داغر: سنكون الى جانب الرئيس عون طالما انه ملتزم بخطاب القسم والحكومة المقبلة ستكون تأسيسية للصفحة الجديدة

اعتبر الأمين العام لحزب الكتائب سيرج داغر أننا نؤسّس اليوم لخروج لبنان من محور الممانعة وثمة إرادة لبنانية أتت بالرئيس جوزيف عون.

وقال في حديث عبر lbc:" ان خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس عون لا يشبه الا خطابات القسم الكتائبية، هناك صفحة طويت ولبنان اليوم حرّ سيّد مستقل صاحب قراره ولديه رئيس إنتخِب غصبا عن أنف من لم يرده وهو مدعوم دوليا".

أضاف: "انه اليوم الاول من بعد حوالى 45 سنة، مررنا بسطوة السلاح الفلسطيني وخطورته ومواجهته ثم سطوة السلاح السوري الذي تحوّل الى احتلال لكل لبنان ثم وضع يد ايران على كل البلد واليوم نؤسس لخروج لبنان من محور الممانعة، هناك أمر كبير تغيّر واللبنانيون سيشعرون به يوميا ونحن مدعوون لنستوعب اللحظة التاريخية " معتبرا ان لبنان الثقافة والفن والسياحة والذي يقدّر قيمة الدعم الخليجي والدولي قادم . 

داغر الذي أكد ان هناك مواطنين شيعة لديهم رأي حر ويعشقون لبنان واستشهدوا وقتلوا لانهم يحبون لبنان، لفت الى ان المشكلة مع حزب الله ليست طائفية انما بسبب انتمائه العقائدي الايراني الذي يبدّي مصلحة الحرس الثوري .

وشدد على أننا لا نريد لبنانيا مكسورا وهذا ما أكده رئيس الكتائب سامي الجميّل أمس في جلسة انتخاب الرئيس ولا نريد مواطن درجة اولى ومواطن درجة ثانية ولطالما نادينا بالشراكة وبناء البلد معا ولا يجب ان يشعر الشيعة أنهم مكسورون طالما انهم انتخبوا عون.

وقال:" الجميّل أكد بالامس على الشراكة ونريد بناء البلد معا اي شراكة في القرار ومساواة، اليوم فرصة للجميع كي يتواضعوا ويدخلوا بمفهوم الشراكة والمساواة وهذه فرصة تاريخية لا انكسار فيها ولا انتصار".

ورأى داغر ان محور الممانعة لطالما دعا الى التسلح والحرب والموت وبناء مجتمع المقاومة اما المحور الآخر فدعا الى بناء الاقتصاد وقدّم الاستثمارات وطالب بتطبيق الدستور ويعمل على الانسحاب الاسرائيلي من لبنان وهذه اميركا التي اتكلنا عليها لوقف اطلاق النار وهذا الخليج الذي يستثمر في لبنان ويساعد البلد ويغذي السياحة.

وعما اذا كان الرئيس جوزاف عون قد تمّ فرضه من الخارج، قال:"منذ 40 سنة ونحن نقول ان لبنان متروك والفرض لا يتم الا على من يقبل ان يُفرَض عليه ونحن في الكتائب لا أحد فرض علينا ومن يرغب بالفرض جرّبَنا عند انتخاب عون وصوّتنا ضده وعانينا على مدى سنوات واذا اليوم الخليج واميركا مرتاحان لعون ويريدان حماية لبنان فأهلا وسهلا ".

وأكد ان الرئيس جوزاف عون تخرّج من مؤسسة وطنية صمدت ولم يدخل في البازار وفي الصفقات وتصرّف من دون مساومة ولم يذهب الى احد ولم يقدّم وعودا ولم يدخل في لعبة التركيبات. 

أضاف: "إن خطاب القسم لم نتوقع أن نسمعه في أقصى طموحاتنا لاسيما لناحية حصرية السلاح بالدولة والسيادة واللامركزية وحياد لبنان الايجابي ودولة الكفاءة والمحاسبة والقانون والنزاهة ومن واجبنا ككتائب ان نكون الى جانبه طالما انه يعمل بخطاب القسم".

وتابع داغر:" نحن حزب الرئيس عندما يعمل لمصلحة لبنان ولن نكون حزب الرئيس عندما يشبه رؤساء الاحتلال السوري وسنكون الى جانبه طالما انه يريد تطبيق نقاط خطاب القسم خاصة ان الموجودين لن يسهّلوا مهمته".  

وعن العلاقة بين القوات والكتائب، قال: "رغبة قوية لدى الناس ان يكون الكتائب والقوات معا ولدينا نفس الرغبة ولكن في النهاية نحن أحزاب سياسية والعلاقة اليوم مع القوات أكثر من جيدة ومتفقون على أكثرية الملفات، في لبنان يجب ان نخرج من شخصنة العمل السياسي والتواصل لم ينقطع وفي آخر 48 ساعة عشنا لحظات تغييريّة تأسيسيّة لذلك كانت هناك ضرورة لصورة جامعة وحاجة لتظهير الموقف الصلب الداعم لانتخاب الرئيس عون والصورة كانت مفيدة".

ولاحظ داغر انه من الواضح ان هناك أجندة دولية ترافق وتواكب بداية العهد ومن يريد ان يضخ في الاقتصاد عليه ان يتأكد ان الاموال لن تذهب الى جيوب السياسيين وستكون مراقبة دولية قريبة لأداء أي حكومة.

