المصدر: Kataeb.org
الكاتب: شادي هيلانة
الخميس 25 أيلول 2025 15:26:11
في تطور دبلوماسي مثير للاهتمام، كشف موقع kataeb.org، استنادًا إلى معلومات خاصة، أن العاصمة السورية دمشق بدأت فعليًا إجراءاتها الجدية لتعيين سفير جديد للجمهورية العربية السورية في بيروت، خلال فترة لا تتجاوز عشرة أيام، خطوة تُعتبر الأولى من نوعها منذ سقوط نظام بشار الاسد، وتحمل بين سطورها مؤشرات سياسية وأمنية ثقيلة توحي بأن العلاقة اللبنانية-السورية تُعاد صياغتها على أسس جديدة تمامًا.
مصادر مطلعة في وزارة الخارجية أكدت للموقع أن هذه الخطوة تأتي ضمن تنسيق سياسي ودبلوماسي عالي المستوى، وضمن إطار رؤية استراتيجية سورية ترمي إلى إعادة التمثيل الدبلوماسي الكامل في بيروت، والهدف فتح قناة تواصل مباشرة وواضحة مع الدولة اللبنانية، خاصة في ظل تعقيدات وتحديات أمنية متصاعدة يصعب تجاهلها.
وتتابع المصادر: التعيين المرتقب لا يدخل فقط ضمن البروتوكولات الدبلوماسية، بل يحمل دلالات أعمق توحي برغبة حقيقية في تقليص الهوّة السياسية وفتح حوار معلن حول ملفات شائكة كانت دومًا مصدر توتر أو خلاف بين البلدين، في مقدمة هذه الملفات، يأتي ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، حيث بدأت تتشكل لائحة رسمية تضم الأسماء، لا سيما أولئك المرتبطين بأحداث الثورة السورية.
ويُتوقع أن يُساهم هذا التعيين في تيسير المباحثات الثنائية بشأن قضايا الأمن المشترك، خاصة في مناطق السلسلة الشرقية، التي لا تزال تشهد تحركات مريبة وتواجدًا لعناصر خارجة عن سلطة الدولتين.
وفي السياق ذاته، تشير أوساط سياسية متابعة إلى أن هذه الخطوة تعكس قرارًا استراتيجيًا من دمشق بإعادة ترتيب العلاقة مع بيروت بطريقة أكثر مرونة، تتجاوز المراحل السابقة من الشد والجذب، وتُمهد لمسار جديد أكثر واقعية، ويأتي ملف ترسيم الحدود في الشمال والشرق كأحد أبرز النقاط المطروحة على الطاولة اليوم.
وتُضيف المصادر أن التواصل الدبلوماسي المباشر إذا ما تم فعلاً سيتيح معالجة هذه القضايا ضمن قنوات رسمية بعيدًا عن الوساطات والرسائل غير المباشرة، وقد يكون ذلك تمهيدًا لما يمكن وصفه بهندسة دبلوماسية - أمنية جديدة تُسهم في استقرار الحدود، التي لطالما كانت نقطة اشتعال وتفلّت وتهريب.
في المحصلة، ومع هذا الحراك السوري اللافت، يظل السؤال الكبير مطروحًا: هل سيأتي السفير السوري إلى بيروت كمجرد ممثل دبلوماسي؟ أم سيكون ناقلًا لتوجه سياسي جديد يُعيد ترتيب العلاقة اللبنانية- السورية على أرضية مختلفة بالكامل؟