داغر: تحالف الميليشيا والمافيات أوصلنا الى الوضع القائم والشعب فقد الثقة بهذه السلطة

اعتبر الامين العام لحزب الكتائب اللبنانية سيرج داغر ان لتشكيل الحكومة بعدين: بعد اقليمي مرتبط بأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي هو غير مستعجل على التأليف وبالتالي لا يريد كسر كلمة كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وبعد داخلي يكمن في ان عون يخوض معركة بقاء التيار الوطني الحر وصهره جبران باسيل لا معركة حقوق المسيحيين كما يشاع.
داغر وفي حديث لبرنامج نهاركم سعيد عبر LBCI، اكد اننا متجهون الى سيناريوهين: اما حكومة تؤلف خلال 10 ايام برئاسة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وبالتالي اتجاه الى انتخابات نيابية لتنظيم الوضع الاقتصادي، إما لا حكومة، وبالتالي سيناريو مقلق جداً، فحينها سنتجه الى جوع ودولار قد يصل الى 50 الف ليرة وعسكر في السكن لا في الثكنات، وهذا يعني لا أمن ولا اقتصاد.
وأضاف: " حينها إما يضع حزب الله يده كلياً على البلد ويتجه به شرقاً ولا يتفاوض مع صندوق النقد الدولي ونصبح اسوأ من فنزويلا او ان الحزب يقرر ان يهتم فقط بمناطقه ويحافظ على امنها وحينها كل منطقة يصبح لديها امنها الذاتي. كما ان اياً من استحقاقي الانتخابات، النيابية والرئاسية، لن يجرى".
وتابع داغر: "كفانا قولاً أن لا علاقة للثلث المعطل بتعطيل التأليف، فالرئيس عون، يخوض هذه المعركة ليحافظ على باسيل وليؤمّن له الثلث المعطل ليكون بيده ورقة يمسك فيها زمام الامور ويستطيع من خلالها ان يضمن بها مستقبله السياسي، ولذلك نحن لن ندافع عن هذه الحكومة ولن نشارك فيها كما اننا لا نعتبرها حفاظاً على حقوق المسيحيين".
وتابع: "من المؤسف ان تكون كل طموحاتنا تشكيل حكومة برئاسة ميقاتي في حين ان الطبقة نفسها هي التي اوصلتنا الى هنا".
الى ذلك، اوضح داغر ان الطبقة السياسية مسؤولة بالتساوي عن معاناة اللبنانيين قائلاً: "نحن لا نصوّب على اي طرف، فكلن يعني كلن، والشعب لم يعد لديه ثقة بالفريق السياسي الذي اوصلنا الى ما نحن عليه بالتكافل والتضامن بدءاً بالعهد الذي هو حتى بالارقام اسوأ عهد في لبنان وهو كابوس حي، الى جميع المسؤولين ".
وتابع: "السلطة ابادتنا، فجرتنا في 4 آب، سرقتنا، جوّعتنا، بهدلتنا وذلّتنا وهجّرتنا، لذلك يجب ان نقاوم السلطة اولاً".
واشار الى ان حزب الكتائب مستمر بما بدأ به منذ 5 سنوات، و"نعمل على تشكيل جبهة موحدة او ائتلاف يظهر قوى التغيير ويُقدم بديلا، وهدفنا ان نكون كتلة كبيرة في المجلس النيابي تصبح قادرة على الرقابة والمحاسبة والتغيير".
واردف قائلاً: "الناس او المواطنون هم الثوار، الذين جاعوا وهجروا وتم اذلالهم، وهؤلاء عليهم اليوم ان يحسموا خياراتهم بنفسهم في الانتخابات وذلك بعد ان رأوا الحقيقة والاوهام التي جعلونا نعيش فيها، واخطر امر يقال لهم بأن الطبقة نفسها ستعود بعد الانتخابات ولن يتغير شيء".
وفي السياق، شدد داغر على ان "لبنان وصل الى ما هو عليه بتحالف بين الميليشيا اي حزب الله والمافيا التي استفادت من الوضع وغطت الميليشيا لتكسب المكتبسات وتحت اجنحتها حاكم مصرف لبنان وجزء كبير من المصارف والمتعهدين والتجار " متسائلاً: "كيف يمكن لهذا التحالف ان يعادي المجتمع الدولي كله ويغطي الميليشيا ثم يعتبر ان الحل سيكون من ايران".
واشار الى ان "كمية الذل التي يعيشها اللبنانيون لا تصدق" مذكراً بأن "حزب الكتائب سبق وحذر من اننا سنصل الى الخراب الا ان احداً لم يتوقع ان شعب لبنان صاحب العزة والكرامة سيصل الى هذا المستوى من الذل".
واعتبر اننا نحتاج الى رجال لديهم نية حقيقية بالاصلاح كما لديهم اخلاق وخطة وضمير وحينها سنصل الى التغيير بشكل سريع اما اذا بقي هناك عقلية "زلم ومستشار وسكرتيرة" فحينها سنصل الى مرحلة اسوأ بكثير.
وحول زيارة الوفد اللبناني الى سوريا، رأى الامين العام لحزب الكتائب انها ليست حدثاً هاماً بحد ذاته فلطالما اتجه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الى سوريا، "لكننا كنا نتمنى لو اخذ الوفد اللبناني الى سوريا القليل من الكرامة معه عبر العلم اللبناني".
واوضح داغر ان المشكلة ليست في عودة العلاقة السوية مع سوريا " فلا احد يريد ان يعيش على عداء مع سوريا ولكن اولاً يجب ان يتم حل موضوع النازحين، المعتقلين في السجون السورية، ترسيم الحدود البحرية والبرية مثل مزارع شبعا، وتبادل المطلوبين والمتهمين مثل علي المملوك".
ولفت داغر الى ان "التركيبة الحاكمة تتضمن اصدقاء لسوريا وحلفاء وازلام".
وفي الختام، رأى ان "المنطقة مقبلة على اعادة نظر، بسبب عوامل عدة منها: المفاوضات الاميركية الايرانية واعادة تركيب للبيت العربي وتحديداً سوريا، فضلاً عن اعادة ترتيب العلاقة بين العرب وايران عدا عن التطبيع مع اسرائيل".