أضاف:"في الشق الأمني، الأمن تمّ تسليمه رسميا بموافقة الحكومة للجنة دولية يترأسها جنرال أميركي تراقب كل ما يحصل على الصعيد الامني وهذا يساعد بتطبيق حقيقي للقرار 1701 ونحن كفرقاء على الأرض سنواكب وندعم وسنكون عين ساهرة لتطبيق خطاب القسم ومهام الدولة". 

وأكد ان التواصل لم ينقطع يوما مع تيار المردة وهناك احترام متبادل وتقدير لصراحة سليمان فرنجية وطوني فرنجية لديه أداء جيد ويفهم بملفاته وقد نلتقي على الكثير من الملفات الاقتصادية". 

وعن تشكيل الحكومة، رأى داغر ان قوة الدفع الدولية الموجودة ستسرّع استحقاق تشكيل الحكومة وقال:"في كل الاجتماعات والمفاوضات لم يناقش أحد موضوع رئاسة الحكومة لان موضوع رئاسة الجمهورية كان صعبا ولان نوعية الرئيس ستحدد المراحل" مشيرا الى ان الحكومة المقبلة ستكون تأسيسية للصفحة الجديدة وسيكون هناك جهد وعمل لانتاج حكومة نظيفة اصلاحية سيادية، حكومة كفاءات بعيدة عن المحاصصة .

وعن رئاسة الحكومة، أكد انه سيكون هناك نقاش اولا داخل المكتب السياسي الكتائبي ثم مع الحلفاء كما مع رئيس الجمهورية لاننا لا نريد الاتيان بمن يكبّله.

أضاف:"نعمل بإطار المعارضة ولدينا حلفاء ويجب ان نأخذ بعين الاعتبار القدرة على الايصال وطالما اننا مقتنعون بالعهد سنرى مع من يرتاح والموضوع سيناقش في المكتب السياسي الكتائبي وتطرح الأسماء والى اليوم لا اسم لدينا".

وتابع داغر:"رح نشيل نحط ونغيّر وكل ما كان يحصل في السابق يستحق جائرة لأسوأ حوكمة في العالم وسوء ادارة في لبنان" لافتا الى ان النقاش يجب أن يأخذ بالاعتبار الكفاءة كمعيار أول ووضع الاشخاص المناسبين في المكان المناسب .

وأكد أننا لن نقفل على أي خيار انما نريد نجاح العهد ورؤية الرئيس وسنواكبه.
واعتبر ان الاولوية للملفات المالية ويجب على اي وزير مالية أن يضع خطة جدية لكيفية ادارة البلد وإعادة الودائع وكيفية إعادة تكوينها .

وسأل:"الرئيس تحدث عن مداورة في الوزارات فما يمنع ان يكون وزير المال شيعيا او مسيحيا او سنيا؟".

وعن ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"، قال داغر:"لن نتكلم بالثلاثية في البيان الوزاري ولن توضع ولا لزوم للاتفاق على الموضوع والرئيس بالامس كان واضحا لناحية حصرية السلاح بيد الدولة وبرأيي ان حزب الله لن يطلبها وهو أذكى من ذلك وهو يريد ان يدافع عن الجنوب ويحميه والرئيس تعهّد للجميع ان الدولة ستدافع عن لبنان وستعمل على اعادة الاعمار وبمساعدة الدول وحزب الله سمع أمس ما يريده اي الضمانات التي أعطاها الرئيس في خطاب القسم لحماية الجنوب ونريد دولة تحمي الجنوب ويكون خالياً من الجيش الاسرائيلي وهذا ما ستقوم به الدولة وسيساعدنا به أصدقاء لبنان من الخليج الى اميركا ".

وجدد التأكيد ان حزب الله لم يحمِ لا لبنان ولا قياداته ولا مسؤوليه ولا مجتمعه والضاحية والجنوب فهل نعيد الكرّة؟ مؤكدا اننا لا نريد ان نعدّ شهداء انما نجاحات والطائفة الشيعية كبرت وفيها أصحاب كفاءات ووجودها ومستقبلها غير مرتبطين بالسلاح الذي سيقضي عليها. 

وقال:"يكفي حرب وعندما تهجم علينا اسرائيل فليدافع المجتمع الدولي والجيش وكل لبنان كما ان لدينا اليوم حماية دولية ".

وعن العلاقة مع سوريا الجديدة، أكد داغر أنما نسمعه من الادارة السورية الحالية مشجّع ونريد احترام سيادة لبنان مع علاقات حسن جوار وكل بلد يقرر من يحكمه والامر ليس شأننا ومشكلتنا مع النظام السوري السابق الذي اعتبر لبنان غلطة تاريخية .

وقال:"نطالب بعلاقات سوية ومصالح إقتصادية مشتركة وعلاقات حسن جوار ونتعاطى مع سوريا كدولة صديقة، وواقعياً المؤشرات الحالية صحية ومشجعة ولنعط الامور وقتها" معتبرا ان ملف المفقودين اللبنانيين في سوريا أكبر وصمة عار بتاريخ الجمهورية .

وعن اللامركزية، ذكّر داغر ان الكتائب سبق وقدّم مشروع قانون حول اللامركزية الذي هو بصلب الطائف ونظام يؤمّن الحقوق للجميع ويلغي الفساد في البلد ولا علاقة له بتقسيم الطوائف".
 
وختم داغر بالقول:"ان تكون تركيبة في لبنان يرتاح لها الخليج سينعكس ايجابا على كل شيء في لبنان وأبشّر اننا قادمون على أيام أفضل وتعود السياحة والمغتربون وسنبني المؤسسات والكابوس انتهى ونحن في صفحة جديدة ويجب ان تكون المعنويات عالية".