المصدر: وكالات
الخميس 1 تموز 2021 17:01:23
حذر وزير الصحة الألماني ينس شبان اليوم الخميس (الأول من تموز/يوليو 2021)، من أن السلالة المتحورة "دلتا" لفيروس كورونا ستصبح قريباً "سائدة" في ألمانيا أيضاً، مشيراً إلى ضرورة إبقاء عدد الإصابات عند أدنى مستوى ممكن.
وقال الوزير في مؤتمر صحفي في برلين إن "الأمر يتعلق بما إذا كانت (المتحورة) دلتا لديها فرصة (للانتشار)"، داعياً المواطنين إلى تلقي التطعيم ضد الفيروس بشكل كامل، ومشيراً إلى توفر الاختبارات الجماعية للكشف عن الإصابات.
ويقدر معهد روبرت كوخ لمكافحة الأمراض في ألمانيا أن تكون السلالة المتحورة دلتا "مسؤولة عن نصف الإصابات (الأسبوعية) الجديدة على الأقل"، بحسب تقرير للمعهد صادر أمس الأربعاء. وأضاف التقرير أن سلالة دلتا كانت مسؤولة عن حوالي 37 بالمائة من الإصابات في الأسبوع الثالث من حزيران/يونيو (أي ما بين 14 و20 حزيران/يونيو)، بينما كانت مسؤولة عن 17المائة فقط من الإصابات الجديدة في الأسبوع الذي سبقه.
وأوضح المعهد أن عُشر الإصابات الجديدة في الشهر الماضي كانت لحالات قادمة من خارج البلاد، وخصوصاً من دول مثل أفغانستان وروسيا وإيطاليا. وأضافت ألمانيا الأسبوع الماضي البرتغال وروسيا إلى لائحتها للبلدان التي تنتشر فيها نسخ متحورة من فيروس كورونا، وهو الأمر الذي يمنع عملياً دخول أشخاص من هذين البلدين.
انتقادات للاتحاد الأوروبي لكرة القدم
من جهته انتقد وزير الداخلية الألماني المسؤول أيضا عن حقيبة الرياضة والشباب، هورست زيهوفر الزحام في ملاعب كرة القدم خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو2020)، مؤكداً أن موقف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "غير مسؤول على الإطلاق". وكان يويفا قد علّق على انتقاد مشابه وجه إليه من قبل منظمة الصحة العالمية، بالتأكيد على أن القرار يرجع إلى السلطات المحلية في كل دولة لتحديد عدد الحضور من داخل الملاعب.
وقال زيهوفر اليوم الخميس في مؤتمر صحفي ببرلين: "نعلم جميعاً أن تجنب الاحتكاك واتخاذ تدابير معينة للنظافة ضرورية للتغلب على العدوى يوماً ما"، وأضاف: "ولكن عندما ترى صور أشخاص قريبين جداً من بعضهم البعض ويحتفلون بالفوز بالاحتضان، فمن الواضح أن هذا يعزز انتقال العدوى".
الصحة العالمية تنتقد بشدة
من جانبها قالت منظمة الصحة العالمية إن التجمعات والزحام في ملاعب كرة القدم خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية 2020، وكذلك في حانات المدن التي تستضيف البطولة هي السبب الرئيسي وراء الزيادة الحالية في الإصابات بمرض كوفيد-19 بأوروبا. وذكرت المنظمة أن تراجع الإصابات الجديدة في أنحاء القارة والذي استمر عشرة أسابيع انتهى، مشيرة إلى أن بدء موجة جديدة من الجائحة سيكون حتمياً في حال تخلى مشجعو كرة القدم وغيرهم عن الحذر.
وأشارت إلى أن عدد الإصابات الجديدة في الأسبوع الماضي زاد عشرة بالمئة بسبب اختلاط المشجعين في المدن التي تستضيف البطولة وبسبب السفر وتخفيف القيود الاجتماعية. وقالت كاثرين سمولوود كبيرة مسؤولي الطوارئ بالمنظمة للصحفيين: "يتعين أن ندقق كثيراً خارج الملاعب نفسها". وأضافت: "يتعين أن ندرس كيفية ذهاب الناس إلى هناك، هل يسافرون في مواكب حافلات مزدحمة وكبيرة؟ وعندما يغادرون الملاعب هل يتوجهون إلى حانات مزدحمة لمشاهدة المباريات؟". وتابعت: "هذه الوقائع الصغيرة المستمرة هي التي تؤدي إلى انتشار الفيروس".
وتأتي زيادة الإصابات الجديدة وسط مخاوف من احتمال بدء موجة رابعة من الجائحة في أوروبا الخريف القادم، ما لم يتم تطعيم الناس. وقالت سمولوود: "القلق من حدوث زيادة في الخريف لا يزال قائماً، لكن ما نشهده الآن يعني أنها قد تحدث قبل ذلك".
دلتا تنتشر في روسيا
أما روسيا، فقد سجلت اليوم الخميس 672 وفاة جرّاء الفيروس في الساعات الـ24 الأخيرة، وفق ما أعلنته الحكومة، في حصيلة قياسية للوفيات لثالث يوم على التوالي. وتواجه البلاد تفشياً واسعاً للوباء نجم عن انتشار متحورة "دلتا" الشديدة العدوى في إطار وضع يتدهور جرّاء بطء حملة التطعيم، فيما حضّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء السكان على تلقي اللقاحات.
وقال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين إن المتحوّرة "دلتا" التي تم رصدها أول مرة في الهند، مسؤولة عن 90 في المئة من الحالات المسجّلة في العاصمة الروسية.
وفي مسعى للحد من تفشي الفيروس، أمر رئيس البلدية الأعمال التجارية في موسكو بإجبار 30 في المئة من الموظفين غير الملقّحين على العمل من منازلهم، وطلب من المطاعم عدم السماح بدخول غير الأشخاص الذين تلقوا اللقاحات أو أصيبوا بالفيروس خلال الشهور الستة الأخيرة.
وحتى الخميس، تلقى 17,4 مليوناً من سكان روسيا البالغ عددهم حوالى 146 مليوناً (أي 12 في المئة) كامل جرعات اللقاحات، وفق موقع "غوغوف" الذي يجمع بيانات كوفيد من مختلف المناطق. وتسجّل روسيا التي أعلنت 135 ألفا و886 حالة وفاة جرّاء الفيروس حتى الآن، وهي أعلى حصيلة رسمية على مستوى أوروبا.