"دلتا" يبدّد الجهود... ويعيد لبنان إلى دائرة الخطر!

قلب متحوّر "دلتا" المقاييس، وأعاد لبنان إلى نقطة الصّفر، فبعد أن شهد تراجعًا كبيرًا وملحوظًا في أعداد الإصابات، وبعد أن عادت الحياة "شبه طبيعيّة"، انتشر المتحوّر الهندي من "كورونا" بين اللّبنانيين، وأثار مخاوف عديدة لناحية دخول لبنان موجة جديدة من الوباء، ما دفع المعنيين إلى التحذير منه ومن "الخطر" المحدق في البلد ما لم يتمّ اتخاذ إجراءات صارمة يقابلها وعي شديد في التنفيذ.

و"دلتا" هو متحور سريع الإنتشار وسرعة انتشاره أكثر بـ 60% من متحور "ألفا" البريطاني و40% من السلالة الأصلية، ينتشر بظرف ثواني على عكس "كورونا" التي انتشرت في "ووهان" والتي تحتاج لـ 15 دقيقة، إضافة إلى أنّ كلّ شخص مصاب يمكن أن ينقل العدوى لـ 12 شخصًا بحسب ما أكّد رئيس لجنة الصّحة النيابيّة النائب عاصم عراجي.

وفي حديث لوكالة "أخبار اليوم" أكّد عراجي أنّ اللقاحات المتوفرة في لبنان أي "أسترازينيكا"، "فايزر" و"موديرنا" فعالة ضدّ هذا المتحور بنسبة 90% وفقا لنتائج الدراسات العالميّة.

أما "سبوتنيك" و"سينوفارم"، فهناك دراسات لا تزال قيد البحث، ولا معلومات متوفرة لديه حولهما لأنّها ليست حاسمة بعد.

وأضاف: "نحن لم نصل إلى المناعة المجتمعية إلى الآن لذلك، علينا أخذ احتياطاتنا بشكل كبير.

ففي بريطانيا التي بلغت نسبة اللقاحات فيها 70% ، تمّ تسجيل إصابات عالية معظمها بعوارض خفيفة لم تحتاج إلى دخول المستشفى، وهذا مؤشّر أنّ الملقحين هم في دائرة الأمان أكثر من غيرهم، وإن أصيبوا فبعوارض خفيفة، ولكن في لبنان نسبة التلقيح لا تزال منخفضة، وهذا ما يثير الخوف".

وعن الاجراءات التي اتّخذت في المطار- المسبب الرئيسي لدخول "دلتا"-  اعتبر عراجي أنّها لم تكن كافية في السّابق، ولكن بعضها والتي تم اتخاذها في اليومين الماضيين كإعادة إجراء الـ PCR عند الوصول وبعد 6 أيام منه لا بأس بها، في حين تبقى المسؤولية الأخلاقية لدى الوافدين هي الأساس لناحية الإلتزام وعدم المخالطة الى حين صدور نتائج الفحص للعينة الثانية (بعد 6 أيام) حفاظًا على صحّتهم وصحّة أهلهم وأقاربهم.

وعن الاكتظاظ في المطار والصور التي تُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تُظهر عدم التقيّد بالتباعد الاجتماعي والكمامة... أكد عراجي أنه تم الحديث مع كلّ المعنيين في المطار ووزارتي الصّحة والأشغال، كذلك مع اللجنة التنفيذيّة في هذا الخصوص، وبدأت الإجراءات تتّخذ منذ أمس بشكل جدّي، وكشف أنه كرئيس لجنة صحة سيزور برفقة عدد من المعنيين المطار الأسبوع المقبل للتأكّد من تنفيذها على أكمل وجه.

وحول ما إذا كان من الضروري  إبراز فحص الـ PCR او شهادة اللقاح في الأماكن العامّة والتجمّعات، قال: "بالتّأكيد، ومن المفترض أن تصبح هاتان الوثيقتان كالهوية في جيب المواطن".

وختم مؤكدا أن انتشار هذا الوباء من عدمه هو مسؤولية فرديّة لجهة وعي المواطن (مقيم او مغترب)، ومسؤولية الدولة من بلديات ووزارات في التدخل على أكثر من صعيد لفرض الإجراءات اللازمة ولضبط الوضع العام.