داغر: حزب الله منزعج من الدور المحوري الذي تلعبه الكتائب وما من حوار معه و "نقطة عالسطر"

جزم الأمين العام لحزب الكتائب سيرج داغر بأنّ ما من حوار بين حزب الكتائب وحزب الله و"نقطة عالسطر"، ليس لأن حزب الكتائب لا يريد التحاور مع الآخرين وقد أكدنا في أكثر من مناسبة أن البلد لا يُبنى إلا بالحوار، لكننا نرى الحوار مع حزب الله غير مُجدٍ إذ إنه يحاور الناس من دون الوصول إلى نتيجة.

كلام داغر جاء في حديث ضمن برنامج "بيروت اليوم" عبر mtv مع الإعلامي "داني حداد".

داغر استهل حديثه بتوضيح ما ورد في بعض الصحف وبعض المواقع الإلكترونية عن لقاء مع حزب الله بالقول: "لا أعرف كيف في بلد دولاره بـ 42000 ليرة لبنانية، ولا خدمات من كهرباء الى مياه تُقدّم للمواطن، ولا موازنة، يتحدثون بهذا الموضوع وهو مضحك مُبكي".

أضاف: "أريد أن أتحدث بالسياسة عمّا حدث وأفنّد الأمور ومن ثم أتكلم عن مصداقية الكتائب وعمّا حصل فعلا".

وشرح: "من الآخر، ما من حوار بين الكتائب وحزب الله ونقطة عالسطر" لماذا؟ ليس لأن حزب الكتائب لا يريد التحاور مع الآخرين، فقد قلنا في اكثر من مناسبة ان البلد لا يبنى إلا بالحوار، لكنّ الحوار مع حزب الله غير مجدٍ، فالحزب يحاور الناس من دون أن يصل الى نتيجة وقد يكون مردّ ذلك أنّ الحزب اعتاد القول إنه يتحاور مع الآخر لتحييده ، مشددًا على أن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل مع الكتائب.

واستطرد داغر: "بأي شروط يكون الكتائب مستعدًا للحوار؟" ليُجيب: "في الأساس نحن نختلف مع حزب الله أولاً على السلاح وعندما يضعه على الطاولة نحاوره.

وتابع: "إن قرّر أحد أن يفرض على غيره الرئيس والسياسة الخارجية ويخرّب علاقاتنا مع العرب والغرب ويصبح لبنان محاصرًا ونقع بأزمة اقتصادية كالتي نعاني منها، فلماذا الحوار؟ من ثم كيف نتحاور مع فريق يقول إنه جندي في ولاية الفقيه؟"

وشدّد على أنه في اليوم الذي يضع حزب الله السلاح على الطاولة وعندما يُلبنَن ويحيّد لبنان عن الصراعات الخارجية ويخرج من الساحات ويتوقف عن حماية المنظومة لان منظومة الفساد هو من يحميها، فهي تغطّي له السلاح وهو يغطي لها الفساد، وعندما يكون مستعدًا جديا لأن يحاور الناس عندها تحاوره الكتائب والرئيس المنتخب والجميع، مكرّرا: "بالسياسة اليوم لا حوار بين الكتائب وحزب الله لكل تلك الأسباب".

ولفت داغر إلى الحملة الإعلامية التي بدأت منذ يومين من قبل صحافيين ومراكز دراسات تابعة للحزب تتحدث عن حوار بين الكتائب والحزب، مشيرا إلى أن خلفية هذه الحملة انني التقيت مع محمد الخنسا الذي هو مسؤول بالحزب".

اضاف: "سمعت البعض يقول لمَ تنفون الامر، فصحيفة "الاخبار" قالت أمرين: "حزب الكتائب طلب موعدًا من الضاحية وبأن الأمين العام التقى نائبًا في حزب الله وهذا ما نفيناه"، وجل ما قلت اننا لم نطلب موعدًا من احد وبانني لم التق نائبًا في حزب الله.

وسأل: "هل حصل اللقاء بيني وبين الاستاذ محمد الخنسا؟ بالطبع حصل".

وشرح: بدأت السيناريوهات عن زيارة الضاحية ويمكننا ان نزور الضاحية كما نزور اي منطقة في لبنان في اي وقت، ومن ثم سأل الصحافي في مقالته ما هي العلاقة الاجتماعية؟  موضحا أنهناك مشكلة إن كان لا يعرف ما هي العلاقة الاجتماعية، واؤكد: "نعم لدي علاقة اجتماعية، فانا كنت ولفترات طويلة مسؤولا في حزب الكتائب عن العلاقات السياسية التي من خلالها تنبي معارف وأصحابا، مشيرا الى ان علاقته بمحمد الخنسا لم تبدأ اليوم، لكن منذ يومين بدأ بعض الإعلام بخبر حوار بيني وبينه".

وتابع: "علاقتي مع الخنسا ليست بجديدة وهي ليست المرة الأولى التي ألتقيه فيها"، وأنا والكتائب لدينا موقف عقائدي حاد مع حزب الله وغيره من الأحزاب ولكن لدينا علاقات اجتماعية".

