المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: نجوى ابي حيدر
الاثنين 19 آب 2024 15:30:28
كبيرة هي التحديات امام مفاوضات غزة لوقف اطلاق النار بين اسرائيل وحماس. ذلك ان، على رغم الضغط الدولي الممارس من الوسطاء، لا تزال العقبات تتناسل، وكلما ذللت عقبة تظهر اخرى جديدة، تحول دون احراز تقدم يمكن البناء عليه لدفعها قدما . وبعد جولة الدوحة خلال الاسبوع الماضي، من المقرر أن تستأنف المفاوضات بوساطة مصرية وأميركية وقطرية هذا الأسبوع في القاهرة، التي توجه اليها بحسب وسائل إعلام إسرائيلية وفد يضم ممثلين عن الحكومة الإسرائيلية والجيش وجهاز الشاباك لاستكمال المفاوضات.
وكما بات معلوما فإن المفاوضات تستند إلى مبادئ المقترح الأميركي الذي يشمل ثلاث مراحل هي وقف إطلاق النار، انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة، وإدخال المساعدات، اضافة الى إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين. بيد ان مفاوضات القاهرة امام امتحان عسير في ضوء الخلافات التي ما زالت تتحكم بها وابرزها إصرار إسرائيل على أن السلام لن يتحقق إلا بالقضاء على حركة حماس، في حين تصرالاخيرة على وقف دائم لإطلاق النار وليس موقتا، كما تطلب ضمانات تتعلق بانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، إضافة إلى أعداد وهويات الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم. وإلى حرية حركة الفلسطينيين داخل غزة، بخاصة من الجنوب نحو الشمال، استبقت حماس انطلاق المفاوضات، وأصدرت بيانا أشارت فيه إلى أن المقترح الجديد يستجيب لشروط نتنياهو، وخاصة رفضه الوقف الدائم لإطلاق النار والانسحاب الشامل، وإصرار نتنياهو على مواصلة احتلال محور نتساريم ومعبر رفح وممر فيلادلفيا.
وفي حين تمارس كل من مصر والولايات المتحدة الاميركية وقطر ضغوطا للتوصل لاتفاق من شأنه إنهاء الحرب في غزة، تقول اوساط دبلوماسية لـ"المركزية" ان معبر فيلادلفيا ،وهي منطقة عازلة بين مصر وغزة، يشكل عقبة مهمة راهنا ، اذ يتمسك نتنياهو بالبقاء فيه بعدما سيطر الجيش الاسرائيلي عليه في نهاية شهر ايار الماضي، ويرفض مغادرته بحجة ان الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس تستخدمه لنقل الاسلحة وانها اكتشفت العديد من الانفاق تحته، في حين تؤكد مصر تمسكها بالانسحاب الاسرائيلي الكامل من المعبر وتنفي بشدة وجود عمليات تهريب اسلحة من الجانب المصري. اما معبر رفح وهو جزء من محور فيلادلفيا يقع جنوب غزة، ويخضع لسيطرة اسرائيل منذ 8 ايار الماضي، فإن الاسباب التي ساقتها اسرائيل لعدم مغادرته تتمثل بأنه يستخدم من قبل حماس في انشطة تصفها بالارهابية وانها تريد البقاء فيه لعمليات التفتيش. شأن اثار غضب مصر التي طالبتها بالمغادرة ورفضت عرضا بالمشاركة في اعادة تشغيله، تماما كما رفضت السلطة الفلسطينية مقترحا اسرائيليا يقضي بفتح المعبر على أن يدار من قبل مدنيين لا يرتبطون بأجهزة الامن الفلسطينية.الا انها تركت الباب مفتوحا نصف فتحة على الحل من خلال اعلانها ان السلطة الفلسطينية اعربت عن استعدادها للعمل وفق اتفاقية سابقة وقعت عام 2005لتشغيله بوجود مراقبين دوليين.
الملفان سيطرحان ضمن مفاوضات القاهرة، تقول الاوساط، مشددة على رفض مصر التام لتشغيل المعبر في وجود الجيش الاسرائيلي واصرارها على أن يعود العمل به كما كان قبل الحرب الإسرائيلية على غزة، وتاليا تواجد عناصر فلسطينية تدير المعبر إدارة كاملة، خصوصا ان الوجود العسكري الإسرائيلي الضخم في محور فيلادلفيا يقلق مصر.
اشكالية قد تلعب واشنطن دورا في حلها مع وجود وزير خارجيتها في تل ابيب حيث اجتمع اليوم مع نتنياهو على مدى ساعتين ونصف الساعة، اعلن على اثرها مكتب نتنياهو انه أكد لبلينكن التزام إسرائيل بالمقترح الأميركي بشأن الصفقة، علما ان وزير خارجية مصر موجود في الرياض حيث اجتمع الى نظيره السعودي.
تناسل العقبات والازمات يشكل بحسب الاوساط مؤشرا الى عدم الرغبة في الوصول الى اتفاق لكن في الوقت نفسه عدم الذهاب الى حرب. وتبعا لذلك، تعرب عن اعتقادها ان تقاطع المصالح بين اللاعبين الاقليميين قد يؤدي الى استمرار الوضع على ما هو عليه، اي لا حرب ولا سلم ، بل جولات تفاوضية لا تنتهي، تبقى معها الاوضاع على حالها الى حين انتهاء الانتخابات الاميركية وفرز الخيط الابيض من الاسود، ليبني نتنياهو آنذاك على الشيء مقتضاه.