داغر: مبدأ النصر عند محور الممانعة لا يمكن لاحد فهمه وحزب الله سيسلم ما تبقى من سلاحه

رأى أمين عام حزب الكتائب سيرج داغر أن الحرب الايرانية – الاسرائيلية ملف لبناني داخلي خصوصًا وأن حياة اللبنانيين مرتبطة بكل ما حصل في الاقليم منذ عام حتى اليوم وهي تعتبر من الامور الداخلية في لبنان، لافتًا الى أن الاتفاق المفاجئ الذي أعلن عنه الرئيس الاميركي دونالد ترامب فاجأ الاسرائيليين والايرانيين على حد سواء.

داغر وفي حديث عبر "RedTv"، أشار الى أن هناك صفقة مفروضة ومشروطة أبقت النظام الايراني على قيد الحياة من جهة، ومن جهة أخرى ضُرب البرنامج النووي الايراني بحسب رغبة إسرائيل، معتبرًا أن الرئيس بنيامين نتانياهو أنهى مجموعة من المخاطر كانت تحاصر إسرائيل تبدأ من حزب الله لتصل الى الحوثيين مرورًا بالعراق وإيران فما حصل في 8 أشهر كان تاريخيًا سيغيّر وجه الشرق الاوسط وأنهى طموح إيران بالبرنامج النووي بالكامل.

وعن الانتصار الذي أعلنت عنه إيران، قال:" انتصارهم تحصيل حاصل، فهذا المحور من المدرسة نفسها حزب الله انتصر، ايران انتصرت، الحوثيون انتصروا، مبدأ النصر عند محور الممانعة لا يمكن لاحد فهمه، هم يعتبرون أن بقاء النظام هو انتصار بحد ذاته، ومثال على ذلك حزب الله الذي يعتبر نفسه منتصرًا بعد تدمير الجنوب وسقوط الضحايا والجرحى ومقتل قادة المقاومة".

وتابع:" خلال العام الماضي الايرانيون كانوا يقولون أنهم يسيطرون على 4 عواصم عربية وقاب قوسين من السلاح النووي وسيزيلون إسرائيل من الوجود وكل هذا انتهى في 8 أشهر، الجميع من محور الممانعة يتكل على ترامب رئيس جمهورية العالم والجيش الاسرائيلي يتكل على قوة وسلاح ودعم  الاميركيين وعلى إيران شكر ترامب على دعمه لها أكثر من محور المقاومة في آخر 40 عامًا".

وعن سحب سلاح حزب الله، قال:" حزب الله سيسلم ما تبقى من سلاحه وهو يسلمه اليوم أما الجزء الاكبر تم ضربه وبقي القليل والجيش اللبناني استلم أكثر من 500 مركز في الجنوب وإذا قررت فرقة الرضوان إعادة بناء نفسها لا يمكنها القيام بشيء، لذلك يجب وضع مهلة محددة سريعة لسحب السلاح ونحن خلف الدولة اللبنانية ويجب الاستفادة من الظرف الحالي والحرب على ايران غير القادرة اليوم على القيام بدورها السابق في المنطقة وأكبر إنجاز يمكنها الوصول اليه هو البقاء على قيد الحياة، وبالتالي على الدولة اللبنانية أن تقوم واجبها وهي تضع خارطة طريق مع الاميركيين للاسراع في سحب السلاح لنفكر كيف نعيش سويًا في المستقبل، رئيس حزب الكتائب تحدث عن مؤتمر المصارحة والمصالحة وكان واضحًا عندما قال أن سلاح حزب الله ليس جزءًا من النقاش إذ أن الحديث سيكون عن بناء الدولة وطرق تطوير النظام اللبناني، في حين أن أول من ألغى سلاح حزب الله هو الرئيس نبيه بري عندما وقّع على اتفاقية وقف إطلاق النار التي تلغي سلاح الحزب، والتي تقول بسحب السلاح ابتداءً من جنوب الليطاني".

وتابع:" من أتى بالاحتلال الى النقاط الخمس في الجنوب هو حزب الله بعد قراره بالدخول الى حرب الاسناد، لم أكن أتمنى أن أرى هذا المشهد في الجنوب نحن حريصون على الجنوب وعلى أهله وعلى قراه أما هم غير حريصين ودمروا الجنوب وأتوا بإسرائيل الى الجنوب من أجل إيران، أين كانت الصواريخ الايرانية التي تم اطلاقها على اسرائيل خلال الحرب على الجنوب وعندما اغتيل حسن نصرالله؟ أهل الجنوب يُعانون وقد بات كثير منهم بلا بيوت فأين حزب الله؟ أين القرض الحسن؟ أين أبناء مسؤولي الحزب الذين أصبحوا من أصحاب الملايين من تجارة الكبتاغون؟ الناس لا يرون أي نتائج ممن يدّعي الحرص على الجنوب والذي أدخله في حرب من أجل غزة".

