المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: يوسف فارس
الخميس 4 تموز 2024 15:38:36
من سيئ الى أسوأ تتدحرج الاوضاع في لبنان وعلى كل الصعد والمستويات سياسيا وماليا وامنيا. جسم بلا رأس يعاني الموت السريري وبات من الصعب انعاشه. كل ما جرى ويجري من حراك ومبادرات متصلة بالملف الرئاسي لا يعدو كونه اكثر من لعب عبثي على هامش الاستحقاق. لم يتبد منه سوى دفع هذا الملف اكثر فاكثر الى الوراء، مع ابقاء فتيل السجالات وتقاذف الاتهامات مشتعلا بين اللاعبين المحليين حول استحقاق تتقاطع قراءات المعنيين به وتقديراتهم على ان القرار بتفكيك او كسر عوامل التعطيل الداخلية والخارجية لم يتخذ بعد.
هذه الصورة السوداوية تؤشر ولا شك الى مراوحة لا سقف زمنيا لها في مربع التعطيل المحصن باستحالة التوافق الداخلي على رئيس للجمهورية. اما مفتاح الحسم فمتروك لقرار خارجي يبدو انه نحي جانبا في موازاة الهم الاكبر بل الاوحد الذي يشغل دوائر القرار، ويتجلى في الحرب الاسرائيلية على غزة والمحاولات المتتالية ولا سيما من قبل الولايات المتحدة لصياغة هدنة تمهد لوقف هذه الحرب واحتواء تداعياتها وانسحابها تاليا على لبنان وجبهته الجنوبية المفتوحة.
عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب احمد رستم اذ يعترف بفشل الجولة الاولى من الحراك الذي قام به التكتل لتقريب وجهات نظر الكتل النيابية والفرقاء من الملف الرئاسي الشاغر يؤكد لـ"المركزية" العزم على التحرك مجددا بعد عودة بعض أعضاء التكتل من الخارج الى لبنان ووضع خارطة طريق تلحظ سبل حل العقدتين اللتين حالتا دون الوصول الى نهاية سعيدة.
ويضيف: كما اننا ننتظر في السياق لقاء اللجنة الخماسية من جديد للتنسيق معها باعتبار ان تكامل الجهود لملء الشغور الرئاسي من شأنه ان يعطي دفعا وجهدا إضافيا تحتاجه الساحة اللبنانية اليوم اكثر من اي يوم مضى في ظل هذا الاستعصاء السياسي القائم والذي يزداد شرخا مع مرور الأيام. هذا بالطبع ما عدا الانعكاسات السلبية والعسكرية لحرب غزة وجبهة المساندة المفتوحة من الجنوب.
ويتابع قائلا: من جهتي، استبعد امكانية تحقيق اي خرق في ملف الشغور الرئاسي كون مواقف الفرقاء لم تتبدل حتى الساعة من الاستحقاق في وقت تستدعي التطورات الميدانية من الجميع النزول عن الشجرة والتضحية لانقاذ البلاد من ازماتها المتفاقمة. كيف لبلد ان يستقيم من دون رأس. وجود رئيس للجمهورية اكثر من ضروري اليوم، خصوصا في ظل تصاعد الحديث عن تسوية مرتقبة بعد انتهاء الحرب ليكون لبنان شريكا على طاولة المفاوضات المنتظرة لا ملفا قابلا للتلزيم.