ريشا: حزب الكتائب يدعم حق الفلسطينيين في حياة كريمة في دولة قائمة ولبنان لا يجب أن يدخل في أي حرب

كتبت ناديا شريم في موقع أخباركم أخبارنا:

 مع دخول الحرب بين حركة "حماس" والقوات الإسرائيلية أسبوعها الرابع، تتمدّد الأسئلة على كل الجبهات وكل الساحات. ويبقى السؤال الأهم عمّا إذا كان الأمر سيتطور أم سيبقى تحت قواعد الاشتباك في هذه الساحات وتحديدًا في جنوب لبنان، خصوصًا بعد توزيع فيديو قصير للأمين العام لـ (ا ل ح ز ب) السيد حسن نصرالله وهو يمر قرب العلم الأصفر، وبعد الإعلان عن كلمة يلقيها عند الساعة الثالثة من بعد ظهر الجمعة 3 تشرين الثاني، وذلك خلال احتفال تكريمي لـ"شهداء طريق القدس".

عن هذا الموضوع، يقول رئيس جهاز الإعلام في حزب الكتائب اللبنانية باتريك ريشا لموقع "أخباركم أخبارنا": "لبنان لا يمكنه الدخول في أي حرب لأكثر من سبب، أولاً إن قراره ليس في يد المؤسسات الشرعية بل هو في يد (ا ل ح ز ب) الذي نرفض أن يقرر عن الشعب اللبناني مصيره خدمة لأجندات راعيه الإقليمي الذي يسعى لتحقيق مصالحه على حساب كل الشعوب.

ثانياً: إن تبعات أي حرب ستجر لبنان إلى انهيار شامل لن يتمكن من الخروج منها، وهو أصلاً في وضع مأزوم.

نحن في حزب الكتائب نجدد تأييدنا ودعمنا للفلسطينيين وحقهم في حياة كريمة في دولة قائمة سيّدة ومستقلة، ونتألم عند رؤية المآسي والدمار. أما نصرة غزة فتكون في البحث عن حلول موجودة تقرّرها المواثيق الدولية، والتي لا بد من الاستجابة لها، وهذه من مسؤولية المجتمع الدولي في أن يضغط باتجاه الذهاب الى حل الدولتين كما نصّت عليه مبادرة السلام التي انطلقت من بيروت، وإنهاء هذا الصراع القاتل المستمر منذ أكثر من 75 عامًا ودفع لبنان وشعبه في خلاله أثمانًا باهظة".

هل يستطيع لبنان تحمل حرب جديدة، وهل هو جاهز لها؟ يجيب ريشا: "كما ذكرت لبنان لا يجب ولا يستطيع بأي شكل من الأشكال الإنجرار إلى حرب خصوصًا مع فراغ في المؤسسات وغياب قيادة رسمية للبلاد. لا يجب، ولا يمكن له أن يذهب إلى حرب وهو غير محصّن وقرار المعركة ليس في يد الشرعية بل في يد فصائل وميليشيات لبنانية وغير لبنانية نراها تستبيح أرض الجنوب وسلامة أهله".

 إذًا، ماذا يجب على لبنان أن يفعل؟

يقول ريشا: "من الواضح أن الأزمة التي نشبت لن تكون قصيرة وعلى لبنان أن يعمل على تحصين نفسه بأكبر قدر ليتجنب أي انزلاقة.

أولًا: لدينا جيش وطني قادر وقوات حفظ السلام من واجبها السهر على تطبيق القرار 1701 ومنع محاولات التصعيد من جانبي الحدود الجنوبية.

ثانيًا: لبنان لا يمكن أن يستمر من دون رئيس وحكومة قائمة ومجلس نواب فاعل، ولهذا يجب على المعرقلين أن يتواضعوا ويكفّوا عن وضع مصالحهم قبل مصلحة الوطن، عبر التخفيف من شروطهم وسحب مرشحهم لكي نصل إلى إعادة تكوين السلطة في لبنان تكون قادرة على اتخاذ قرارات كبيرة كالحرب أو السلم".