وأضاف: " إيران تستغل اللبنانيين والحوثيين والعراقيين والفلسطينيين النظام الفارسي يتاجر بدمائنا جميعًا."

وأوضح داغر أنّ قبل 10 أيام فقط حين بدأ القصف الاسرائيلي على ايران بدأ الحديث عن السلام مع إسرائيل لم يضحّوا بنقطة دم خصوصًا وأن اسرائيل لا تقصف المناطق المأهولة، سائلا:" ماذا عن كرامة الجنوب وأهله؟ أين هو الحرص؟".

وقال: " لا يمكن لحزب الله التمرّد على إيران لأنه جزء من الحرس الثوري الايراني لذلك على الشعب اللبناني أن يتمرّد على هذا الحزب وعلى إيران، فما رأيناه كان معيبًا، والتظاهرات المتضامنة في بيروت كانت تبدأ بمليون شخص ثم تراجعت إلى 500 ألف ثم 50  ألف واليوم نرى 200 على دراجات نارية فقط."

وتابع: "كفانا شعارات دعونا نواجه الحقيقة حزب الله لم يعد حامي الجنوب بل أصبح عبئًا عليه نحن نريد بلدًا نريد وظائف نريد أن يعود أولادنا إلى بيوتهم نريد سياحة وحضارة وأن نبني أفضل اقتصاد في المنطقة".

وإذ أكّد أنّ اللعبة الإقليمية انتهت، قال:" لقد استخدمنا من قبل الإيرانيين كما استخدمنا من قبل النظام السوري واستخدم الفلسطينيون قبلنا، لكننا اليوم فهمنا اللعبة وحان وقت العودة إلى مشروعنا اللبناني نريد أن يكون الجنوب وجهة سياحية وتعليمية واقتصادية ونريد مشاريع وقوانين ودولة تحمينا كلنا ولا نريد شعارات على طريق المطار ولا لافتات تهديد، نريد دولة حقيقية جيش موحد وسلام نختاره نحن لا يفرضه أحد علينا."

وقال: " من 30 سنة ونحن ننصح الجميع بأن لا خيار إلا بأن نثق ببعضنا لنعيد بناء هذا الوطن معًا ولنجعل القرار يعود إلى يدنا ولا يمكن أن أفرح اذا استهدف لبناني واحد ويجب على حزب الله تسليم سلاحه."

وعن عودة اللافتات الى طريق المطار قال: " أفضل الا يكون هناك اي صورة لاي مسؤول ولكن اقبل بصورة مسؤول لبناني إلا خامنئي لانه لا ينتمي لنا ولا ننتمي له."

وردًا على سؤال، قال داغر:" لست سعيدًا بالواقع الذي وصل إليه حزب الله اليوم، ولكن نحن منذ ثلاثين عامًا نقدم النصح للحزب ونؤكد لهم أننا نريد أن نعيش معاً ونبني لبنان معاً ونطلب منهم تسليم السلاح للدولة وألا يدخلوا لبنان في مغامرات تؤدي الى استهداف البلد، ولكن النصح لم يجد نفعاً، ونحن ندرك تماماً أن إسرائيل دولة معادية والمنتسبين الى حزب الله هم لبنانيون قبل كل شي ولا يمكننا أن نفرح باستهداف أي حزب لبناني، كنا نتمنى بدلًا من أن يتعرض الحزب للقصف أن يسلم سلاحه للدولة اللبنانية ولكنه لم يقبل، وأصر أن تأتي إسرائيل وتدمر هذا السلاح وهذا القرار اتخذه حزب الله بنفسه، نحن كنا نريد بناء البلد معه وأن يسلم سلاحه للجيش اللبناني الذي هو الضمانة للجميع وعندها كان من الممكن أن تحل المشكلة داخلياً وبين اللبنانيين وحدهم ولكن حزب الله أصر بتصرفه أن نتلقى الضربات من اسرائيل وأن يدمر الجنوب ويموت آلاف اللبنانيين ومنهم  3 آلاف شاب قتلوا أو فقدوا بصرهم وأطرافهم بتفجير البيجر هم لبنانيون أيضًا ولهم أهل وأبناء وعائلة وليسوا أرقاماً وليسوا "فداء لأحد" ولا يحق لأحد التفريط بحياتهم، كما لا يحق لحزب الله أن يقرر تدمير الجنوب بهذه الطريقة فالحرب أدت الى مسح قرى مثل يارون وعلما الشعب وهي بالنسبة لنا بلدات لبنانية وتعني لنا".

