المصدر: النهار العربي
الثلاثاء 31 تشرين الأول 2023 21:43:34
بعدما أعلن الحوثيون في اليمن للمرة الأولى، اليوم الثلثاء، مسؤوليتهم عن تنفيذ هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة استهدفت إسرائيل، أشارت قناة "أي بي سي نيوز" الأميركية إلى أن ذلك قد يجر إيران إلى الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة ويزيد من مخاطر اندلاع صراع إقليمي.
وكان يشتبه في أن الحوثيين استهدفوا إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر بصواريخ وطائرات مسيرة فوق ممر الشحن الحيوي في البحر الأحمر، قبل أن تعترضها القوات البحرية الأميركية.
وتناقلت وسائل إعلام يمنية اليوم ما قالت إنه تهديد حوثي باستهداف مفاعل ديمونا النووي في إسرائيل.
وأعلنت إسرائيل عن اسقاط مقاتلاتها ونظامها الجديد للدفاع الصاروخي لوابلين من الصواريخ عند اقترابها من ميناء إيلات الرئيسي على البحر الأحمر. وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن ثلاث هجمات على إسرائيل في بيان عسكري لاحق، من دون تقديم تفاصيل بشأن الإطار الزمني للعمليات وما إذا كانت عملية الثلثاء تشمل هجوماُ أو اثنين.
إلى ذلك، وقع انفجار غامض يوم الخميس في منتجع طابا المصري، قرب الحدود مع إسرائيل، أدى إلى إصابة 6 أشخاص. لكن السلطات المصرية لم توضح ما حصل.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إن الجماعة أطلقت دفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية وعدداً من الطائرات المسيرة على أهداف إسرائيلية مختلفة، معلناً أن هذه العملية هي الثالثة وترمي إلى دعم الفلسطينيين. وأكد على الاستمرار في تنفيذ المزيد من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة إلى حين توقف العدوان الإسرائيلي.
وبالنسبة إلى إسرائيل، أدى هجوم الثلثاء إلى استجابة نادرة في نظام الدفاع الصاروخي "آرو"، الذي يعترض الصواريخ الباليستية الطويلة المدى برأس حربي مصمم لتدمير الأهداف أثناء وجودها في الفضاء، وفقاً لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، الذي يتخذ واشنطن مقراً له.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عن اعتراض جميع التهديدات الجوية من خارج الأراضي الإسرائيلية.
ولم يحدد المتحدث باسم الحوثيين الأسلحة المستخدمة في الهجوم. مع ذلك، يشير موقع الهدف إلى أن الهجوم نفذ بصاروخ باليستي. ويمتلك الحوثيون نسخة مختلفة من صاروخ "بركان" الباليستي، الذي يشبه تصميمه نوع من الصواريخ الإيرانية، ويُعتقد أنه قادر على الوصول إلى أكثر من 1000 كيلومتر.
ويقول الباحث في الميليشيات الشيعية فيليب سميث لـ"النهار العربي" إن "جماعة أنصار الله تملك قدرات صاروخية وطائرات بدون طيار تسمح لها بضرب إسرائيل، وقد أثبتت قدرتها على ضرب أهداف بعيدة المدى عندما هاجمت السعودية والإمارات العربية المتحدة".ولم يكن من الواضح ما إذا كانت القوات البحرية الأميركية في المنطقة لاحظت النيران القادمة، ومن المحتمل أن السفينة الأميركية "يو إس إس باتان"، التي تحمل جنوداً وطائرات وعناصر أخرى من مجموعتها الهجومية تتواجد في البحر الأحمر اليوم، إلى جانب سفن أميركية أخرى.
وكانت وكالة "بلومبرغ" أشار أمس إلى مقتل أربعة من جنود سعوديين في محافظة جازان الجنوبية في الأيام الأخيرة خلال القتال مع الحوثيين. ويأتي ذلك في وقت حاولت السعودية منذ أشهر التوصل إلى اتفاق سلام مع الحوثيين.
وقديجر إعلان الحوثيين إيران إلى الصراع، في ظل دعمها لكل من الحوثيين و"حماس" و"حزب الله".
ولطالما نفت إيران تسليح الحوثيين حتى في وقت كانت تنقل بنادق وقذائف وأسلحة أخرى إلى الحوثيين عن طريق البحر. وربما يعود السبب في ذلك إلى حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، ويمنع بموجبه نقل الأسلحة إلى الحوثيين منذ عام 2014.
وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم واحد على الأقل، واتجهت الاتهامات إلى إيران. وعام 2019، نجحت صواريخ "الكروز" والطائرات المسيرة في اختراق المملكة العربية السعودية، إذ استهدفت قلب صناعتها النفطية في مدينة بقيق. وأدى هذا الهجوم إلى خفض إنتاج المملكة للنفط مؤقتاً إلى النصف وتسجيل أسعار الطاقة العالمية ارتفاعاً قياسياً منذ حرب الخليج عام 1991.
وبينما تبنى الحوثيون هجوم بقيق، ألقت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومحللون اللوم على إيران. وبالمثل، استبعد خبراء الأمم المتحدة أن يكون الحوثيون هم الذين نفذوا الهجوم، رغم أن طهران نفت تورطها.