المصدر: الحرة
الأربعاء 26 تشرين الأول 2022 11:05:24
تصاعدت وتيرة الصراع في أوكرانيا، حيث تستعد القوات الروسية لواحدة من "أشرس المعارك" في خيرسون في الوقت الذي صعدت فيه من قصفها لمدينة باخموت شرق البلاد، بينما تحقق أوكرانيا مكاسب ميدانية على جبهات عدة.
واصلت القوات الأوكرانية تقدمها ضد الجيش الروسي في منطقة خيرسون الجنوبية، الثلاثاء، وطردت قوات موسكو من باخموت شرقي دونيتسك، واكتسبت زخما جديدا في لوغانسك، حيث سيطرت على طريق سريع رئيسي بين بلدتي كريمينا وسفاتوف، وفقا لتقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
وبعد يوم من القتال العنيف والتطورات المتسارعة عبر مناطق قتال متعددة، وسعت القوات الأوكرانية نجاحاتها الأخيرة في استعادة الأراضي المحتلة، ودفعت قوات موسكو إلى التراجع في المناطق التي ادعى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنها تنتمي الآن إلى روسيا.
وفي جنوب أوكرانيا، صدت قوات كييف محاولات الروس لكسر خط الدفاع، وقتلت 26 جنديا من قوات موسكو، ودمرت "قذائف الهاون الخاصة بهم، ونظام الصواريخ المضادة للطائرات، ونقطة تخزين للذخيرة"، وفقا لـ"قيادة العمليات الأوكرانية الجنوبية".
أشرس المعارك
وبالقرب من خط المواجهة في خيرسون، قال مسؤول أوكراني كبير، إن القوات الروسية تعد العدة "لأشرس المعارك" في إقليم خيرسون الاستراتيجي في الجنوب، بينما يستعد الكرملين للدفاع عن أكبر مدينة تحت سيطرته من هجوم كييف المضاد، وفقا لـ"رويترز".
ودفعت القوات الأوكرانية نظيرتها الروسية للتراجع في الإقليم في الأسابيع القليلة الماضية لتجد نفسها في خطر الوقوع في حصار على الضفة الغربية لنهر دنيبرو.
ومدينة خيرسون، عاصمة الإقليم التي تحمل اسمه والتي كان يسكنها قبل الحرب نحو 280 ألف نسمة، هي أكبر مركز حضري لا تزال روسيا تحتفظ به منذ الاستيلاء عليه في وقت مبكر من غزو أوكرانيا قبل ثمانية أشهر.
وقالت السلطات المدعومة من روسيا، الثلاثاء، إن أكثر من 22 ألف مواطن فروا من البلدة ومناطق قريبة إلى الضفة اليسرى من نهر دنيبرو عقب نداءات للابتعاد عن التقدم الأوكراني، وفقا لـ"فرانس برس".
وتعمل السلطات التي عينتها روسيا على إجلاء السكان إلى الضفة الشرقية، لكن أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، قال إنه لا توجد علامة على أن القوات الروسية تستعد للتخلي عن المدينة.
وقال في مقطع مصور عبر الإنترنت، مساء الثلاثاء، "كل شيء واضح فيما يتعلق بخيرسون، الروس يعززون صفوفهم هناك".
وأضاف "هذا يعني أن لا أحد يستعد للانسحاب، على العكس من ذلك، فإن خيرسون ستشهد أشرس المعارك".
ولم تستعد القوات الأوكرانية على ما يبدو الكثير من الأراضي في هجومها المضاد في خيرسون منذ أوائل أكتوبر، عندما أعلنت روسيا أنها ضمت الإقليم وثلاث مناطق أخرى، وهي خطوة نددت بها 143 دولة في الأمم المتحدة ووصفتها بأنها "محاولة ضم غير قانوني".
ومن بين الأقاليم التي أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ضمها، يمكن القول إن "خيرسون هو الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية"، حسب "رويترز".
ويتحكم الإقليم في كل من الطريق البري الوحيد إلى شبه جزيرة القرم التي استولت عليها روسيا في عام 2014 ومصب نهر دنيبرو الشاسع الذي يشطر أوكرانيا.
وقال يوري سوبوليفسكي، وهو عضو في المجلس الإقليمي لمجلس خيرسون المؤيد للأوكرانيين، إن السلطات التي عينتها روسيا تمارس ضغوطا متزايدة على سكان خيرسون للمغادرة.
وكتب في تطبيق تلغرام "إجراءات البحث والانتقاء تزداد شأنها شأن عمليات البحث عن السيارات والمنازل"، حسب ما نقلته "رويترز".
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، إن قواتها صدت هجمات أوكرانية في منطقة خيرسون.
وستكون هزيمة روسيا في خيرسون واحدة من أكبر انتكاساتها في الصراع، حسب "رويترز".
معركة باخموت
الثلاثاء، طال قصف روسي عنيف مدينة باخموت الواقعة بمنطقة دونباس (شرق)، وسط تصاعد المعارك الشرسة بين قوات موسكو والجيش الأوكراني الذي يحاول صدهم، وفقا لـ"فرانس برس".
وبعد إبعادها عن كييف في بداية الغزو ومن منطقة خاركيف بشمال الشرق، وضعت القوات الروسية نصب أعينها انتزاع مساحات في دونباس، المنطقة الصناعية الواقعة شرقا.
ودونيتسك، المنطقة الواقعة شرقا وتضم باخموت، واحدة من أربع مناطق أوكرانية أعلن بوتين ضمها وتطبيق الأحكام العرفية فيها.
وفي باخموت، البلدة التي يسعى الروس منذ أسابيع للسيطرة عليها، شاهد أحد مراسلي وكالة "فرانس برس" تصاعد الدخان رغم المطر الغزير، وإسقاط صاروخ أوكراني لطائرة مسيرة روسية.
وقال جندي يبلغ 28 عاما، لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه لدواع أمنية، إن القوات الأوكرانية حققت مكاسب في المنطقة ليلا لكنه امتنع عن تقديم مزيد من التفاصيل.
وقتل سبعة مدنيين وأصيب ثلاثة بجروح في البلدة المعروفة بصنع النبيذ ومناجم الملح قبل يوم، على ما أعلن الحاكم الإقليمي الثلاثاء.
وأكد الحاكم بافلو كيريلنكو العثور على جثث ثلاثة مدنيين قتلوا في وقت سابق، في موقعين في المنطقة التي تشهد معارك كثيفة مع الجيش الروسي منذ أشهر، حسب "فرانس برس".
وفي حي سكني في باخموت شاهد مراسلو فرانس برس بقعا من الدماء على الأرض في أعقاب ما وصفه الأهالي بالهجوم الدامي قبل يوم.
وقال سيرغي (58 عاما) "رأيت هنا جثة من دون رأس، أشعر بالصدمة" مضيفا "كان رجلا يسير في الشارع فحسب".