روسيا أعلنت الحرب على واشنطن والعالم من دمشق... هذا هو سلاحها الجديد الفتّاك!!!...

عشيّة الذكرى الخامسة لانخراط روسيا بقوّتها العسكرية المباشرة في سوريا، تشهد دمشق زيارة روسية استراتيجية، بلا كمّامات لأعضاء الوفد الروسي، بنسبة كبيرة من أعضائه، وفي معظم تنقّلاته، في رسالة الى العالم بأن سلاح روسيا الجديد دخل الخدمة، مع إدخال الدّفعة الأولى من لقاح (Sputnik V) المضادّ لفيروس "كوفيد - 19"، في التداوُل العام.

هذه الزيارة ستستجلب بحسب بعض المراقبين، أخرى إيرانية بعد فترة، حتى ولو غير مُعلَنَة. فالوفد الروسي يواكب مشروعاً كانت سلّمته موسكو الى دمشق قبل نحو شهرين، يقوم على توسيع التعاون التجاري والإقتصادي، ويشمل أكثر من أربعين مشروعاُ جديداً في مجال إعادة إعمار قطاع الطاقة، وعدد من محطات الطاقة الكهرومائية، واستخراج النفط والغاز من البحر، وهو ما سيجعل دمشق مستقلّة أكثر عن طهران.

ويُناقش الوفد الروسي أيضاً، بحسب بعض المعلومات، مستقبل منظومات الدفاع الجوّي الإيرانية في سوريا، ومجالات إعادة الإعمار، واكتساب ودّ العشائر في منطقة شمال شرق سوريا، لجَعْلها تواجه الوجود الأميركي.

 

قدرات محدودة

شدّد العميد المتقاعد خليل الحلو على أن "سوريا بحاجة ماسّة الى أموال "كاش"، وروسيا غير قادرة على ضخّها هناك، فيما هي تطلب من المجتمعَيْن العربي والدولي أن يساعد على إعادة إعمار سوريا، منذ أن هدأ المشهد العسكري السوري".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "المشكلة الأساسية تعود من جديد، وهي أنه كيف يُمكن للعالم العربي أن يموّل النّظام السوري المُتحالف مع إيران ضدّه، والذي يشكّل قاعدة متقدمة لطهران على أراضيه؟".

وقال:"مانع آخر يبرز وهو أن الدول الغربية المانحة لن تموّل إعادة إعمار سوريا بلا حلّ سياسي من خلال تغيير الدّستور، وإدخال المعارضة والفئات السورية المهمَّشَة في الحُكم، وهم أكثرية الشعب السوري. فإذا لم يحصل ذلك، ستندلع الحرب الأهلية مجدّداً هناك، ولو بعد سنوات، إذ إن ظروفها ستظلّ متوفّرة. وهو ما يعني أن لا معنى لإنفاق الأموال في سوريا، في ظلّ استمرار ديكتاتورية النّظام، وغياب الحريات، وانعدام الحياة السياسية الحرّة".

ولفت الى أن "لا مستقبل حقيقياً لتطوُّر العلاقات الإقتصادية الروسية - السورية، إذ كيف يُمكن لموسكو أن تستثمر في بلد مُحاصَر بعقوبات وبمقاطعة عربية ودولية؟ فالشركات الروسية المُستثمِرَة في سوريا ستطالها عقوبات قانون "قيصر"، فيما هي مُعاقبة أصلاً بسبب احتلال روسيا شبه جزيرة القرم في أوكرانيا، منذ عام 2014؟ وحتى إن قدوم بعض الشركات الروسية التي لا تتطلّع الى التعاطي مع الغرب، للإستثمار في سوريا، ليس سهلاً، انطلاقاً من أن قدراتها محدودة جدّاً، خصوصاً أن الداخل الروسي مُتعَب بدوره إقتصادياً".

 

إيران

وأوضح الحلو أنه "من الناحية العسكرية، روسيا موجودة في سوريا بالقدرة القصوى، إذ لديها قاعدة جوية وأخرى بحرية، وقوى في البرّ، بالإضافة الى أسطول قبالة الساحل السوري في شكل دائم".

وأضاف:"بالنّسبة الى نشر أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية في سوريا، لا أعتقد أن فاعليّتها أعلى من تلك التي لمنظومة "إس - 300" الروسية، والتي لم تُثبت فاعلية في ردع الغارات الإسرائيلية المتكرّرة على الأهداف الإيرانية".

وشدّد على أن "نشر منظومات دفاع جوّي إيرانية في سوريا، سيتسبّب بمزيد من الضربات الإسرائيلية الجوية، التي يُمكن أن تنفّذها طائرات "إف - 35" ذات الطابَع "الشَبَحي".

 

العشائر؟

وردّاً على سؤال حول وضع عشائر منطقة شمال شرق سوريا، أجاب الحلو:"العمود الفقري لقوات "سوريا الديموقراطية"، هو العنصر الكردي، ولكن يوجد معهم الكثير من العشائر العربية، التي دخلت في تلك "القوات" وحاربت عناصر "داعش"، وهي ضدّ الوجود الإيراني في سوريا. وهذا ما يجمع العشائر العربية والأكراد في مناطق سيطرة قوات "سوريا الديموقراطية".

وتابع:"برزت مؤخّراً خلافات بين بعض العشائر السنيّة والأكراد، تطوّرت الى اشتباكات، ولكن تمّ تطويقها بسرعة بفضل جهود محلية وأميركية. لا شيء يؤكّد إمكانية نجاح روسيا في اكتساب ودّ تلك العشائر، إذ إن لديها (العشائر) مشكلة كبيرة مع النّظام السوري، ومع إيران وتركيا".

وختم:"قد تتسابق مختلف القوى على اكتساب ودّ تلك العشائر، ولكن اشتباكها مع الأكراد سيصبّ في مصلحة تركيا لا النّظام السوري، لأنها لن تفضّل النّظام على أنقرة في النّهاية، وهو ما يجعل الإنتظارات الروسية من العمل معها، ضعيفة".