رياح الانتخابات تهز "بيت الحزب": صراع الأجنحة في الضاحية والبقاع والجنوب بات واقعًا مكشوفًا!

يبدو أن مستقبل "حزب الله" مفتوحٌ على انقسامات ومفاجآت كبرى، رغم  محاولاته الظهور بمظهر المتماسك والمستمر في الأداء والانضباط، إلّا أن الاستحقاق البلدي هذا العام جاء لكشف الكثير من المستور، بعد أن هزتهُ رياح الانتخابات العميقة التي ضربت "بيت الحزب" من الداخل، بل ومن القاعدة الشعبية نفسها.

بالتالي، لم يعد الحديث عن صراع الأجنحة داخل الحزب مجرد تفصيل عاديّ، خلف الأبواب المغلقة أو تحليلات خصومه السياسيين، بل بات واقعًا حقيقيًّا، حيث أن نسبة الاقتراع في الضاحية الجنوبية، وهي قلعة الحزب وقلبه النابض، لم تتجاوز الـ 31%، ما يعكس متغيّرات لافتة في مزاج أهل البيت الواحد، كذلك متغيّرات أُخرى داخل الحزب الواحد.

ووفق معلومات kataeb.org، هناك فعاليات مناطقية محسوبة على الحزب، ترشحت في السابق على لوائحه، فيما اليوم باتت تفتح خطوط تواصل مع دولة عربية، لا سيما أنه في المجالس الضيقة، بدأ الحديث عن جناح عربي وجناح إيراني فيه، في مشهدٍ غير مسبوق يعد أكثر النكسات وضوحًا عندما فشل الحزب بِتوحيد صفوفه، الذي أدّى إلى خوض مؤيديه ضد بعضهم البعض، تحديدًا في بلدة لاسا. 

أمّا المفاجأة الأكبر في البقاع، فقد تمثلت بالزلزال داخل البيئة الشيعية، بعدما تعمد الحزب فرض محازبين على العائلات، ما أدّى إلى موجة غضب ونفور، أيضًا في الجنوب لم يكن الوضع مغايرًا، حيث تعصف الانقسامات الداخلية بعدد من البلديات، التي شهدت بعضها بحسب أحد المراقبين المحايدين في هذا المجال، تدخلًا مباشرًا من جهات خارجية.

وفي خطوة أُخرى أربكت القواعد الحزبية، ففي بلدة سجد الجنوبية فشل الحزب في تشكيل لائحة موحّدة، والمفاجئ أن هناك لائحتين للحزب تتنافسان في ما بينهما، إحداهما مدعومة من الجهات الحزبية الرسمية والثانية مموّلة من رأسمالي لبناني يعيش في الخليج.

وتقول مصادر شيعية عليمة لـ kataeb.org، إن الشلل التنظيمي غير المألوف في هذه الانتخابات، ينذر بتحولات بنيوية تهدّد بتفكيك التماسك الشعبي حول الحزب، وذلك بسبب غياب الانسجام في قراراته مع قناعات قاعدته، في مشهد يعكس هشاشة التماسك ما بين الحزبيين أنفسهم، والذي أدّى في بعض الأحيان إلى تهديدات متبادلة. 

وتؤكد الوقائع، أن الحزب لم يعد قادرًا على الدفاع عن موقعه السياسي والاجتماعي والإنمائي، بعد أخطر ضربة أمنية تلقّاها في تاريخه، فهو بعد الهزيمة العسكرية يخوض صراعًا انتخابيًّا داخل المنزل التنظيمي الحزبي، ما سيعيد حكمًا خلط الأوراق من جديد في رسم نفوذه داخل الجنوب والبقاع وبيروت.