المصدر: وكالة أخبار اليوم
الاثنين 26 نيسان 2021 16:56:44
ما ان يسمع اللبنانيون بكلمة "جراد" حتى يصيبهم الهلع... اذ ان الذاكرة الجماعية تربط هذه الحشرة بالمجاعة والعديد من المآسي التي عاشها اجدادنا في العام 1914، وما تبعها.
وكم تشبه الازمة التي يمر بها لبنان من تفشي وباء، الى ازمة اقتصادية ادت الى فقدان سلع اساسية... لذا قد يكون الخوف مبررا!
منذ نحو اسبوع بدأ الكلام عن وصول الجراد الى لبنان، وقد نقلت وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي مشاهد عن جحافل تضرب عددا من القرى والمناطق الزراعية... فبدأت حملات المكافحة من خلال المبيدات أكان عبر طوافات الجيش اللبناني او اقدام عدد من البلديات على الرشّ بالمضخات.
المهندس الزراعي حنا مخايل
لكن المهندس الزراعي حنا مخايل، يقلل من اهمية هذه المكافحة، لا بل يحذّر من ان هذه المبيدات ستلحق الأذية والضرر بكل الحشرات لا سيما المفيدة منها للطبيعة الا الجراد.
ويشرح عبر وكالة "أخبار اليوم" ان الجراد هو راهنا في مرحلة التكاثر اي يكون صائما ولا يأكل شيئا، وبالتالي فهو لا يؤذي النبات. وبالتالي رش المبيدات هو رش السم في الطبيعة ولا يؤدي النتيجة المطلوبة، ويلفت الى ان النحل اليوم "في عزّ شغله"، اذ في مطلع شهر الربيع يقوم بتلقيح النبات والاشجار، وهذه المبيدات قد تقتل كميات كبيرة من النحل، بالاضافة الى النحل هناك العديد من الحشرات الملقحة والطيور التي قد يصيبها التسمم وايضا الاسماك في الانهر والبحيرات حيث تتم هذه العمليات.
كما يشير الى ان هذه المبيدات هي ايضا سمّ يحرق العشب، بمعنى ان النحلة او اي حشرة اخرى اذا لم يصبها سم المبيدات مباشرة، فانها ستأخذه مجددا من خلال العشب، قائلا: الاخطر اليوم اننا في موسم تفتيح ازهار الاشجار المثمرة (لوز، كرز، مشمش، اجاص، تفاح...) ورشّ المبيدات عبر الطوافات او المضخات يجعل هذه الازهار تسقط قبل ان تتحول الى ثمر.
ما هي افضل السبل لمكافحة الجراد؟ يجيب مخايل: لا ضرورة لاي معالجة، الظروف الراهنة في لبنان في هذه الفترة لا تؤدي الى الخوف من الجراد ولا الى تكاثر يقضي على كافة المحاصيل الزراعية، وبالتالي حرام رش هذه الكميات من المبيدات على امر لا يشكل خطرا اطلاقا، مؤكدا ان ضرر المبيدات هو اكثر بكثير من موجة جراد ستمر. يقول ان الحل بتوعية المسؤولين الذين قرروا رش الميدات هو افضل حل.
ولكن ماذا بعد انتهاء فترة التكاثر والامتناع عن الاكل لدى الجراد، يوضح مخايل: ظهر الجراد من 19 نيسان الجاري، وهو يصوم لمدة 3 اسابيع، والى حين انتهاء هذه الفترة، تكون درجات الحرارة قد ارتفعت في لبنان بما لا يناسب هذه الحشرات، وعندها بحكم الاحوال المناخية الجراد الموجود في لبنان سيغادر من تلقاء نفسه، جازما انه لا توجد عوامل تؤدي الى استمرار تواجده في لبنان.