وعن إمكانية مناقشة سلاح حزب الله في جلسة لمجلس الوزراء ، أكد أن حزب الكتائب يعتبر أن مسألة سلاح حزب الله من مهام رئيس الجمهورية الذي أخذ الملف على عاتقه، مضيفًا:" لدينا ملء الثقة بحسن إدارته للملف، لديه أسلوبه وربما لديه معطيات لا علم لنا فيها ولكن ما لا شك فيه أن الرئيس حريص على تسليم السلاح وقد ناقشنا معه هذا الموضوع، وسيتم  تسليمه ولكن لا نعرف بأي طريقة ولكن قد يتحدث رئيس الجمهورية مع الأميركيين ويضع مسارًا معينًا لذلك، والحكومة اللبنانية جاهزة لمناقشة موضوع السلاح ولا يوجد أي وزير داخل الحكومة معترض على تسليم السلاح وحصره بالدولة اللبنانية وموقف الحكومة الرسمي واضح".

وعن الرسائل التحذيرية التي وصلت الى لبنان بإمكانية شن حرب ثانية في شمال الليطاني  قال: " كل شي وارد ولكن الأهم تجنيب لبنان هذه الحرب عن طريق تسليم السلاح وفي حال كان لاسرائيل أطماع في لبنان سوف يواجهها الجيش اللبناني وإذا كان عاجزاً عن ذلك يدعو الى "التعبئة العامة" وعندها يأتي كل اللبنانيين من كل المناطق والطوائف للدفاع عن لبنان لأنه يصبح واجبهم دون حصر المقاومة بجهة معينة، حزب الله قمع غيره من الأحزاب المقاومة لاسرائيل معتبراً أن له الحق الحصري بالمقاومة، اسرائيل ستنسحب من لبنان وسوف نقف بوجه كل من يعتدي على لبنان كما فعلنا عبر التاريخ ونحن حاليا خلف الدولة التي وقعت على القرار1701  والتي تفاوض وحين تستدعينا الدولة لمقاومة اسرائيل نحن جاهزون ولكن نحن لا نأخذ الأوامر من حزب الله".

أما عن التطبيع بين لبنان وإسرائيل، لفت الى أن هناك اتفاقية هدنة تنظم علاقة لبنان بإسرائيل، مضيفًا:" نحن جزء من العالم العربي والقمة العربية التي عقدت في بيروت عالجت موضوع السلام في المنطقة وسميت حينها "مبادرة بيروت للسلام" والتي من شروطها حل الدوليتين، عدم الابقاء على المواضيع الخلافية وفي هذه الحالة نحن لسنا مع التطبيع ولكن مع "المبادرة العربية للسلام" وبانتظار أن يتم كل ذلك نحن مع "اتفاقية الهدنة" وفي حال وقعت جميع الدول العربية على السلام لا نستطيع أن نأخذ نحن في لبنان قراراً مختلفاً".

وردًا على سؤال، طلب داغر من عائلات الضحايا والذين سقطوا بالحرب وبتفجيرات البيجر أن يحاسبوا من جرهم الى هذه النتيجة، مضيفًا:" نحن منذ سنوات نرفع الصوت عنكم رغم كل الاساءة التي نتعرض لها خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لحزب الله، نحن ندافع منذ سنوات عن حق بيئة حزب الله بالحياة والسلام والاستقرار والازدهار والطائفة الشيعية لن تعود الى الوراء لأن أبناءها تعلموا ودرسوا في افضل الجامعات وأسسوا المعامل والصناعات ويهمهم الاقتصاد والازهار وما يعيدها الى الوراء هو السلاح وليس بقية اللبنانيين".

وقال:" نحن نربي أولادنا "بالسراج والفتيل" ثم يُقتلون لأنهم مؤمنون أنهم يدافعون عن لبنان لأن هناك من يُقنعهم أن التضامن مع غزة هو حماية للبنان ولكن فعليًا لبنان يُدمّر والمطلوب وعي داخل الطائفة الشيعية نحن نستطيع أن نتكلم وننصح ونمد يدنا لنستقبل ولكن المشكلة هناك، أنا متضامن معهم ولكن مشكلتهم ليست معي إنما مع حزب الله."

وأضاف:" لا إعادة إعمار ولن يكون هناك إعادة إعمار إلا إذا سلك لبنان المسار المعروف ولدينا الخيار إما أن نبقى فوق بيوتنا المهدّمة أو نسير مع هذا المسار، والموضوع ليس مشروط بالسلام بل بالمسار فلا تقدم بوجود السلاح ولا بلد بوجود سلاح لا اقتصاد لا دعم لا مطار لا قرى".

