ريفي: التيار والحزب وجهان لعملة واحدة... ونخجل بأننا نواب في هذا المجلس

أظهرت الوقائع في الساعات الأخيرة جملة تطورات ومحطات سياسية تشي باصطفافات جديدة، وصولاً إلى ما قاله الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في ذكرى اغتيال القائد الإيراني قاسم سليماني، ما يؤكد المؤكد بأن المناورات السياسية بين "الحزب" و"التيار الوطني الحر" لا تخفى على أحد، عندما أشار إلى أن الإتصالات جارية بين "الحزب" و"التيار البرتقالي"، وبمعنى آخر، أن "تفاهم مار مخايل" لم "يفرط"، وثمة معلومات بأن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تفاهماً بين الطرفين، بدليل مشاركة النائب العوني غسان عطاالله في ذكرى سليماني.

في السياق، يقول النائب أشرف ريفي لـ"النهار"، إن "حزب الله والتيار الوطني الحر هما وجهان لعملة واحدة"، معتبراً ان "الخطاب الأخير للسيد نصرالله لم يحمل أي جديد سوى التبجيل بقاسم سليماني، والحديث عن رئيس للجمهورية لا يطعن المقاومة بالظهر، فيما هو وحزبه طعنا لبنان بالظهر من خلال قتالهم في سوريا والعراق واليمن، وهذا ما يظهر أن حزب الله هو من يعطِّل الإستحقاق الرئاسي، ومستمرّ في هذا الأداء كي يأتي برئيس من الممانعة، ولكن لن نسمح تحت أي طائل بأن تستمر دويلة الحزب في التشفّي من اللبنانيين، فنحن نريد رئيساً سيادياً بامتياز، لأن البلد لم يعد يحتمل "رئيس واجهة" لحزب الله، ولم يتمكن من إيصال من يريد إلى سدة الرئاسة، فنحن اليوم أمام آخر سلطة دستورية للإنقاذ، وأي تأخير سيرفع منسوب الإنهيارات والتعقيدات، وقد آن الأوان للإتيان بشخصية وطنية إصلاحية ومؤسّساتية للملمة الوضع الذي خرّبه حزب الله ومن جاء به رئيساً للجمهورية، ولإعادة بعث الحياة في كل مرافق الدولة، وربط لبنان بالعالمين العربي والغربي. ونقول للسيد الذي يتكلّم إيرانياً، إن طهران تتهاوى، فلا قدسية لرموزه ولا هالة، وهذا النموذج إلى أفول، لأننا نعلم أن الأنظمة التوتاليتارية تقوم على القدسية والمهابة، خصوصاً إذا كانت أنظمة دينية أو حكم الحزب الواحد، فهذا هو نموذج التخلّف، والتاريخ علّمنا أن تلك الأنظمة لا تملك القدرة على التطوّر، كونها تتحرّك ضمن قوالب حديدية وإلهية، وعلى حزب الله أن يدرك أنه لم يُجد القراءة التاريخية، حيث توهّم أن بلداً تعدّدياً مثل لبنان يستطيع أن يحكمه إلى الأبد بالسلاح والنار والإغتيالات والفساد، في حين أن بيئته بدأت تتساءل، لماذا قُتل أولادنا في سوريا واليمن والعراق؟ وبالتالي، فإن البيئة عينها في الداخل والإغتراب تسأل ما نفع هذا الكمّ من السلاح في التهويل على اللبنانيين الآخرين، ولو كان مجدياً لحمى أموال المغتربين اللبنانيين من الشيعة، ومن لم يتمكن من حماية أموال الناس، ليس بإمكانه حماية أرواحهم وممتلكاتهم ومستقبل أولادهم".

وحول الإستحقاق الرئاسي، ومتى يُنتخب الرئيس، يردف النائب ريفي: "أتوقّع أن يُنتخب بين الشهر الثاني والرابع، وثمة معطيات داخلية وإقليمية ودولية إلى تقاطع معلومات تفضي الى هذه الأجواء".

ويتابع: "أصبحنا نخجل بأننا نواب في هكذا مجلس لم يتمكن من إنقاذ البلد وانتخاب رئيس خلال هذه الفترة، وبصراحة متناهية، لنذهب إلى بيوتنا ونتحضّر لثورات مفاجئة هنا وهناك، فالناس لم يسبق لها أن عاشت الذلّ والعوز والفقر والحرمان كما تعيشه اليوم، وأشرف لنا أن نكون في صفوف أهلنا ومواطنينا، لا في صفوف الطبقة الفاسدة التي دمّرت البلد وسرقت الشعب والخزينة، ولا زالت تتحكّم بمصيره. نحن أبناء مؤسسات، فإما أن تكون قادراً على تأدية واجبك، وإلا الخروج ومجيء من هو أكفأ".

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت لديه مخاوف أمنية، يجيب: "لا أرى أي اهتزازات للأمن والسلم الأهلي، وما جرى من أحداث وإشكالات متفرّقة، إنما هو نتيجة طبيعية لواقعنا الإجتماعي والسياسي والإقتصادي المأزوم"، مشيداً بجهوزية الجيش اللبناني القادر على الإمساك بالساحة الداخلية وحماية الناس، وقد أثبت قدرته في أكثر من محطة من خلال معالجته للأحداث أو الإشكالات التي حصلت في بعض المناطق، "فالجيش والمؤسسات الأمنية الشرعية هم الذين يحافظون على أمن الناس واستقرارهم وعلى مؤسسات الدولة، لا دويلة حزب الله والممانعة".

وعَود على بدء، يشدّد ريفي على "ضرورة انتخاب الرئيس العتيد اليوم قبل الغد، وهذا ما تطالب به الدول المانحة من أجل مساندة اللبنانيين، لا سيما دول مجلس التعاون الخليجي، وفي طليعتها المملكة العربية السعودية التي لها باع طويل في دعم لبنان والوقوف إلى جانبه في السرّاء والضرّاء، فبوابتنا وتاريخنا عربي وليس إيرانيا، ولن نسمح لحزب الله بأن يسلخنا عن هذا المحيط، وهو الذي كاد ان يسبّب لنا أكبر أزمة مع المملكة ودول الخليج بفعل أحقاده والإملاءات التي يتلقاها من إيران، والأمر المضحك المبكي أن يقول السيد حسن أن طهران لا تتدخل في الشأن اللبناني".