داوود رمال المعتدى عليه في بلدته...ماذا طلب من السيستاني؟

تعرّض الزميل الإعلامي داوود رمال للضرب خلال زيارته ضريح والدته ووالده في بلدته الدوير جنوبي لبنان من قبل عناصر تابعة لـ"حزب الله".

واتصل وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري بالزميل رمال متضامنا، ومستفسرا عن ملابسات الاعتداء الذي تعرض له اليوم في بلدته الدوير.

وأكد المكاري ان وزارة الإعلام ستتابع مآل الادعاء الذي سيتقدم به الزميل رمال أمام القضاء المختص ضد المعتدين، "وسنلاحق الأمر لدى النيابة العامة حتى خواتيمه".

يذكر أن رمال وجه أخيراً رسالة الى المرجع السيد علي السيستاني طالبه فيها بتحرير الطائفة الشيعية في لبنان من أي تبعية اقليمية وربطها بالمرجعية النجفية العربية، وإعادة بناء العلاقات بين الشيعة اللبنانيين والدول العربية، من خلال فتح قنوات الحوار والتعاون.

وجاء في رسالته: "في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشيعة في لبنان، نتيجة الحرب الإسرائيلية العدوانية المستمرة، والتي لا تفرّق بين طفل وشيخ، ولا بين بيت ومدرسة أو مستشفى، نتوجه إليكم حاملين صوت الألم والأمل، وعاكفين على باب مرجعيتكم الحكيمة، التي لطالما كانت الملاذ الأخير للمستضعفين وحصناً للإسلام الأصيل.

لقد أصبحت الطائفة الشيعية في لبنان، التي كانت يوماً منارة علم ووعي وقوة مبدئية، تواجه اليوم أزمة وجودية عميقة. هذه الأزمة لا تقتصر على المجازر التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي فقط، بل تمتد إلى معاناة داخلية فرضتها سياسات الهيمنة الإقليمية. إن الهيمنة الإيرانية التي جعلت من الشيعة في لبنان أداة لتحقيق أجندات قومية خاصة، قد ألحقت ضرراً بالغاً بهويتهم الأصيلة، وأثقلت كاهلهم بمواقف سياسية أضرت بعلاقتهم بأشقائهم العرب، وأدت إلى عزلهم عن عمقهم الطبيعي في العالم العربي.

سماحة السيد،

نحن أمام مرحلة فارقة تحتاج إلى حكمتكم ورؤيتكم الشاملة. لذلك، نرفع إليكم هذا النداء العاجل لطرح مشروع حل شامل يهدف إلى:

تحرير الطائفة الشيعية في لبنان من أي تبعية إقليمية، وإعادة ربطها بالمشروع العربي النجفي، المشروع الذي كان الشيعة اللبنانيون تاريخياً من رواده وأعلامه. إن هذا التحول لن يحفظ فقط كرامتهم واستقلالية قرارهم، بل سيعيد بناء الثقة مع أشقائهم في المنطقة العربية، ويعزز مكانتهم كجزء أصيل من الأمة الإسلامية.
إطلاق مشروع شامل لإعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية العدوانية، يكون بقيادة عربية وبإشراف مباشر من مرجعية النجف الأشرف. هذا المشروع يجب أن يضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها بعيداً من المحاصصة السياسية والفساد الذي حرم الأغلبية المستضعفة من حقوقها الأساسية، مما عزز الفجوة بين الطائفة وقياداتها.
إعادة بناء العلاقات بين الشيعة اللبنانيين والدول العربية، من خلال فتح قنوات الحوار والتعاون، بما يمكّن الشيعة من استعادة دورهم الطبيعي كجزء أساسي من النسيج العربي والإسلامي. إن هذا الهدف يتطلب دعماً مستمراً لإعادة صياغة هوية الطائفة بما يتلاءم مع مبادئ العروبة والتعددية التي قامت عليها النجف تاريخياً.
سماحة السيد،

نحن على يقين أن حكمتكم ونظرتكم البعيدة ستجعلان من هذا المشروع واقعاً ملموساً. إن الطائفة اليوم بحاجة ماسة إلى مشروع يعيد لها التوازن والاستقرار، ويفتح أمامها أبواب المستقبل بعيداً من الحسابات الضيقة والصراعات العبثية التي استنزفت طاقاتها.نناشد سماحتكم أن تكون مرجعية النجف الأشرف صمام الأمان الذي يحفظ حقوق الطائفة الشيعية في لبنان ويعيد لها دورها الرائد في محيطها العربي والإسلامي".