عن مدينة.