المصدر: الانباء الكويتية
الخميس 16 أيار 2024 00:57:18
يجيد اللبنانيون الفوز والاحتفال حتى في ذروة الاختناق بأزماتهم، وكأنهم بذلك يشحنون الذات بطاقة الحياة لكي لا تلتهمهم نار الحرب أو الأصح الحروب التي يخوضونها على أكثر من جبهة.
مناسبة هذا الكلام «عرس» تنظمه وزارة السياحة في لبنان غدا الجمعة، احتفالا بفوز بلدة دوما العريقة الواقعة في منطقة البترون بالشمال بجائزة «أفضل القرى السياحية في العالم» للعام 2023، في المسابقة التي تنظمها سنويا منظمة السياحة العالمية UNWTO، وتصنيفها بالتالي من أجمل بلدات العالم.
«العرس» سيقام في البلدة «المتوجة» على عرش قرى العالم بحضور الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية زراب بولوليكاشفيلي الذي يزور لبنان للمرة الأولى، وبرعاية وحضور وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار وعدد كبير من السفراء العرب وسفراء الدول الأوروبية، وأيضا بمشاركة نائبي منطقة البترون رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل والنائب عن «القوات اللبنانية» غياث يزبك، اللذين وللمفارقة يظهران معا للمرة الثانية في أقل من أسبوع، بعد مشاركتهما في مؤتمر النزوح السوري في البترون.
وستشهد دوما الجمعة احتفالين في عرسها، الأول اختيارها من أجمل بلدات العالم وفوزها على 260 قرية من 54 بلدا، والثاني تدشين سوقها التاريخي القديم الذي جرى ترميمه بتمويل من صندوق قطر للتنمية.
وإذا كان فوز دوما بهذه الجائزة العالمية بإقرار أهلها هو أعلى وسام سياحي عالمي لها تضيفه إلى تاريخها العريق، فإن كل زائر لها يمنحها تلقائيا هذا الوسام منذ لحظة اطلالته عليها «من فوق»، واكتشافه شكلها الذي يشبه العقرب وإمتاع نظره بقرميدها الأحمر الموزع على بيوتها صونا لتراثها الثقافي والمعماري على مر السنين، علما أن أعمال ترميم سوقها شهدت أخيرا اكتشاف جرار قديمة تعود إلى 1500 سنة، فهل يصح بعد كل ذلك السؤال عن سبب تغلب دوما اللبنانية على سائر قرى العالم؟