واستغرب ان يتحدث عن موضوع لقاء اجتماعي بينه وبين محمد الخنسا فهذه علاقة شخصية لا علاقة للكتائب، فيها وأردف: "لا ننتظر شهادة من أحد، والسيناريوهات التي رُسمت غير طبيعية، معتبراً أن حزب الله منزعج من الدور المحوري الذي تلعبه الكتائب بالتنسيق مع المعارضة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وقال: "أنا متفاجئ كم بذل هذا الحزب من جهد ليقول إنه يتحدث مع الكتائب، والزوبعة التي حصلت تؤكد وجود أجندة سياسية مضادة لنا".

وجزم داغر بأن حزب الكتائب لا ينتظر شهادة من أحد، معتبراً أن من يجلس مع المردة ويقول لن ننتخب رئيسًا من 8 آذار ومن لم ينتخب الرئيس عون وواجه السوريين والفلسطينيين وغيرهم في كل المراحل لا ينتظر شهادة من ـحد في مصداقيته.

وشدّد على أن اللقاء كان اجتماعياً وعلى "رأس السطح"، وقال: "نحن لا نخبّئ شيئًا، فلدينا تاريخنا ولا ننتظر من احد شيئًا"، والى كل من يُسرّبون نقول: "لا تُضيّعوا البوصلة فالكتائب للمصداقية عنوان، ولا أحد يُحرج رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل بل هو من يُحرج الآخرين، ونحن نُحرج ولا نُحرَج".

ورأى داغر أن لا يمكن لأحد أن يقرّر ان المنطقة هي حصرياً لحزب الله، فالضاحية فيها المطار وكان يعيش فيها لقمان سليم وأسوأ شيء ان نقول إنها ليست من لبنان، وزياراتنا لا تنتهي عند الأشرفية، فنحن نزور الجنوب أيضًا ونقف إلى جانب رفاقنا الكتائبيين هناك.

ورداً على سؤال قال: "قلنا لحزب الله ان الممارسة والآداء ومحاولات الفرض والتفرّد بالقرارات والسلاح تأخذ اللبنانيين الى الرغبة بالطلاق، من هنا قلنا إما أن نذهب للطلاق او ان تكونوا مستعدين لتحاوروا اللبنانيين في كل المواضيع".

أضاف: "لن نقبل بمواطنين درجة اولى ومواطنين درجة ثانية والاشتراك في الولاء، إما اننا متساوون تحت سقف الدولة وإلا فإن الكثير من اللبنانيين يفكّرون بالطلاق".

وأوضح أن عندما يقرّر حزب الكتائب فتح حوار سنخبر الجميع بذلك، وعندما يفتح حزب الله حواراً مع الكتائب فمعناها انه يُلبنن، مشيراً الى أن قوة الكتائب تكمن في انه مرتاح مع مناصريه بخلاف الأحزاب الأخرى المُحرجة، فالكتائب لم تساوم ولا مرة ودفعنا بالسياسة وفي الانتخابات، ودفعنا ثمن مواقفنا وثباتنا دمًا وشهادة وخروجًا من الحكومة.

وفي الحديث عن الاستحقاق الرئاسي، اعتبر داغر أن ما نقوم به هو الطبيعي في دولة ديمقراطية، بأن نؤيّد مرشحاً أعلن ترشيحه وهو يشترك معنا في القناعات ونحن ننتخب كل خميس هذا المرشح أي النائب ميشال معوّض".

أضاف: "الفريق الآخر ينزل من دون مرشح للتصويت بورقةٍ بيضاء وقبل الفرز يخرج من الجلسة فهل هذا طبيعي؟ بالطبع لا وهذه نية في التعطيل، فنحن لا نطلب من الفريق الآخر إلّا أن يخبرنا من هو مرشحهم وينتخبوه وعندما لا يرشحون احدًا فكيف يمكن الوصول الى نتيجة؟"

وجدّد التأكيد أن الكتائب لن تنتخب مرشحًا من 8 آذار، وقال: "نحن لم ننتخب ميشال عون ولسنا مستعدين لنعيش ست سنوات كالتي مضت، ولسنا مستعدين لانتخاب رئيس "شاهد ما شافش حاجة" لأنه لن يزعّل أحدًا ولن يحاسب ولن يعمل لتحقيق السيادة وسنكون 60 مرة أسوأ مما نحن فيه اليوم".

تابع: "لا بدّ من خارطة طريق يعالج فيها الرئيس المقبل الملفات الخلافية ومن بينها سلاح حزب الله من خلال تحديد مدة زمنية لتسليمه إلى جانب الملفات الأخرى كالأزمة الاقتصادية والكهرباء وغيرها".
واعتبر أننا ككتائب لن نقبل ولن ننتخب مرشّحاً من 8 آذار ولا نُريد جر البلاد إلى حرب أهليّة ولكن نُريد رئيسًا يقول لحزب الله إنّ سلاحه يُشكّل مشكلة ويجب حلّها ونُريد رئيساً يُعالج الملفّات المهمّة.