وردًا على سؤال، قال:" لم يقل لنا أحد ماذا يريد الاميركيين وإذا مطلبهم تسليم سلاح الحزب فهذا مطلبنا وكذلك الإصلاح ومطلبنا وقف السرقة ومطلبنا الكفاءة وبالتالي هذه الامور ليست مفروضة علينا لانها أصلا مطلبنا، نحن لم نخضع لأحد فاغتالونا وقتلونا ودخلوا الى مناطقنا واحتلوا بيروت وقتلوا لقمان سليم وقتلوا بيار الجميّل ولم نخضع".

وعن التشكيلات القضائية، أكد أن الهدف هو حسن سير الدولة وهي ليست معركة سياسية، مشيرًا الى أن وزير العدل عادل نصار مؤتمن على التشكيلات ولا يستقيل إنما هو من يطرح اسم القاضي، مضيفًا:" نحن على يقين أن الرئيس بري حريص على ذلك أما بالنسبة للقاضي زاهر حمادة فليس هناك رفض شخصي وإنما اختيار الأمثل لكل منصب، ولبنان سيفوز بالنهاية والكفاءة، فمن ساواك بنفسك ما ظلمك!"

وعن الانتخابات النبايبة المقبلة، أشار الى أن حزب الكتائب موجود في كل المناطق وسيكون لديه ترشيحات بجزء كبير منها ومروحة التحالفات مفتوحة على كل من يشبهنا، مضيفًا:" السياسة ليست علاقات شخصية انما مواقف معينة في مرحلة معينة، هناك افرقاء نتعاطى معهم نحن قريبون من رئيسيّ الجمهورية والحكومة، العلاقة مع القوات والكثير من التغييريين والمستقلين جيّدة".

وعن العلاقة مع القوات بعد الانتخابات البلدية، قال:" العلاقة جيدة وتحالفنا معهم في العديد من المناطق، تنافسنا في زحلة والقوات فازت والقيادة المحلية في زحلة أداءها كان سيئا في فترة المفاوضات وخلال الانتخابات وبعدها".

وعن التلاسن بين النائبين سليم الصايغ وجورج عقيص، قال: "د. سليم الصايغ لبق جدا لكن النائب عقيص كان لديه بعض الفوقية في زحلة تجاه الكتائبيين حملة القوات الانتخابية كانت جيدة ولكن من كان مقصودًا بعبارة " عزحلة ما بيفوتوا"؟ أما اليوم فالقلوب صافية بين القوات والكتائب."

وعن انتخابات اتحاد بلديات المتن، قال:" أشك بأن يكون للقوات علاقة بالنتائج، لدى رؤساء البلديات حساباتهم الخاصة وبعضهم أسوأ من السياسيين لديهم ملفاتهم ومصالحهم".

وأشار الى أنّ تحالف البلديات لا يشبه التحالف السياسي، مضيفًا:" في البلديات نتحدث عن الإنارة والتزفت والرخص وليس عن السلاح والتموضع الاستراتيجي وبالتالي يمكن ان نكون بتحالف في البلدية مع من لا نتفق معه سياسيًا ومفهوم المناصفة مهم والمحافظة عليه صعب، وما حصل أن النقاشات في بيروت الاولى أدت الى الاتفاق على 12 عضوا وفي بيروت الثانية تم التوصل الى 12 عضوا".

وعن الانتخابات المقبلة، أوضح أنّ حزب الكتائب سيتواجد في المتن كسروان جبيل البترون الكورة شوف عاليه جزين بعبدا زحلة بشرّي وغيرها، مضيفًا:" في بنت جبيل كنا داعمين أساسيين لمرشحين مثل فراس حمدان ونحن لاعب أساسي في كل هذه البلدات".

وأشار الى  أنّ الكتائب موجودة في كل لبنان ولدينا قسم في وادي خالد وهو فعال، الكتائب لم يكن هاجسه برلماني وفي السبعينات كانت المنطقة الشرقية كلها كتائب وكان لدينا 7 نواب، وحجم الكتائب من حجم لبنان.

وأضاف: "تمثيلنا النيابي أقل من وجودنا الفعلي ولكن نحن لا نحتاج إلى كتلة كبيرة لنهزّ البلد خطاب نائب واحد مثل سامي الجميّل يهزّ المجلس أكثر من عشرين نائبا نائمين ونحن ليس لدينا عقدة عدد نحن مشروع وسنعمل على تكبير كتلتنا."