رامي مخلوف يُربك معارضيه وأنصاره ببُشرى مفاجئة!

أعلن رامي مخلوف، رجل الأعمال وابن خال رئيس النظام السوري بشار الأسد، عن ما وصفه بـ"بشرى" قريبة ستشهد "حلاً" للأزمة السورية، ونهاية للحرب فيها، دون أن يفصح عن الكيفية ومصادر تلك المعلومات.

وظهر مخلوف، على حسابه الفيسبوكي، الخميس، متحدثاً بفيديو، عن ما قال إنه "رؤيا" أو "رؤية" فحواها بشرى، بنهاية الحرب بحل "مذهل وشامل" يرضي أطياف الشعب السوري كافة، على حد تعبيره.

أما "كيف؟" و"الأسلوب" للوصول إلى ما "بشّر" به، فيقول إنه يحتفظ به، في نفسه، كما عبّر.

ووعد مخلوف المعاقب دولياً، على فساده، منذ ما قبل الحرب السورية، بسنوات، بإيضاح سبب ظهوره في فيديوهات وهو جالس أرضاً، ووراءه كمية من الحَطَب.

خلافات عميقة

وشهدت الفترة السابقة، خلافات عميقة بين مخلوف والأسد، وصلت إلى العلن، بعدما ظهر مخلوف، في فيدوهات مخاطباً ابن عمته، بشار الأسد، متوسلا حيناً، لحل مشاكله المالية مع النظام، ومهدداً أحياناً، بما كان يصفه، بـ"عقاب إلهي" سيقع على من يصفهم بظالميه في نظام الأسد، و"يزلزل" الأرض من تحت أقدامهم، بوصفه.

كما وضع نظام الأسد يده، على غالبية شركات مخلوف، بأحكام حراسة قضائية، طالت كبرى شركات الاتصالات الخلوية في البلاد، سيريتل، والتي كانت تابعة لمخلوف. وسيطرت حكومة الأسد على شركة "شام" القابضة التي تعد من أكبر الشركات المالية في البلاد وتتبع لرامي مخلوف.

وتأججت نار الخلاف، بين رامي وابن عمته، بشار، عندما قررت حكومة الأسد، إلقاء الحجز الاحتياطي على أمواله المنقولة وغير المنقولة، لما وصفته ضماناً لاسترداد أموال الخزينة العامة، كفوارق تعاقدية في تأسيس "سيريتل".

في المقابل، أظهر مخلوف، في فيديوهاته وتدويناته، رفضاً متكرراً ومتسلسلاً، لطلبات نظام الأسد التي اعتبرها، في أكثر من فيديو، بأنها تعني الإجهاز على أعماله، وقال في أكثر من تدوينة، إنهم، أي جماعة نظام الأسد، يريدون شركاته والاستيلاء عليها. وأطلق مخلوف أكثر من تهديد، بحق حكومة الأسد، قابلها النظام، بمزيد من التضييق عليه، كحرمانه من التعاقد مع مؤسسات النظام، ومنعه من مغادرة البلاد، حتى درجة التهديد بسلبه منزله الذي يعيش فيه، كما قال في فيديو سابق.

يذكر أن رامي مخلوف، أحد أقدم المعاقبين دولياً، بسبب تورطه بالفساد، بنظام بشار الأسد.

دلالة سياسية أم خلاف على المال؟

واختُلِف إذا ما كان الخلاف بين رامي وبشار، يحمل دلالة سياسية، أم مجرد خلاف على المال. وتراوحت التحليلات، ما بين حاجة الأسد إلى المال، بعد خضوع نظامه لعقوبات أوروبية وأميركية كان أكثرها تأثيراً، عقوبات "قيصر" الأميركي، وبذورِ خلاف سياسي، حينما ازدادت قناعة محمد مخلوف، خال بشار ووالد رامي، بأن رئيس النظام "ذاهِبٌ" بطريقة ما، سواء بالتنحي أو الرحيل، أو أي صيغة، كما أشار مصدر لـ"العربية.نت" في وقت سابق من نهاية العام الماضي.

كما اتجهت أغلب التحليلات، إلى أن الأسد، قرر استبدال رأس الإمبراطورية المالية التي كان يتحكم بها آل مخلوف، أخواله، برجال أعمال قريبين منه، وبإشراف من أسماء الأسد، زوجة رئيس النظام.

ووصف مخلوف، رجال الأعمال القريبين من النظام، بأثرياء الحرب، في تدوينات عديدة.

"بُشرى" مخلوف للسوريين، بقرب حل يرضي جميع أطيافهم، بحسب تسجيله الجديد، الخميس، رأت فيها، بعض التحليلات الإعلامية، بأنها تصريح بقرب رحيل الأسد.

مصادر إعلامية تسخر

من جهتها، سخرت مصادر إعلامية من ظهور مخلوف الأخير، وكلامه عن حل يرضى له جميع السوريين، واعتبرت كلامه مجرد إمرار للوقت، ريثما يتم إجراء الانتخابات الرئاسية التي أعلن عنها، النظام السوري، أواخر الشهر الجاري، والتي من المتوقع أن يتم الإعلان فيها، عن "فوز" الأسد بولاية رئاسية رابعة، إذا ما أجريت الانتخابات.

يُشار إلى أن "بُشرى" التي زفّها مخلوف، هي اسم شقيقة الأسد الكبرى، وسبق له واستعمل الإشارة إلى الأسماء الشخصية، في تدويناته وتسجيلاته السابقة، كما فعل باسم "أسماء" زوجة الأسد، إذ ذكره، في تدوينة سابقة، عدة مرات، الأمر الذي فسّره بعض المحللين السوريين، على أنه إشارة لأسماء الأخرس، بعد ورود تسريبات وتحليلات، عن سيطرة الأخرس، على مجمل أعمال مخلوف المالية، وإبداله برجال أعمال آخرين.

يذكر أن تعبير "حل يرضي جميع السوريين" هو من الأدبيات التي تعني نظاماً سياسياً، لا وجود فيه لرئيس النظام السوري، لأن جزءاً كبيراً من السوريين لا يؤيد الأسد ولا يريد استمراره في السلطة. فهل هذا كان متضمناً في "بشرى" مخلوف، أم هو مجرد استعمال متعجل للمصطلحات؟