رئيس الشاباك يتجول قرب دمشق: سيطرة إسرائيلية طويلة الأمد؟

كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أن رئيش جهاز الشاباك الجديد ديفيد زيني، دخل بشكل سرّي إلى عمق الأراضي السورية، برفقة قوات خاصة من جيش الإسرائيلي، وصولاً إلى مناطق تقع في محيط العاصمة دمشق، ولا تُصنّف ضمن المناطق التي تعترف اسرائيل باحتلالها رسمياً.

ومن المنتظر أن تنشر الصحيفة نهاية الأسبوع، تقريراً موسّعاً يتضمن توثيقاً لمرافقة طاقمها للوحدات الخاصة العاملة على ما وصفته بـ"الحدود الجديدة بحكم الأمر الواقع"، وتحديداً في منطقة تبعد نحو 20 كيلومتراً فقط عن دمشق.

عين الدولة
ونقلت الصحيفة عن جنود إسرائيل المشاركين في هذه المهام السرّية، أن بعض العمليات التي جرت هناك تُكشف للمرة الأولى. وتُبرز التقارير الميدانية وصف الاحتلال لمنطقة جبل الشيخ بأنها "عين الدولة"، رغم اعترافه بأن ما يسيطر عليه فعلياً لا يمثل سوى جزء محدود من سلسلة جبلية شاسعة كانت تخضع للسيادة السورية على مدار عقود.

كما تؤكد الصحيفة أن الدوائر الأمنية والعسكرية في إسرائيل، تتعامل مع الوجود العسكري في هذه المنطقة بوصفه "ضرورة استراتيجية"، رغم التصريحات الرسمية التي تصفه بـ"المؤقت". لكن وتيرة التحركات على الأرض، بحسب التقرير، تشير إلى مشروع متكامل لترسيخ السيطرة عبر البنى التحتية والانتشار العسكري المكثف.

ونقلت الصحيفة عن قائد الوحدة المشاركة قوله: "نحن نصنع التاريخ هنا. قبل أشهر فقط، كان الوجود العسكري على بُعد 20 كيلومتراً من دمشق يبدو مستحيلاً. هذه المنطقة حيوية لأمن إسرائيل، ومركباتنا كانت في صلب عملية السيطرة على الجبل. في كل مرة أدخلها، أشعر بهيبة الإنجاز".

تأتي هذه التحركات في ظل تصاعد التوتر على الجبهة الشمالية، وتنامي مؤشرات الانفجار الإقليمي، وسط تساؤلات جدية حول طبيعة الدور الذي سيلعبه زيني على رأس جهاز الشاباك، خاصة في ظل ميله نحو العمل الميداني وتبنيه عقيدة أمنية هجومية تتقاطع مع توجهات حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة.

جولة ميدانية
في السياق نفسه، أجرى المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، جولة ميدانية في مرتفعات الجولان السوري المحتل، برفقة مسؤولين إسرائيليين، اليوم الأربعاء، وذلك في إطار زيارته الرسمية إلى إسرائيل، التي تهدف إلى مناقشة تطورات الملف السوري والوضع الإقليمي، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن باراك اطّلع على الأوضاع الأمنية في الجولان، وزار عدة مواقع استراتيجية برفقة وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الاجتماعية رون درمر، إلى جانب عدد من القادة العسكريين.

ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية، أن هذه الزيارة "تأتي ضمن جهود التنسيق الأمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وتهدف إلى تقييم ما تصفه تل أبيب بالتهديدات المتصاعدة من سوريا الجديدة، بقيادة الرئيس أحمد الشرع".