وعن تعطيل النصاب، قال: "نطرح السؤال وننتظر جوابًا عليه فالرئيس بري يقول النصاب هو 86 نائبًا في الدورة الثانية ونسأله على أي مادة يستند والدستور لا يتضمن أي مادة تحدد نصاب الدورة الثانية، فالانتخاب في الدورة الأولى يكون بنصاب 86 نائبًا وفي الثانية 65 نائبًا".
وأشار الى اننا لن نقول اليوم إذا كنّا سنُعطّل نصاب جلسات انتخاب الرئيس أم لا، إذ لا يجب إعطاء الخصم هديّة مجّانيّة وإطلاعه على ما سنقوم به وسنُعلن موقفنا في الوقت المُناسب.
واعتبر داغر أنه لا يجب أن يشعر المسيحيون أنهم مستضعفون، لافتاً الى أنه "لا يمكن الاستمرار في سياسة إخراج الأرانب وتركيب الطرابيش"، وقال: "فلنحدّد 65 نائبًا عليّ وعلى الباقين أو 86 نائبًا بمعنى أنه لا بد من تحديد النصاب المطلوب".

وعن ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، قال: "قائد الجيش ممتاز عسكريًا وكان ناجحًا في قيادة المؤسسة العسكرية ولكن إن قرّر الترشح فعلينا ان نعرف موقفه من السلاح ومن الخطة الاقتصادية وغيرها من المواضيع".

وعن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لفت داغر الى أن الأخير يقول إنه جزء من محور وصديق للنظام السوري، وسأل: "هل هو أوضح من الرئيس عون؟" نعم ونحن في الشخصي نحترمه وهو واضح ولكن في الانتخاب لا نؤيّده".

وعن موضوع الثورة والنواب التغييرين، ذكّر داغر أن حزب الكتائب ورئيسه ونوابه والمناضلين نزلوا وشاركوا في الثورة وكانت انتفاضة مباركة، لافتاً الى أن  الثورة أفرزت بعض النواب الجيّدين، وعليهم العمل على أنهم نواب في البرلمان ولم يعودوا هواة، فالبعض يتصرّف وكأنه هاوٍ فيما المطلوب النضوج للتعاطي في كل موضوع مع من يفكّرون مثلهم في السياسة.

أضاف: "الثورة أنتجت نوابًا تغييريين ومستقلين، ومن عادوا الى المجلس النيابي ولو كانوا فاسدين لم يعد بإمكانهم العمل بالطريقة السابقة لأننا موجودون ونحاسبهم".

ولفت داغر الى أن أحيانا يجب النزول الى الشارع، ولكن الأهم هو الانتخاب، فنواب المنظومة أتوا بأصوات لبنانيين قدّم لهم هؤلاء بعض الخدمات واليوم كل واحد منّا يدفع ثمنها.

واعتبر أن المنظومة تكذب كثيرًا، وقال: "عندما أبرمت التسوية وعدت الناس بأن البلد سيكون بألف خير وقد حذرنا من ذلك والناس لم تصدقنا، وهؤلاء يقدمون الخدمات والتوظيف واللعب على الوتر الطائفي فيعيشون سنوات حب غرام وقبل الانتخابات تنشأ الخلافات ويتم التهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور".

وعن انعقاد المجلس لتشريع القوانين، شدّد داغر على أن الدستور واضح، فمجلس النواب في غياب رئيس الجمهورية ينعقد حكماً لانتخاب الرئيس دون الشروع في أي عمل آخر، مؤكداً أن حزب الكتائب ضد تنظيم الفراغ.

وردا على سؤال حول العلاقة مع حزب القوات اللبنانية، قال: "قبل الاستحقاقات قلنا اننا سنتعاطى مع كل ممثلي الشعب ونحن نلتقي مع القوات في بعض الملفات واخرى لا نلتقي فيها معهم وهذا ينطبق في علاقتنا مع الاشتراكي والاعتدال وتجدّد وجزء كبير من التغييريين والمستقلين ونتحاور ونعمل معهم في المجلس او في السياسة".

أضاف: "ننسق مع القوات في المواضيع المطروحة في المجلس ومن بينها الرئاسة، فنحن نحترم بعضنا وآراء بعضنا البعض".

وعن مفهوم الطلاق، أوضح داغر أن الطلاق ليس بين المسيحيين والمسلمين، فهو إن حصل سيكون بين دولة لبنان المستقلة ودولة المساواة وفيها مسيحيون وسنّة وشيعة ودروز، ودولة حزب الله التي لديها سياستها الخارجية وارتباطاتها.

وعن مؤتمر حزب الكتائب المقرر في شباط، أشار داغر الى أن الكتائبيين ينتخبون مندوبين، وفي المؤتمر ينتخبون القيادة بأجمل عملية ديمقراطية، مشددا على أن الكتائبيين ينتخبون ويحاسبون والقيادة معرّضة للمحاسبة.