دريان في رسالة رمضان: الحكومة في مرحلة اختبار لتثبت أن الدولة وحدها صاحبة القرارات على أراضيها

أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالة الى اللبنانيين بمناسبة شهر رمضان المبارك أن الأمل يتجدد في كل مكان والحمد لله، وقال: "ها نحن نشهد بعد سنوات الأزمات والحروب، وتعطل مقتضيات الأمن والدستور، ومحن العيش، نعمة انتخاب رئيس جديد للبلاد، رئيس واعد ، وإنجاز تشكيل الحكومة ، وبشرى بأن تنتهي أزمنة الحيرة بين الدولة واللادولة، وبين الهدن والحروب، وبين الاستقرار والاضطراب."

أضاف: "نعم، كان لا بد من بداية جديدة، وقد تراكمت التوترات والإعاقات، حتى كاد الناس ييأسون، لولا رحمة الله والأمل فيها. لا مخرج بعد الليل الطويل، إلا بانبثاق الفجر الساطع، الذي يضع الفرق بين الليل والنهار. نحن نعرف أن الصعوبات كبيرة وكثيرة. لكن وعد الانفراج والإنقاذ في انتخاب الرئيس، وخطاب القسم، يحمل معه عشرات السبل التي تنفتح للبلاد والعباد، من خلال السلام بالجنوب، وأمل استعادة الدولة سلطتها على أرضها، والعودة للعرب، وللعلاقات الطبيعية مع العالم."

وتابع دريان: "واليوم، بعد أن نالت الحكومة ثقة المجلس النيابي، هي في مرحلة متابعة واختبار، لتثبت للرأي العام اللبناني والعربي، وحتى الدولي، أن الدولة اللبنانية هي وحدها صاحبة القرارات على أراضيها، وهي وحدها في صياغتها للعلاقات بينها وبين الأشقاء العرب، وبقية الأصدقاء ، وفي هذه المناسبة ، ندعو إلى الالتزام، والحفاظ على القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية، التي نص عليها الدستور اللبناني في فقرته التاسعة، لأن الأوطان لا تبنى بالأفكار المستوردة والغريبة عن قيمنا التي نعتز بها، وإنما بثقافة الشعب وتنوعه الديني، والأمة التي ينتمي إليها الوطن، وأي تغيير أو تعديل، من دون الأخذ بعين الاعتبار، خصوصية رسالة لبنان، ودوره الحضاري، في العيش المشترك بين أتباع الشرائع ، التي أنزلها الله، كي لا ينعكس سلبا على المسيرة الوطنية، التي نأمل جميعا أنها مسيرة خير وسلام، وإنماء وازدهار للشعب اللبناني بكل فئاته."

واعتبر أن محنة لبنان الكبرى، اضطراره كل عقد أو عقدين لإعادة الإعمار. ولدينا عشرات ألوف المواطنين، الذين فقدوا أعزاءهم أو منازلهم وقراهم، مؤكدًا ألا إعمار بدون إصلاح، ليس بسبب مشكلة الموارد فقط، بل ولأن الإصلاح هو ضمانة استتباب الإعمار والعمران وبقائه، فقد رأينا كيف أقبل الفساد خلال عقدين، على تدمير إعمار الرئيس الحريري وعمرانه . مشددًا على أن الإصلاح هو مقدمة الإعمار وقرينه، وبخاصة،  إذا لاحظنا الأولويات في خطاب القسم لفخامة الرئيس."