أمّا عن موقف اللبنانيين من الحرب، فيقول رئيس جهاز الإعلام في حزب الكتائب اللبنانية: "نحن نرى  استطلاعات من هنا وهناك تؤكد أن معظم اللبنانيين ضد الحرب. وبغض النظر، نادرًا ما نسمع أحدًا، وحتى من أشدّ مناصري القضية الفلسطينية، أنهم لا يرغبون في حرب يعرفون سلفاً مدى وحشيتها وفاتورتها في الأرواح والدمار".

بعد كل سنوات القهر والعذاب، أعتقد أن اللبنانيين يطمحون إلى أخذ استراحة طويلة من الصراعات الداخلية والإقليمية، فهم خير من يستحق أن يعيش بسلام وأمان واستقرار".

وعن المطلوب فعله حتى لا يدخل "حزب الله" هذه الحرب؟ يقول ريشا: "للأسف، إن تجربة اللبنانيين مع (ا ل ح ز ب) وسلاحه ليست إيجابية، بمعنى أن لا رأي لنا كلبنانيين وكمجلس نواب وكحكومة لبنانية بقرار حزب الله، وما كلام الرئيس ميقاتي إلا تسليم لهذا الأمر المفروض علينا، لكنه أصبح مرفوضًا بشكل واسع. لكن رغم ذلك سنبقي صوتنا عاليًا، محذّرين من خطورة التدخل أكثر في هذه الحرب، والتوجه للمجتمع الدولي للتوصل إلى حل نهائي للصراع الدائر والاعتراف للفلسطينيين بدولة قابلة للحياة، وعندها تفقد إيران أي عذر تتسلّح به لإبقاء الفصائل الموالية لها في لبنان والمنطقة".

وعن تأثير دخول الحرب على اقتصاد لبنان؟ يرى ريشا "أن الاقتصاد في لبنان انهار مع انهيار الوضع عمومًا والحرب ستزيد من فلتان الحدود والتهريب والاقتصادات الموازية، وستصبح الحكومة التي بنت موازنتها على مزيد من الضرائب الجائرة على الناس عاجزة حتى عن تحصيلها. كما أنني لا أرى من وكيف سيعاد بناء ما يمكن أن يتهدّم؟ أي حرب من وعلى لبنان ستكون ضربًا من الجنون وستخلف تأثيرًا مدمرًا على القطاعات كافة".

ويضيف: "لقد سمعنا الوزير باسيل يقول إن الشركات المنقّبة عن النفط كذبت عندما قالت بعدم وجود غاز، فإذا كان هذا الأمر صحيحًا يكون لبنان قد دفع سلفًا فاتورة الحرب بمجرّد أنه خسر إمكانية استخراج الغاز الذي كان يعوّل عليه. للأسف، إنها الفرص الضائعة، مرة جديدةّ".

وفي موضوع  الأدوية، وهل هي كافية  في حال اندلعت الحرب؟ يؤكد انه "كان لنا لقاء الأسبوع الماضي مع وفد من نقابة الصيادلة، وقد أكدوا لنا صعوبة توافر الأدوية للمرضى ولا سيما لأصحاب الأمراض المستعصية، وإن أي حرب محتملة ستضع حياة هؤلاء في خطر كبير".

لكن هل ستؤجّج الحرب الخلافات الطائفية إذا دخلها لبنان؟ يقول ريشا: "كل من يضع الصراع في خانة طائفية إما هو جاهل او متواطىء. فالقتلى في غزة من كل الطوائف وقد شهدنا قصفًا للجوامع والكنائس معًا. لكن في حالات الحرب والخضّات الأمنية، سرعان ما يبرز الشعور الطائفي وحتى المذهبي في لبنان لغياب هوية مجتمعية جامعة. ونظرًا لفقدان القرار الموحّد والرغبة الجامعة لخوض هذه المغامرات سويًا، نعم هناك تخوّف من انزلاق باتجاه خلافات طائفية، فهذه الحروب نعرف كيف تبدأ ولكن لا أحد يدري كيف تنتهي".