المصدر: الحرة
الخميس 6 نيسان 2023 02:40:58
توصلت دراسة حديثة نُشرت، الأربعاء، ونقلتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إلى أن معدل تراجع أجزاء من الغطاء الجليدي الهائل الذي يغطي أوراسيا الأخير وصل إلى 2000 قدم في اليوم في نهاية العصر الجليدي، ويعد هذا الأسرع قياسا حتى الآن، وبذلك يخالف الاعتقاد السابق للعلماء بوجود حدود قصوى لسرعة تراجع الغطاء الجليدي.
ووفقا للصحيفة، هذا اكتشاف قد يلقي الضوء على مدى سرعة ذوبان الجليد في جرينلاند والقارة القطبية الجنوبية ورفع مستويات سطح البحر العالمية، ما يفاقم أزمة الاحترار العالمي التي يشهدها الكوكب حاليا.
ويراقب العلماء معدلات تراجع الغطاء الجليدي لدراسة ظاهرة ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل أفضل، وفقا للصحيفة.
وفقدت القارة القطبية الجنوبية وجرينلاند أكثر من 6.4 تريليون طن من الجليد، منذ تسعينيات القرن الماضي، بحسب "واشنطن بوست"، التي أوضحت أن هذا أدى إلى ارتفاع مستويات البحار العالمية بما لا يقل عن 0.7 بوصة (17.8 ملم). ويعد الغطاءان الجليديان معًا مسئولين عن أكثر من ثلث إجمالي ارتفاع مستوى سطح البحر.
وذكرت الدراسة أن التراجع السريع الموجود على الغطاء الجليدي الأوراسي يفوق بكثير الأنهار الجليدية، التي تمت دراستها في القارة القطبية الجنوبية، والتي تم قياس تراجعها بسرعة 160 قدمًا في اليوم.
وشرحت الدراسة عملية تراجع الغطاء الجليدي، موضحة أنه بمجرد أن يتراجع الجليد نحو الأرض، فإنه يبتعد عن قاع البحر ويبدأ في الطفو، ما يسمح له بالتدفق بشكل أسرع ويزيد من المساهمة في ارتفاع مستوى سطح البحر.
وإذا كانت درجات حرارة الهواء والمحيطات حول القارة القطبية الجنوبية سترتفع كما هو متوقع وتتطابق مع تلك الموجودة في نهاية العصر الجليدي الأخير، يقول الباحثون إن الجليد الذي يتراجع مئات الأقدام في اليوم يمكن أن يؤدي إلى انهيار الأنهار الجليدية الحديثة في وقت أقرب مما كان يعتقد سابقًا. وقد يكون ذلك مدمرا لمستويات البحار العالمية.
ونقلت "واشنطن بوست" عن المؤلفة الرئيسية للدراسة، كريستين باتشلور، قولها إنه إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع، فقد يكون الجليد قد ذاب ويُخفف من أعلى ومن أسفل أيضًا، مثلما حدث قبالة النرويج بعد التجلد الأخير".
وفي الدراسة الجديدة، حللت باتشيلور وزملاؤها طبقات سابقة من مجاري جليديين رئيسيين عبر الجرف الجليدي القاري النرويجي يعود تاريخهما إلى ما بين 15000 إلى 19000 عام. وباستخدام الصور، قام الفريق بحساب معدلات التراجع من خلال دراسة أنماط التلال الشبيهة بالموجات على طول قاع البحر. وحددوا أن أنماط التلال المنتظمة ربما تكون قد تم إنشاؤها حين ارتدت واجهة النهر الجليدي على قاع البحر من عمليات المد والجزر اليومية. ورسم الفريق خريطة التباعد بين أكثر من 7000 حافة لحساب معدل التراجع.
وجد الفريق أن معدلات التراجع تتراوح من 180 إلى 2000 قدم في اليوم. واستمرت المعدلات القصوى فقط على مقياس من أيام إلى شهور وربما لا يمكن أن تستمر لفترة أطول. وقالت باتشلور إنه إذا تراجع الغطاء الجليدي بحوالي 600 متر يوميًا لمدة عام، فمن المحتمل ألا يتبقى أي جليد على الأرض إطلاقا.
ومن جانبها، ذكرت الأمم المتحدة على موقعها الرسمي، في فبراير الماضي، أن "ارتفاع مستوى سطح البحر يسبب العديد من المشكلات بالنسبة لمئات ملايين الأشخاص الذين يعيشون في الدول الجزرية الصغيرة النامية وغيرها من المناطق الساحلية المنخفضة حول العالم. ويهدد ارتفاع منسوب مياه البحار الأرواح والوصول إلى المياه والغذاء والرعاية الصحية".
وذكرت الأمم المتحدة أن المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر ارتفع منذ عام 1900 بشكل أسرع من أي قرن سابق خلال الثلاثة آلاف عام الماضية. وارتفعت درجة حرارة المحيطات العالمية خلال القرن الماضي بشكل أسرع من أي وقت مضى خلال الأحد عشر ألف سنة الماضية.
وفي غضون ذلك، أوضحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أنه، "حتى وإن اقتصر ارتفاع درجة الحرارة العالمية على 1.5 درجة مئوية، فسيظل هناك ارتفاع كبير في مستوى سطح البحر. وإذا ارتفعت درجات الحرارة بمقدار درجتين، فسيتضاعف ارتفاع مستوى سطح البحر، ومع زيادة درجات الحرارة بشكل أكبر سيؤدي ذلك إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل هائل"، وفقا للأمم المتحدة.
وحذرت الأمم المتحدة من أن دولا مثل بنغلاديش والصين والهند وهولندا كلها في خطر في ظل أي من هذه السيناريوهات، بحسب الأمم المتحدة.
وستواجه المدن الكبرى في كل قارة تداعيات خطيرة، بما في ذلك لاغوس ومابوتو وبانكوك ودكا وجاكرتا ومومباي وشنغهاي وكوبنهاغن ولندن ولوس أنجلوس ونيويورك وبوينس آيريس وسانتياغو، وفقا للأمم المتحدة.
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى أن الخطر سيكون حادا بشكل خاص بالنسبة لما يقرب من 900 مليون شخص يعيشون في المناطق الساحلية على ارتفاعات منخفضة، أي شخص واحد من بين كل عشرة أشخاص يعيشون على وجه الأرض.