المصدر: الجمهورية
السبت 28 تشرين الأول 2023 07:50:34
الحرب مستمرّة بوتيرتها ما فوق العنيفة على قطاع غزة، والمستويات السياسية والعسكرية الاسرائيلية ما زالت تتحدّث عن حرب طويلة، وبالتالي لا يمكن التكهن بنهاية وشيكة لها، وخصوصا ان اسرائيل لم تتمكن حتى الآن من تحقيق ما تعتبره انجازا في الميدان العسكري بحجم عملية «حماس» في مستوطنات غلاف غزة في السابع من الشهر الجاري. وهو الامر الذي من شأنه ان يبقي باب الاحتمالات مشرّعاً على مصراعيه في ظل اعلان الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني عن مفاجآت ليس في امكان أحد ان يتصورها.
واذا كانت الدول الداعمة لاسرائيل في حربها تترك لها حرية أن تقوم بكلّ ما يمكنها من تحقيق انجاز سريع ضد «حماس»، دون ان تعترضها اية معوّقات تؤخرها او ارباكات تشغلها او تصعّب عليها تحقيق هذا الهدف، على شاكلة فتح جبهة حرب ثانية، إلّا انّ مخاوف تلك الدول تبدو متزايدة في المقلب الآخر، وهذا ما يفسر التحذير الغربي والاميركي تحديدا لايران و«محور الممانعة»، والضغط المتزايد في اتجاه لبنان، ووفق معلومات «الجمهورية» فإنّ ما نقله الموفدون الغربيّون اكد بوضوح انّ تلك الدول ومن ضمنها واشنطن لا ترغب في فتح جبهات جديدة، الا انها لم تخرج من حساباتها إمكان مبادرة «حزب الله» الى توسيع دائرة الحرب واشعال ما تسمى الجبهة الشمالية لاسرائيل، ومن هنا جاء تأكيد الموفدين على المسؤولين اللبنانيين تجنيب لبنان ما سمّوها حرباً مدمّرة ومخيفة، وتحذيراتهم المباشرة الى الحزب من مغامرة السقوط في خطأ الانخراط في هذه الحرب».
وضمن هذا السياق يندرج اتصال وزير الخارجية البريطانية جيمس كليفرلي امس برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي اعلن مكتبه انه جدد خلال الاتصال بالوزير البريطاني مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل لوقف عدوانها والتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة».
وتزامناً، فإن المشهد اللبناني بصورة عامة، ثابت منذ بداية الحرب على غزة، في نقطة الرصد لمجرياتها، تتجاذبه مخاوف كبرى من أن تتمدّد هذه الحرب الى لبنان. وخصوصا مع تصاعد التوتر والتراشق الصاروخي والمدفعي على الحدود الجنوبية، والتهويل الاسرائيلي بحرب غير مسبوقة في قساوتها على لبنان، في مقابل تكثيف «حزب الله» لعملياته العسكرية ضد مواقع جيش العدو، وتأكيده على لسان نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم امس، بان الاميركي والاسرائيلي لا يعلمان ما تخبئه الايام المقبلة».