دقّت ساعة الصفر... المغرب والسعودية تستعدان لاستضافة كأس العالم

دقّت ساعة الصفر. البوصلة نحو دولتين عربيتين: المغرب والسعودية. 11 كانون الأول 2024 يوم تاريخي ينتظر الحلم العربي، حين سيعلن الاتحاد الدولي الملف الفائز باستضافة كأسي العالم 2030 و2034، لتبدأ معه رحلة الألف ميل.

لم يعد هدف العرب المشاركة في البطولة العالمية فقط، وإنما التطوّر الكبير في مستوى الكرة، سواء العربية الآسيوية أم الأفريقية، قلب موازين القوة في ما يخصّ الاستضافة، فكانت البداية من قطر، التي نظّمت واحدة من أجمل بطولات كأس العالم في التاريخ.

السعودية ومكاسب عدة
أعلن الاتحاد الدولي للعبة قبل أيام حصول ملف استضافة السعودية لكأس العالم 2034 على تقييم 419.8 من 500، والذي يعدّ أعلى تقييم فنيّ يمنحه عبر التاريخ لملف تم تقديمه لاستضافة الحدث الأهم كروياً.

وتتسلّح السعودية بشعار "معاً ننمو"، الذي كشفت فيه عن خططها لاستضافة البطولة الأهم في عالم كرة القدم في 15 ملعباً موزعة على خمس مدن مضيفة، هي: الرياض، وجدة، والخُبر، وأبها، ونيوم، بالإضافة إلى عشرة مواقع استضافة أخرى.

وتملك الدولة الخليجية بنية تحتية قوية، وبرامج عدة، بإمكانها تعزيز القطاعين السياحي والترفيهي وتقوية حجم الاقتصاد ورفع نسبة الاستثمارات الأجنبية والمحلية، وصولاً إلى الفائدة الاقتصادية عندما تزيد إيرادات الحكومة من وسائل النقل، مثل الطائرات والقطارات وغيرها.

دعم عالمي
وتحظى السعودية بدعم عالمي من نجوم الصف الأول، على رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو، والفرنسي كريم بنزيمة، والبرازيلي نيمار، بالإضافة إلى نجمة كرة المضرب التونسية أُنس جابر.

وبدأت نتائج الدعم والتسويق تظهر بشكل سريع من خلال منتجات سعودية في الأسواق العالمية، مثل قمصان اللاعبين التي تحمل شعارات الأندية، ويرتديها الناس في الأماكن العامة.

ومع مرور السنوات، سيكون حجم الترويج أكبر، مما ينعكس إيجاباً على المشاريع التي ستقوم بها شركات عالمية، سواء في بناء الملاعب أم في المنشآت الأخرى؛ ويعني ذلك تنشيط الحركة الاقتصادية في مختلف المجالات (بيع، شراء، إيجار وغير ذلك)، حتى أن دخول شركات السياحة الكبيرة على الخط من خلال تنظيم رحلات فردية وجماعية لحضور مباريات وما يحيط بها سيشكّل قوة إضافية للمملكة.

المغرب أخيراً
في عام 1930، قصّت أوروغواي الشريط، حين أقيمت أول بطولة عالمية لكرة القدم، تحت مُسمّى كأس العالم. وبعد 100 عام (2030)، يستعدّ المغرب، ومعه إسبانيا والبرتغال، في ملف ثلاثي مشترك، لاستضافة المونديال.

طرق المغرب أبواب "فيفا" أخيراً بعد 5 محاولات باءت بالفشل، أوّلها قبل 36 عاماً (دورة 1994)، وآخرها نسخة 2026، التي ستقام في المكسيك والولايات المتحدة وكندا، حتى أنها كانت قريبة من استضافة الحدث في نسخة 2010، لكن جنوب أفريقيا فازت بفارق أربعة أصوات فقط.

الملف المغربي الإيبيري يحظى بدعم كبير، وهو المرشّح الوحيد لاستضافة المونديال، وفرصة كبيرة أمام الدولة من أجل تحسين اقتصادها الوطني وخلق فرص العمل وتعزيز القطاع السياحي، مع العلم أن هذا الأمر يحتاج إلى تطوير في العديد من القطاعات، خصوصاً في ما يتعلق بالبنية التحتية من طرقات وفنادق ومطارات ومستشفيات ووسائل نقل.
 
ومن المقرر تأهيل ستة ملاعب في كل من الرباط والدار البيضاء (غرب)، وفاس وطنجة (شمال)، ومراكش (وسط)، وأغادير (جنوب)، إضافة إلى تشييد ملعب ضخم في بلدة "بن سليمان"، في ضواحي الدار البيضاء، يتسع لـ115 ألف متفرج.
 
ويعوّل عليه المغرب لاحتضان افتتاح البطولة أو النهائي، بتكلفة تقترب من 500 مليون دولار، وفق ما أفادت الحكومة في وقت سابق.