ريشا: إدخال لبنان في مغامرات ضرب من الجنون ... مفتاح الحل يكون بانتخاب الرئيس

تسود التساؤلات في لبنان حول حدث ما بعد الهدنة بين غزة والعدو الإسرائيلي.
فمنذ الثامن من شهر تشرين الأول يعيش جنوب البلاد حالة حرب حقيقية بحسب رئيس جهاز الإعلام في حزب الكتائب باتريك ريشا الذي أكد في حديثه لـ LebanonOn أن حزبه يأمل في أن تعيد الهدنة حالة الأمن والاستقرار وأن توضع لها الأطر لجعلها مستدامة، ووصف ما يعيشه أهل الجنوب بالمغامرة الكبيرة.

ويرى ريشا أن لبنان كان بمنأى عن هذه الحرب لكنه وجد نفسه فجأة ينغمس فيها خارج الأطر "الشرعية"، على الرغم من تعهد رئيس الحكومة أمام الموفدين الدوليين بتطبيق القرار 1701 والتزام لبنان بالهدوء التام جنوباً على الحدود مع فلسطين المحتلة.

ويلفت ريشا إلى أن حسابات حزب الله مختلفة ويستند بذلك بحسب تعبيره إلى قول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بإن جبهة الجنوب هي جبهة مساندة وتنفيس لغزة وللفلسطينيين، ويشدد على أن حزبه يرفض هذا المنطق بشكل تام منذ 50 عاماً حين كان الجنوب منطلقاً لعمليات منظمة التحرير الفلسطينية.

ويأسف ريشا للتضحية بالشباب اللبناني وممتلكات وأرزاق أهل الجنوب لأجل مؤازرة غزة وتخفيف الضغط عن غزة ويؤكد أن الكتائب ضد هذه الممارسات.

ويشدد ريشا على أن ما قامت به الفصائل الفلسطينية جنوباً ما كان ليتم لولا الغطاء من حزب الله بهدف تخفيف الضغط عليه عبر توقيع بعض العمليات بأسماء فصائل لبنانية وغير لبنانية، ويطالب ريشا أجهزة الدولة واليونيفيل بالانتشار ضمن مناطق القرار 1701 والحرص على تطبيق بنودة كافة حماية للبنان وعدم استخدام الجنوب كصندوق بريد أو جبهة دعم في بلد يريد الاستقرار نتيجة ما يمر به من أزمات منذ سنوات عدة.

ويؤكد ريشا في حديثه لـ LebanonOn على أن حزب الله عوَّد اللبنانيين على استثمار سلاحه في القضايا الداخلية منذ العام 2005 مروراً بالعام 2006 والعام 2009 حين انقض الحزب على الديمقراطية، حيث عجزت الأغلبية آنذاك من أن تحكم وصولاً إلى الانقلاب الأبيض عبر ما عرف بـ "القمصان السود".

ويعتبر ريشا أن الظروف مختلفة هذه المرة بسبب وجود معارضة متراصة منعت لأكثر من عام فرض رئيس جمهورية كما يريد حزب الله، ولم يُخفِ ريشا رغبات الحزب باستثمار ما يجري في الوضع الداخلي لكن في المقابل يرى أن المعارضة ستقف بوجه هذه المحاولات.

وحول قرار الحرب والسلم أكد ريشا أن الحزب يمتلك هذا الأمر، منذ الوجود السوري في لبنان، لكن هذا الأمر كُسِرَ من قبل المؤسسات الشرعية في نهر البارد والجرود الشرقية، ويطالب الأجهزة الرسمية بأخذ قرار تاريخي بلعب هذا الدور حصراً.

ويتهم ريشا الحزب بأن هذه المغامرات تؤدي إلى دمار لبنان وعزله، ويطالب بإعادة النظر بمصطلح "جيش، شعب ومقاومة" ونشر مفاهيم حياد لبنان عن الصراعات الكبرى في المنطقة لأن لبنان يدفع أثماناً كبيرة بسبب هذه الصراعات خصوصًا القضية الفلسطينية، مشدداً على أن حزب الكتائب يدعم هذه القضية المحقة وحقوق الشعب الفلسطيني بكل الوسائل الديبلوماسية، إلا أن فتح الجبهات وتعريض لبنان لنيران المنطقة بعد كل ما يعانيه من انهيارات هو ضرب من الجنون بحسب تعبير ريشا، الذي ختم حديثه لـ  LebanonOn برفض الكتائب لهذا الأمر برمته، مطالباً باتخاذ كافة الإجراءات لاتخاذ الدولة وأجهزتها الرسمية للقرار السيادي وتقليص دور الحزب واستئثاره بقرار الحرب والسلم الذي يجب أن يمر بمجلسي النواب والوزراء وكل المؤسسات الدستورية التي يرى ريشا أن مفتاحها يكمن بانتخاب رئيس للجمهورية يكون مقدمة للحلول كافة على المستوى الوطني.