دعوة "نصرالله" لوقف التهريب غير بريئة.. ريفي وسعَيد: الحزب شريك في الجريمة!

لا تزال الحدود البريّة مع سوريا وكل المعابر "سائبة" إذ لا حسيب ولا رقيب، وفي الأيام الأخيرة تفاقمت عملية دخول النازحين "على عينك يا تاجر" في ظل غياب مدوّ للدولة غير القادرة على ضبط الوضع واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف التهريب، فيما سبق للبريطانيين أن قدّموا أجهزة الكترونية متطورة لكنها أضحت مجرد ألعاب لا تفي بالحاجة باعتبار ان هناك معابر بالجملة والمفرق بينما الحقيقة هي ان لا قرار سياسيا بإمكانه لجم عمليات التهريب، ناهيك عن ان ليس ثمة معطى إقليمي ودولي للمساعدة وتأمين الغطاء اللازم لهذه المسألة التي بدأت تهدد أمن لبنان على غير مستوى وصعيد.

في هذا الإطار، لفت كلام البعض ربطاً بفلتان الحدود، عن الطلب من "حزب الله" المساعدة باعتباره القادر والمعني ولديه كل الوسائل والإمكانات ليكون من يتولى زمام هذه المسؤولية، ما أثار الدهشة والريبة في آن باعتباره طرفاً وليس قوة شرعية تتدخل وتلجم عمليات التهريب. ويُنقل عن كبار المتابعين لمسألة التهريب وتدفق النازحين أن الوضع يتفاقم وسيزداد سوءاً، وقد تحوّل الى كرة ثلج، والخيار المتاح هو الشروع في حوار بين الحكومتين اللبنانية والسورية، مع التذكير بحجم الخلافات داخل الحكومة، وثمة اشتباك سياسي حصل على هذه الخلفية، وفي الخلاصة ترى المصادر المواكبة أن موضوع الحدود والنازحين هو قرار خارجي، وراهناً ثمة "قبّة باط" من الجهات الفاعلة شرقاً وغرباً، والبلد سيدفع أثماناً باهظة على غرار ما حصل ابان نكبة فلسطين العام 1948 والتاريخ يعيد نفسه وبأشكال أكثر خطورة.

في السياق، يقول النائب أشرف ريفي لـــ"النهار"، ومن خلفية أمنية وسياسية، إن ما يُثار عن الطلب من "حزب الله" المساعدة بضبط الحدود، "كلام مردود لأنه يزيد الطين بلّة ويحمل نيات مبيتة، فهذا الحزب شريك في الجريمة والتهريب وقاتل في سوريا ولبنان والعراق واليمن، فهل يعقل أن يعمل على مؤازرة الدولة اللبنانية وهو الذي بنى دويلته ومؤسساتها ومرافقها ومن أوصلنا الى هذه الحال المزرية، فالجيش اللبناني وحده الى جانب المؤسسات الأمنية من يحفظ أمن الحدود لا الحزب الذي ينفّذ أوامر إيران في لبنان والمنطقة ومن كانت له اليد الطولى في تهجير السوريين. لذا ما قيل حول طلب مساعدته انما يندرج في سياق خلفيات خطيرة لتكريس واقع أنه الآمر والناهي ومن يقبض الأثمان على حساب الدولة والناس، وبات اليوم مكشوفاً ويسعى لإظهار قدراته على المساعدة أمام الاستحقاقات الدستورية والسياسية وموضوع النازحين".

بدوره، النائب السابق فارس سعيد، يُبدي استغرابه واستهجانه لطرح طلب مساعدة "حزب الله" في ضبط الحدود ولجم عمليات التهريب ودخول النازحين السوريين، ويسأل: "لماذا لم يقم حزب الله من البداية بمنع التهريب ولجم الدخول غير الشرعي وهو الذي له اليد الطولى ومن يُمسك بالوضع من البقاع الى الشمال والجنوب؟ لذا ما أُثير يحمل الكثير من التأويلات والاستنتاجات غير البريئة على الإطلاق".

ويضيف: "باعتقادي أن دعوة حزب الله لضبط المعابر رسالة واضحة الى المجتمع الدولي بأنه قادر على الإمساك بزمام الأمور ومساعدة الدولة ووقف التهريب بكل أشكاله، وبالتالي وهنا بيت القصيد لينال مراده ويقبض الأثمان دولياً واقليمياً أمام ما يجري في المنطقة من تحولات ومتغيرات، وبالتالي أن يكون معبراً أساسياً لإيران في هذا الإطار ليفعل لها ما تشاء على الساحة اللبنانية ويكون تحصيل الفواتير مشتركاً بالتناغم والتماهي بينهما".

من هذا المنطلق يخلص سعيد معتبراً أن "هذه الدعوة لحزب الله خطيرة جدّا ليتسلم على بياض ما تبقى من الدولة وحدودها ومعابرها بعدما تحولت الى أشلاء، فهو من يوسّع نقطة بيكار دويلته ويحصل على ما يشاء، فيما البلد وناسه يدفعون التكاليف الباهظة على كل المستويات".

أخيراً، يتبدى أن مسألة المعابر والحدود والنازحين وربطاً بالطلب من "حزب الله" ان يتسلمها ويساعد في ضبطها، يؤكد المؤكد أن حل هذه المسائل بات في سوق العرض والطلب اقليمياً ودولياً، والدولة اللبنانية لا حول ولا قوة لها، إزاء صعوبة الإمساك بالمعابر والحدود نظراً لقوى الأمر الواقع، ومن ثم والأهم أن الدول الأوروبية قالت كلمتها أي إبقاء النازحين حيث هم، فكيف لها وللمجتمع الدولي بشكل عام أن يساعدوا في مساندة الحكومة والأجهزة المختصة أمنياً والسيطرة على المعابر والحدّ من عمليات التهريب الآخذة بالتنامي؟